(مقدمة نعي المطران حداد هي بقلم وتحرير غبطة البطريرك يوسف العبسي الكلي الطوبى .. ويليها نبذة عن حياة المطران الفقيد)
تفقد اليوم كنيستنا حبراً جليلاً قلّ مثيله فقد كان رجل الكنيسة الأبيّ، والأمير المتواضع البهيّ، والإنسان الحقّ، والكاهن المتجرد، والراعي الأمين، والأسقف القدّيس، والأب الوديع والعطوف، والأخ الوفي الصادق . أحبّ كنيسته وخدمها بتواضع وتجرّد وحمل فيها المسؤوليّات الجسام بصمت وأمانة، وقام بتضحيات كبيرة من أجل أن يُسعد الآخرين دون منّة أو إدّعاء. كان غيوراً ومحبّاً على رعيّته الكبيرة التي امتدّت من خدمته كراعي لكنيسة سيدة البشارة في بيروت، وقاضياً في المحكمة الروحيّة ثم رئيساً لها لسنوات طوال، ورئيساً للمدرسة البطريركيّة في بيروت، والخدمة الأسقفيّة في صور حيث كان للضعفاء والفقراء وصيادي الأسماك المكان الأكبر في قلبه، وتعيّنه مدبّراً بطريركيّاً على أبرشيّة بيروت، إلى تعيّنه مدبراً رسوليّاً على البطريركيّة الأنطاكيّة أثناء مرض المثلث الرحمة البطريرك مكسيموس الخامس
سيرة حياته:
- وُلِدَ المطران يوحنّا حدّاد في بيت شباب في 17 كانون الأول 1926، شقيقه المطران جورج حدّاد. تابع دروسه الفلسفيّة واللاهوتية في إكليريكية القديسة حنّة في رياق والقدس وسيّم كاهناً على مذابح أبرشية بيروت في 2 تموز 1950.
- درس القانون الكنسيّ في جامعة القدّيس يوسف – بيروت.
- أنتخبه السينودس المقدّس ميتروبوليتاً على أبرشيّة صور في 26 تشرين الأول 1988 وتمّت سيامته الأسقفية في 27 تشرين الثاني من السنة نفسها.
- إثر تسلّمه الأبرشيّة، دَرَسَ حاجياتها ونظّمها فأطلقَ ورشة للإنماء الاجتماعيّ والعمرانيّ والروحي.
- عَمِلَ على ترميم وتجديد كاتدرائية صور والمطرانيّة، واهتمّ بتطوير المدرسة الأسقفيّة في صور وباقي مدارس الأبرشيّة وسعى إلى بناء مستوصفات ومساكن شعبيّة بالإضافة إلى ترميم الكنائس وبيوت الكهنة ومقبرة لأبناء الطائفة المحتاجين في قانا.
- في 13 تشرين الثاني 1989، عيّنه البابا يوحنّا بولس الثاني مستشاراً لأمانة سر الفاتيكان في العلاقات مع غير المسيحيّين . كان رجل العيش المشترك ورمزاً للتعايش الإسلاميّ المسيحيّ ومدافعاً عن أرض لبنان، وقد برزت مواقفه إثر مجزرة قانا (1996) وحريق كنيسة القدّيس يوسف وبيت الكاهن في قانا (1997). فكان حريصاً على أن لا تهدم صيغة التعايش الإسلاميّ المسيحيّ . وكان له أيادٍ بيضاء كثيرة في حفظ وصون سيادة لبنان والعمل على إعادة المهجّرين وتدعيم الاندماج الوطنيّ.
- عُيّن رئيساً للمدرسة البطريركيّة في بيروت من عام 1985 حتّى عام 1995.
- عُيّن رئيساً للمحكمة الروحيّة الموحّدة للروم الملكيّين الكاثوليك من عام 1989 حتّى عام 2005.
- ترأّس مجلس إدارة التعاونيّة ” الربوة للإنماء” من عام 1991 إلى عام 2010.
- شارك في أعمال السينودس من أجل لبنان الذي عقد في الفاتيكان عام 1991.
- عُيّن مدبّراً بطريركياًّ على أبرشية بيروت عام 1999 بعد وفاة المطران حبيب باشا وحتى انتخاب المطران يوسف كلّاس.
- عُيّن مدبّراً رسولياً على الكرسيّ البطريركيّ من 6 حزيران 2000 حتّى استقالة البطريرك مكسيموس حكيم في 22 تشرين الثاني 2000.
- عُيّن خلال السينودس المنعقد عام 2004 رئيساً للجنة القانونيّة في البطريركيّة الأنطاكيّة وانتُخِب فيما بعد رئيساً للمحكمة السينودسيّة.
- إستقال من منصبه بسبب بلوغه السن القانونيّة في 20 حزيران 2005.
- عام 2006، عُيّن نائباً بطريركيّاً في لبنان وأسقفاً مشرفاً على إكليريكيّة القدّيسة حنّة في الربوة- لبنان.
تدعوكم الكنيسة المقدّسة لرفع الصلوات من أجل راحة نفس المثلث الرحمة سائلةً له الرحمة الإلهيّة والراحة في الأخدار السماويّة مع القدّيسين والأبرار حيث لا تعب ولا حزن ولا ألم.
فليكن ذكره مؤبّداً