كلمة الراعي

الرسالة التي وجهها راعي الأبرشية للطلاب الناجحين والمتخرجين

أيها الطالب النجيب والابن الحبيب

يسرني أنّ أشارك ذويك ولفيف كهنتنا في احتفالات هذا اليوم السعيد، الذي تود فيه أبرشيتنا العزيزة أنّ تكرمك، بعد أن أدرجت اسمك على قائمة الشرف، مع سائر أبناء الطائفة الناجحين، منهم متخرجي جامعاتنا ومن بينهم أيضا كل الطلاب الحائزين على الشهادة الثانوية العامة في دورة هذا العام. وأنا إذ أهنئ كل الحضور في هذا الحفل الكريم، الذي جمع الطلاب مع أوليائهم الاكارم، حول كهنة رعاياهم في رحاب مطرانيتنا الواسعة، أوصيهم بأن لا ينسوا انتماءهم الكنسي وفضل والديهم عليهم، مدى الحياة. كما وأوصيهم أيضاً بأنّ لا يبتعدوا عن المعلم الإلهي الذي يرشدهم في مسارهم وييسر أمورهم يوماً بعد يوم لكي يبلغوا بنعمته الفوز المرجو وكل صلاح. ولا تنسى يا أيُّها الابن العزيز، ما كان يقوله العبقري الروائي الكبير، الكسندر دوماس:عملك قد يتم في يوم من الأيام، غير أنَّ تعلمك لا ينتهي أبدا“.

لربما اليوم هو يوم المكافأة على نجاحاتكم السابقة، التي ضحيتم للبلوغ إليها، يا أيُّها الطلاب النجباء، ولكنني أذكركم بأن لا نجاح بدون جدية في العمل واجتهاد، فمن طلب العلى سهر الليالي ومن لا يتحاشى السطحية والخفة في التعاطي واللامبالاة، فيبتعد عن التافهات من الأمور ومضيعة الوقت، في أيام فتوته المنتجة الخلاقة، والمصيرية في صحة نشأته حاضراً، والتي هي مكونة شخصيته المستقبلية ومؤسسة القواعد الصلبة التي سوف يركز عليها حياته، فهذا الجاهل لن يجد في إهماله العناية بترويض ذاته إلا الخيبة والفشل الذَّريع. وتذكروا يا أيُّها الأبناء الأفاضل أنَّ من جد وجد ومن زرع حصد ومن أعطى بسخاء نال بوفرة، النعم والبركات، مكللاً حياته بالنجاح وبِرضى الله ومحبة البشر.

فإلى الأمام يا أيها الأبناء الأعزاء وهيا إلى الجد والنشاط، فعين الله ترعى مسيرتكم، ومحبته تملأ قلوبكم، ونعمته تقوي عزائمكم في سعيكم المشكور نحو المزيد من العلم والنجاح والعزة والفلاح.

مع بركتي الرسولية و محبتي الخالصة

                                                                  + المطران يوحنا جنبرت

                                                        متروبوليت حلب وتوابعها للروم الكاثوليك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى