نشرة الأحد 30 أيار 2021 – العدد 22
الأحد الأول بعد العنصرة- جميع القديسين- اللحن الثامن
إنَّ القدّيسين جميعاً … تقووا من ضعف وصاروا أشداء عب 11/33 |
من تبع المسيح واعترف به أحبّه حبّاً يفوق كلَّ حبّ وضحّى بكلِّ حبٍّ يتنافى مع محبته، ولو كان هذا حب الأهل أو أي شخص يمتّ إلينا بصلة.. هذا ما يطلبه منّا المسيح الذي أحبّنا حتى الموت، موت الصليب. “الحب يوجب الحب”. فإذا كان المسيح أحبّنا إلى الغاية، وجِب علينا أن نكون مستعدين لمعاملته بالمثل. إن لم يكن بسفك دمنا لأجله، أقله بالموت عن ذاتنا. فالرسل لم يتبعوا معلمهم جدياً على طريق التضحية والألم والاستشهاد والقداسة إلا بعد حلول الروح القدس عليهم. كذلك القدّيسون لم يسلكوا طريق الصليب والكفر بالذات على خطى المسيح. إلا بوحي الروح القدس وفعله.
تعيّد الكنيسة اليوم في الأحد الأول بعد العنصرة لعيد جميع القدّيسين لتقول لنا نحن أيضاً علينا أن نكون أداة طيّعة لهذا الروح الإلهي، فيقودنا في طريق الكمال والقداسة، كما قاد القدّيسين والرسل الذين نقيم تذكارهم اليوم، ونكون في عنصرة مستمرة.
كثيرون هم الذين حملوا بإيمان صليبهم وفضّلوا المسيح رغبةً في القيامة، وهم يعاينون المسيح الآن وجهاً لوجه، لذلك تعيّد الكنيسة لجميع القدّيسين المعروفين والمجهولين. فلنشاركهم صلاتهم في تسبيح الله وتمجيده.
كل من ترك بيوتاً أو أخوة أو أخوات أو أباً أو أمّاً أو امرأة أو بنين أو حقولاً من أجل اسمي يأخذ مئة ضعف، ويرث الحياة الأبديّة. متى 19/29 |
صلاة الأنديفونة: أيّها الربُّ المحبُّ البشر، يا من هو عجيبٌ في قدّيسيه وينبوع كلّ قداسة، يا من دعانا بأمره الإلهي: كونوا قدِّيسين لأني أنا قدّوس، وأفاض في قلوبنا روحَ القداسة، وجعلنا هياكل له، نسأل مراحِمك أن تجعلنا أُمناء لهذا الروحِ المُحيي وتُنيرَ منا العقولَ لنُدرِكَ تدبيركَ الخلاصيّ، ونعملَ بحَسبِ ما يُرضيكَ كلَّ أيامِ حياتنا، لأنّكَ أنت هو مصدرُ كلِّ قداسة، وإليكَ نرفعُ المجدَ والشُّكرَ والسجود، أيّها الآب والابن والروحُ القدس، الآن وكلّ أوان. آمين.
الطروباريات :
1- طروبارية القيامة (اللحن الثامن): انحدرت من العلاء أيها المتحنّن، وقبِلتَ الدفن ثلاثة أيام، لكي تعتقنا من الآلام. فيا حياتنا وقيامتنا يا رب المجد لك.
2- طروبارية جميع القدِّيسين (اللحن الرابع): أيّها المسيح الإله، إنّ كنيستَك المتسربلة دماءَ شهدائكَ الذين في كلِّ العالم، مثلَ بَزٍّ وأُرجوان، تهتفُ إليكَ بواسطتهم: أرسل رأفتَكَ على شعبِكَ، وهب لرعيّتك السلام، ولنفوسنا عظيم الرحمة.
3- طروبارية شفيع الكنيسة…
4- قنداق الختام لتقدمة عيد خميس الجسد (اللحن الرابع): لنهيّئ اليوم القلوبَ، يا مؤمنون، كآنيةٍ نقيّة، لنقبلَ بضميرٍ نقيٍّ وليمةَ الربّ. مقدّمينَ تسبيحاً لتقدمةِ العيد.
+ الرسالة للأحد الأول بعد العنصرة : (عب 11 : 33-2:12)
+ الإنجيل لأحد جميع القديسين: التجرد (متى 10: 32-38؛ 27:19- 30).
† ابتهالات إنجيلية:
- عجيب أنت يا ربّ في قدّيسيك، جعلت من تلاميذك أن يكونوا خميرة في العجين وملح الأرض ونور العالم، هبنا بصلواتهم أن نكون على مثالهم سراجاً على المنارة لتهتدي شعوب الأرض من خلالنا– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- عجيب أنت يا ربّ في قدّيسيك، اخترت تلاميذك رغم نقصهم وضعفهم، وجعلتهم رسلاً إلى العالم يعلنون ويبشّرون بملكوتك. هبنا بصلواتهم الجرأة لنعيش تعاليمك في أسرتنا ومجتمعنا ونشهد أنك الإله الوحيد– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- عجيب أنت يا ربّ في قدّيسيك، أنعمت على العديد ممن آمنوا بك وعاش تعاليمك بهبة القداسة، اجعل من ضعفي قوّة ومن يأسي فرحاً ومن خطيئتي قيامة لأسلك طريق القداسة– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
رزنامة الأسبوع
+ الاثنين 31 أيار: تقدمة عيد الجسد.
+ الثلاثاء 1 حزيران: تقدمة عيد الجسد، تذكار القدّيس الشهيد يستينوس الفيلسوف ورفاقه.
+ الأربعاء 2 حزيران: تقدمة عيد الجسد، تذكار أبينا في القدّيسين نيكفورس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينية.
+ الخميس 3 حزيران: خميس جسد الرب.
صلاة الأنديفونة: أيُّها المسيحُ الإله، يا من أعطانا جسدهُ ودمهُ مأكلاً ومشرباً حقيقيَّين، قدِّسنا وأنِرنا وخلِّصنا، واجعلنا هياكل لك، بتناوُل أسرارك المقدَّسة، فنحويكَ في قلوبنا، لأنك أنت قُوتُنا وحيلاتنا، وإليكَ نرفع المجد، وإلى أبيك الأزليِّ وروحكَ القُدوس.الآن وكلَّ أَوان وإلى دهر الداهرين، آمين.
نشيد الدخول: ارفعوا الربّ إلهنا واسجدوا الموطئ قدّسيه، فإنّه قدّوس. خلّصنا يا ابن الله، يا من قام من بين الأموات، نحن المرنّمين لك هللويا.
نشيد العيد (اللحن الأول): إنّ المسيح إذ أحبَّ خاصّته، وإلى الغاية أحبّهم، منحهم جسده ودمه مأكلاً ومشرباً. فنحن الآن نسجد لهما بوقار مكرّمين، ونهتف إليه بورع قائلين: المجد لحضورك، أيها المسيح، المجد لحنوِّكَ، المجد لتنازلك يا محبّ البشر وحدك. (ثلاثاً)
قنداق الختام للعيد (اللحن الثاني): أيها المسيح، لا تأنف من تناولي الآن جسدك ودمك الإلهيين ولا يكن اشتراكي أنا الشقيّ في أسرارك الطاهرة والرهيبة أيها السيد للدينونة، بل فليصر لي للحياة الأبدية الخالدة.
+ نشيد للعذراء (اللحن الثاني):فلتتعظّم أنفسُ المؤمنين جميعُها، ولتبتهج بتقبُّلِ جسدِ المسيحِ مخلّصها. لأنّه أشبع من الخيرات السماويّة جوعَها. وقد عظّم رحمته معها، وقدّم ذاته ذبيحة الفداء عنها. ولذلك نحن، مع والدة الإله، نسبّحُهُ مُعظّمين.
** ختام الشهر المريمي في كنيسة القديس جاورجيوس **
يختتم الشهر المريمي في كنيسة مارجرجس في قداس الأحد الساعة 6 مساءً. يلي القداس التطواف بأيقونة العذراء في باحة الكنيسة برفقة الفرقة النحاسية للكشاف.
** أخوية الشفعاء **
تذكر أخوية الشفعاء أعضاءها بموعد اللقاء القادم للأخوية، وذلك الأحد القادم 6 حزيران الساعة 5.00 تماماً في غرفة المعمودية في مزار كنيسة القديس جاورجيوس.
﴿ حيث يجتمع المسيحيون للصلاة مع مريم هناك يمنح الرب روحه ﴾
أيها الأخوة والأخوات الأعزاء
بعد خمسين يوماً من عيد الفصح، نحتفل بعيد العنصرة، الذي نذكر فيه ظهور الروح القدس، الذي – كريح وكنار- نزل على الرسل المجتمعين في العلية وجعلهم قادرين أن يبشروا بالإنجيل بشجاعة في كل الأمم.
سر العنصرة، الذي نراه نحن في هذا الحدث، هو “معمودية” الكنيسة الحقة، ولكنه ليس خاتمة معموديتها. فالكنيسة تعيش باستمرار حلول الروح القدس، ومن دونه تفقد كل قواها، مثل قارب شراعي ينقصه الهواء. تتجدد العنصرة بشكل خاص في بعض المحطات الحاسمة، على الصعيد المحلي أو العالمي، في جماعات صغيرة أو كبيرة. المجامع المسكونية، على سبيل المثال، قد عرفت دورات فاض فيها بشكل خاص الروح القدس، ومن بين هذه المجامع هناك بكل تأكيد المجمع الفاتيكاني الثاني. يمكننا أن نذكر أيضًا لقاء الجماعات الكنسية مع المكرم البابا يوحنا بولس الثاني، هنا في ساحة القديس بطرس، في عيد العنصرة 1998. ولكن الكنيسة تعرف عددًا لا يحصى من “العنصرات” التي تحيي الجماعات المحلية: نفكر هنا بالليتورجية، وبشكل خاص تلك التي عشناها في أوقات خاصة في حياة الجماعة، والتي شعرنا خلالها بشكل واضح بحضور الله الذي يبعث في النفوس الفرح والحماسة. نفكر بالكثير من اجتماعات الصلاة، التي يشعر فيها الشباب بوضوح بدعوة الله إلى تركيز حياتهم على حبه، حتى ولو بلغ بهم الأمر إلى تكرسهم بالكلية له.
لذا ما من كنيسة دون العنصرة. وأود أن أضيف، ما من عنصرة دون العذراء مريم. هكذا كان الأمر منذ البدء، في العلية، حيث كان الرسل “مثابرين على الصلاة، مع مريم، أم يسوع” كما يخبرنا كتاب أعمال الرسل (1، 14). وهكذا الأمر دائمًا، في كل مكان وزمان. وقد شهدت هذا الأمر منذ أيام يسيرة في فاطيما. ماذا عاش ذلك الحشد العظيم في ساحة المزار، عندما كنا جميعنا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة؟ كانت عنصرة متجددة. كانت مريم أم يسوع في وسطنا.
وهذا اختبار تتميز به سائر المزارات المريمية الكبيرة – لورد، غوادالوبي، بومباي، لوريتو – وأيضًا المزارات الصغيرة: فحيث يجتمع المسيحيون للصلاة مع مريم هناك يهب الرب روحه*.
أيها الأصدقاء الأعزاء، في عيد العنصرة هذا، نحن أيضًا نريد أن نكون متحدين روحيًا بأم المسيح وبالكنيسة إذ نطلب بإيمان فيضًا جديدًا للباراقليط الروح الإلهي. نطلب هذا الفيض لأجل كل الكنيسة، بشكل خاص في هذه السنة الكهنوتية، لأجل خدام الإنجيل، لكيما تُعلن رسالة الخلاص لكل البشر.
من كلمة قداسة البابا في يوم العنصرة 2010