كلمة الراعي

ابق معنا يا سيِّد

سيّدي يسوع. طلبت منا أن نؤمن بكَ، فنسألك ونتوسَّل إليك: ثبِّت إيماننا بقدرتكَ؛ نسألك ذلك كما سألك في ذاك الأب المسكين الذي توسَّل إليك أنْ تحرِّر ابنه من الشرير الذي كان يصارعه في كيانه وكان يؤذيه حتى الموت (مر 9: 24).

طلبتَ منّا ألا نخاف ووعدتنا أن تبقى دوماً معنا. ثبِّت ثقتنا بعنايتك الرحيمة.

احم الكنيسة في سوريا من شرّ الكفّار الذين يشنّون عليها الحرب لكي يقتلعوها ويمحوها من الوجود. لقد رأت النور في هذه الأرض المقدَّسة يوم العنصرة، يوم مبارك، حيث انطلق المؤمنون الأوَّلون الذين عمَّدهم بطرس والرسل أنفسهم وأسَّسوا الجماعة الأولى من أخصّائك في مختلف مناطق شرقنا العزيز.

لقد منحتَ كنيستنا الشرف الأثيل بأنْ تُعمِّد مختارك بولس الرسول في دمشق، رسول الأمم. لقد بقيتْ دوماً أمينة لك في سورية، هذه الأرض التي قدَّستها رفاة أعداد لاتحصى من المؤمنين القدّيسين قطنوا فيها وملايين الشهداء الذين ضحّوا بحياتهم في سبيلك خلال الألفي سنة الماضية من التاريخ والذين أروا أرضها المبارَكة وسقوها بدمائهم الزكية الطاهرة. لقد آثروا الموت على أن ينكروك أو يخونوك.

سيِّدي يسوع، إنَّ مسيحي سورية يُحبونك وأنت تعرف ذلك. لقد ظلوا أمناء لك رغم كلّ المعاكسات التي واجهوها والمحن التي تحمّلوها حباً بك. تعالَ إلى نجْدتهم. لا تسمح بأن يفقدوا ثقتهم بك وشجاعتهم. ساعدهم ليتابعوا رسالتهم في هذه الأرض المقدَّسة حيث وُلدْتَ وحيث بدأت كنيستكَ بتأسيس ملككَ في هذا العالم الذي ينتظر، يوماً بعد يوم، مجيء عدالتك.

يا ابن الله المولود من العذراء مريم التي أعطيتنا إيّاها أُمّاً، أُمكثْ معنا، ثبِّتنا في حُبِّك وبشفاعتها الوالدية إجعل منّا  شهود حنانكَ الإلهي. آمين

( ترجمة ابتهال رفعه راعي الأبرشية إلى الرب يسوع، نشرته إحدى الصحف الفرنسية عام 2015)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى