مدرسة العناية
بعد أن صدر قرار الإستيلاء على المدارس الخاصة عام 1967 ، نشأت الحاجة إلى الإستعاضة عن تلك الخسارة الفادحة بإستحداث مدارس جديدة تقوم بالدور التربوي الهام لتنشئة أطفالنا وتربيتهم بأفضل طرق التعليم، فأستحصل حضرة الأب جورج ماني المحترم على رخصتين لمدرستين ابتدائيتين هما مدرسة الأمل ومدرسة العناية وذلك عام 1968، وفي البداية إستقرت المدرستان في حي الجابرية، بالمبنى الذي كان سابقا “مدرسة ديمتريوس للبنات” إلاّ أن المدرستين عَرَفتا ازدهاراً واسعاً لامثيل له فكان لابد ايضاً من فصلهما عن بعضهما.
وسرعان ماوُضِعَت المخططات لبناء مدرسة تُنْقَل اليها مدرسة العناية من حي الجابرية إلى جوار كنيسة القديس جاورجيوس . بوشر العمل وافْتُتِحَت” مدرسة العناية” في 13 أيلول عام 1975 باسم الأب يوحنا جاموس وإدارته ( وقد تنازلت الأنسة لوريس عازار التي كانت المدرسة قد وُضِعَت بإسمها لأسباب إجرائية مشكورة عن الرخصة إلى الصاحب الجديد لاحقاً وبعدَ أن أوكل إليه المثلث الرحمات المطران ناوفيطوس ادلبي مهمة إدارة مدرسة الطائفة هذه).
بدأت المطرانية بناء المدرسة بطابق أرضي واحد ( 5 غرف فقط ) ، من جهة الشمال للكنيسة ، واستمر العمل فيها ، إلى أن أكمل العمل القيِّم العام حينذاك حضرة الأب ميشيل يتيم بجناحين أو بنايتين بثلاث طوابق لكل منهما،وفي البداية كانت روضة ومدرسة ابتدائية،ولكن الهدف كان متابعة الرسالة حتى صف الكفاءة ، وتمت بفترة متأخرة نسبيا الموافقة على تحوّلها إلى إعدادية وذلك عام 2001 حيث تم افتتاح صفوف المرحلة الإعدادية كل عام إلى أن وصلت إلى صف الكفاءة، وهي لاتزال تتابع رسالتها التعليمية والتربوية ،وكانت نتائج الكفاءة دائماً بعلامات متفوقة حتى أن بعض الطلاب حازوا على العلامة التامة وكافأتهم الدولة ولاسيما السيدة الأولى أسماء الأسد ، وقد حازت المدرسة على إعجاب جميع فئات الشعب من مسيحيين ومسلمين ولاسيما مدراء التربية والموظفين في التربية .
ولذلك كان الإقبال عليها كثيفاً دوماً حيث كان عدد طلاب المدرسة عند افتتاحها عام 1975 هو 70 طالباً ، وارتفع العدد مع توالي السنوات حتى وصل إلى 1050 طالباً قبل الأزمة ، وتناقص العدد بسبب الأزمة الحالية حتى وصل الآن إلى 527 طالباً ، وقد سافر ايضاً كثيرون من روادها، وتستقطب المدرسة دائماً خيرة المدرّسين الإختصاصيين.
وماتميزت به المدرسة بإدارتها الحكيمة هو توجيه الطلاب نحو التعلق بوطنهم سورية وبكنيستهم ومجتمعهم ، مستندة إلى هتافات تتكرر يومياً منها : ” الإخلاص والإحترام: للوطن والإنسان” و”سورية بلدي وطن الحب والإخاء” و”عبادة المال أصل الشر” الخ .. من هتافات تربوية ونفسية تتكرر يومياً مرات عدة مما يرسخ في أذهان ونفوس ابناءها المبادئ والقيم التي يريد الأب يوحنا جاموس راعي المدرسة أن يطبعها في نفوس أبنائه الناشئين.