مدرسة الأمل
بعد أن صدر قرار الإستيلاء على المدارس الخاصة عام 1967 ، نَشَأت الحاجة إلى الإستعاضة عن تلك الخسارة الفادحة بإستحداث مدارس جديدة تقوم بالدور التربوي الهام لتنشئة أطفالنا وتربيتهم بأفضل طرق التعليم.
ولم تترك طائفة الروم الكاثوليك ابناءها دون مدارس خاصة بهم ، فتم خلال نفس العام 1967 السعي لإفتتاح مدرسة الأمل على رخصةٍ لمدرسة أخرى باسم ” روضة الحنان ” وذلك في حي العزيزية وكانت الروضة في الحارة الفاصلة بين كنيستي اللاتين وكنيسة الكلدان القديمة وتم افتتاحها مع خمسة طلاب فقط .وتزايد عدد الطلاب بسرعة قياسية .
ثم استحصل حضرة الأب جورج ماني المحترم على رخصتين لمدرستين هما مدرسة الأمل ومدرسة العناية وذلك عام 1968 . وتم افتتاح المدرسة باسم ” روضة الأمل “في العزيزية في الحارة التي تقع فيها دار النهضة حاليا مع اطلالة على حارة نادي اليرموك . ثم تم الحصول على ترخيص للمرحلة الإبتدائية في عام 1972 وازداد عدد الطلاب بصورة كبيرة ، ما استدعى نقلها إلى حي الجابرية للمبنى الذي كان سابقا ” مدرسة ديمتريوس للبنات ” فتجاورت مع مدرسة العناية التي كانت متواجدة هناك ايضاً .وعرفت المدرستان إزدهاراً كبيراً وواسعاً لامثيل له فكان لابد ايضاً من فصلهما عن بعضهما .فتمَّ نَقلْ مدرسة العناية من حي الجابرية إلى جوار كنيسة القديس جاورجيوس في أيلول عام 1975 وبقيت مدرسة الأمل في هذا المبنى وكانت تضم مرحلتي الروضة والإبتدائي فقط ، إلى أن تم إنشاء المرحلة الإعدادية فيها عام 1977 ( في نفس المبنى).
ومع تطور المدرسة والإقبال الكبير المستمر، وتزايد عدد أبنائنا الطلاب، وبعد استلام المطران يوحنا جنبرت ابرشية طائفة الروم الكاثوليك في حلب عام 1995 ،لاحظ سيادته هذا التطور الكبير للمدرسة وانها أصبحت مكتظة بالطلاب ، فعقد العزم على انشاء مدرسة حديثة كبيرة ، تلاءم التطور السكاني الذي امتد إلى أحياء جديدة في المدينة ، وبعناية أمنا العذراء إستطاع أن يشتري مساحة واسعة من الأراضي في ضاحية الأسد وأنطلق ببناء مدرسة حديثة تمتد على مساحة / 22000 م2 / نَقَلَ اليها مدرسة الأمل من حي الجابرية الى ضاحية الأسد ، وسمى المشروع ” مشروع الأمل 2000: تم إنتقال المدرسة إلى المبنى الجديد اعتباراً من العام الدراسي 2000/2001 وكان عدد الطلاب الأقصى عند الإنتقال هو حوالي 1200 طالب وطالبة، وبعد الإنتقال للمبنى الجديد الحديث إستطاع راعي الأبرشية أن يستحصل على مكرمة من رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد الذي أعطى موافقته على توسيع مراحل المدرسة من إعدادية إلى ثانوية عام 2003 وتزايد عدد الطلاب فيها ليبلغ قبل الأزمة حوالي 1640 طالباً وطالبة .
وضع المدرسة خلال الأزمة السورية
تأثرت المدرسة كثيراً بالأزمة التي مرت على بلدنا ، حيث تضررت منطقة ضاحية الأسد بشدة كبيرة وحصل دمار كبير جراء قذائف الحرب اليومية ، وبسبب عدم الأمان حينها ، إتخذ سيادة المطران يوحنا جنبرت قرارالنقل المؤقت للمدرسة إلى مقر آخر مناسب، فنُقِلَت المدرسة بجهود سيدنا يوحنا جنبرت في العام الأول للأزمة إلى مدرسة السيدة مريم ( الفرنسيسكان سابقا) بدوامٍ مسائي.
وفي العام الثاني للأزمة تم الإنتقال إلى معهد الأخوة الخاص لمدة ثلاث سنوات وبدوام مسائي . ثم في العام الدراسي 2016 / 2017 تمت الإستفادة من مساحات منشأة مؤسسة مدرسة جورج سالم في شارع فيصل بجهود راعي الأبرشية بصفته رئيساً لهذه المؤسسة وهدفه من وراء ذلك إلغاء الدوام المسائي للطلاب، فقام ببناء مدرسة جديدة بديلة بجوار الكنيسة الخلفي تستوعب سبعمائة طالب بارتياح، على أمل الإنتقال إلى منشآت مدرستنا الفسيحة في الضاحية في القريب العاجل إن شاء الله.
التفوق الدراسي
لقد كانت مدرسة الأمل دائماً من أهم المدارس بحلب خصوصا بما يتعلق بنجاح طلابها في شهادات التعليم الأساسي والبكالوريا، وكمثال نورده ففي العام الماضي وفي شهادة التعليم الأساسي حصل ثلاثة طلاب على المجموع النهائي الكامل وكانوا من الأوائل على القطر .وفي شهادة البكالوريا هناك دائماً حوالي 40 % من الطلاب يؤهلون بفضل تفوقهم إلى إختيار أهم الكليات العلمية في جامعة حلب.
الإدارات المشرفة عبر الزمن
رافق الأب جورج ماني مسيرة المدرسة عبر السنوات الطوال منذ تأسيسها وبقي يتابع إدارتها حتى عام 2003 مع إنطلاق المدرسة الجديدة في ضاحية الأسد . وكان اهتمام سيادة المطران يوحنا جنبرت بشكل مباشر بالمدرسة منذ توليه الأبرشية ومازالت من أهم إهتماماته يرعاها بمحبته ، وعاونهما عبر السنوات عدد من الكهنة والكوادر الإدارية الكفوءة التي تركت أثرها في أجيال عديدة من الشباب الحلبي عبر خمسين عاماً من العطاء ، نذكر منهم السيدة جيما ذكر التي رافقت تأسيس وإدارة المدرسة في سنيها الأولى ، ثم إدارة السيدة ليديا سبع والسيدة ايديت ماري تيريز ديك ثم المهندس بيير قراقاش ثم الأستاذ بيير تدوري، ولاننسى السيدة مارييت قيمة حصروني التي واكبت العمل الإداري في المدرسة بعد التأسيس وحتى تاريخه.
أما الآباء الذين شاركوا عبرالسنوات في متابعة أمور المدرسة فهم الأب نيقولا صواف و الأب جول بغدصار والأب اندريه أزرق و الأب جورج مصري و الأب جوزيف بسيليس و الأب توفيق أبو إسكندر وحاليا الأب عماد ضاهر والأب فادي نجار.