المسيح معنا فقفوا
أثناء أعمال ترميم إحدى دور المطرانية التراثية والتي يعود بناؤها إلى القرن السابع عشر، كشف معلم الدهان لوحة جميلة وقديمة، عمرها قرابة المائتي عام، كانت تزين صالة الاستقبال، كتب عليها “المسيح معنا فقفوا” وبما معناه تشجعوا لا تخافوا وتشدّدوا بالرب الذي وعد أخصّاءه بأن يظل معهم ولا يتركهم أبداً.
هذه الكلمات القوية في معانيها المفعمة بالإيمان والثقة بالرب المخلص الساكن فيما بيننا، تداولها أجدادنا في زمان الشدّة والمحن التي تعرضوا لها في تلك الأيام حيث عانوا من مُلِّمات قاسية تحمّلوها، محبةً به وإخلاصاً للإيمان الذي كان يملأ قلوبهم الواثقة بعطفه وعنايته. فوجدوا فيها أسباب رجاء لا يخبو ومصدر قوة على الصمود لا مثيل لها. فالشدة اضمحلت وزالت، وأما هم فثبتوا واستمروا أحياء في هذه المدينة العزيزة، مضيئين بأنوارهم السنية كل من جاورهم، فكان طيب العيش نصيبهم وأنجبوا أجدادنا وبارك الرب نسلهم فولدنا، وبنعمة الله عشنا وترعرعنا!
أما اليوم ومع الوباء الذي يتهددنا فنحن نمر بمرحلة صعبة تعكر صفاء عيشنا وترهبنا، فلنعد إذاً إلى هذا الرجاء الذي لنا في المسيح الحيّ القدير. وإننا عندما نحتفل بذكرى قيامته المحيية، لا يسعنا إلا أن نطمئن ونتشدّد، فنردّد مع أسلافنا للقائم من بين الأموات واثقين:
“المسيح قام وهو حي حاضر فيما بيننا، فقفوا ولا تخافوا.”
وكل عام وأنتم بخير
29 آذار 2020
+ المطران يوحنا جنبرت