رسالة إلى أبنائنا الناجحين في الشهادتين الرسمية للعام 2020
(لمناسبة حفل التكريم الذي أقامته لهم الأبرشية في كنيسة القديس جاورجيوس)
أيها الطالب النجيب والإبن الحبيب،
في هذا اليوم السعيد، يوم احتفالنا بنجاحك في امتحانات عام ٢٠٢٠ الرسمية التي تؤهلك لمتابعة تحصيلك العلمي متقدما، دعوتك مع ذويك الأعزاء إلى هذا اللقاء العائلي لكي أعبر لك عن امتناني من اجتهادك وتقديري لنجاحك، داعيا لك باستمرار التحصيل والتقدم في حياتك الفتية الواعدة وطالبا من الرب الإله لوالديك الصحة وطول العمر والتوفيق.
هديتي الكبرى لك في هذا اليوم السعيد، يا أيها العزيز، هي صلاة حارة ارفعها إلى سيد الكون القادر على كل شيء، مخلصنا يسوع المسيح، طالبا إليه تعالى رعايتك بحمايته وعطفه وأنت في مطلع مسار حياتك، حيث تسعى جاهدا لتأسيسها على قاعدة صلبة، أديمها علم وأخلاق وسطحها مساحات واسعة وآفاق. ويسرني أن أزودك في هذه المناسبة، بكتاب الحياة الذي فيه حكمة المعلم الإلهي، كي يرافقك في مسيرتك نحو المستقبل، يوما بعد يوم، منيراً لك سبيل الفضيلة والصلاح مصدر الخير ومنبع كل فرح وهناء.
كتاب الرسائل والإنجيل الإلهي المقدس الذي أقدمه لك، يشير إلى الفصول التي نتلوها باستمرار في الكنيسة، مما يسهل لك ولكل من هو حولك قراءة يومية لفصول العهد الجديد كما نقرأها في القداس الإلهي دائماً وعلى مدار العام. أتمنى أن أراك تُدخل في حياتك اليومية عادة مطالعة مقطع من العهد الجديد، فتعطر بشذى إرشاداته، ومنذ الصباح الباكر، أجواء كل الأيام التي يعطيك الخالق أن تحياها على وجه هذه الدنيا اليابسة، والتي هي أحوج ما تكون إلى ماء الحياة النابعة من كلمة الله الخلاقة ووحي الروح القدس.
يا أيها الفتى النجيب والابن الحبيب، إن الكنيسة المقدسة تعوّل على اجتهادك لتنمية مؤهلاتك البشرية الدفينة وتوسيع دائرة معـارفك العلميـة المكتسبة، الأمر الذي يمكنك من الوصول إلى اكتساب قامة إنسانية، مميزة في أدائها وسخية في عطاءاتها، تزدان بها شخصيتك حاضراً ومستقبلاً، فيستنير بوهج لمعانهـا المجتمع ويتألق. فالوطن العزيز ينتظرك آملاً مشاركتك الفعالة في عملية إعادة بناء ما هدمته الحرب المقيتة ومساهمتك في مشروع إصلاحي يؤسّس لمستقبل آمن وزاهر يحسّن عيش أبناء بلادنا المزدانة بالجمال والموغلة في العراقة.
مع بركتي الرسولية ومحبتي الخالصة، لك ولذويك الأحباء.
حلب في 2 تشرين الثاني 2020
+ المطران يوحنا جنبرت
