كلمة المطران في حفل تخريج دفعة من مركز “نبني ونستمر” المهني
حضرات الآباء المحترمين، أيتها السيدات، أيها السادة الاكارم ويا طلابنا الأعزاء، أيها الحفل الكريم
بدأنا بإنشاء هذا المركز عام ٢٠١5 بهدف تأهيل عدد من أبنائنا مهنيا وتمكينهم من العمل في مختلف الحرف ولا سيما في مهن البناء، كون إعادة بناء حلب التي هدمتها الحرب يحتاج إلى عدد كبير من المهنيين المهرة، الأمر الذي يستدعي عدداً كبيراً من العمال ويخلق بطبيعة الحال العديد من فرص العمل للراغبين وييسر عيش العديد من الناس ويقيهم مزلة الفقر والعوز .
أقيم هذا المركز في الطابق السفلي لبرج الأمل حيث لنا صالة كبيرة تستوعب عددا كبيرا من القاعات المناسبة لعملية التعليم النظري والتدريب العملي. بدأنا العمل في التدريب على خمس مهن وازداد تدريجياً عدد الاختصاصات في المركز حتى تعدى اليوم تسعة عشر، منها في مجال البناء ومنها في مجال الصناعة وبعضها في المهن التي تناسب النساء، كالخياطة والتفصيل و صف الشعر والإسعافات الأولية والعًناية بالمرضى والمسنين. وقد انطلقنا مؤخرا بدورات تدريب في مجال الرسم الهندسي المعروف ببرنامج الاوتوكاد ومجال الطاقة البديلة التي أصبحت حاجة ملحة في ظروفنا الراهنة.
لقد استفاد من خدمات هذا المركز خلال السنوات الست الماضية زهاء 1813 متدرب ومتدربة اشتركوا في 193 دورة واستطاع عدد كبير منهم الحصول على وظيفة أو عمل، بفضل ما تدرب عليه في احد اختصاصات المركز والذي انطلق مؤخرا بمشروع مشغل كبير لتصنيع الأثاث المنزلي لفرش المساكن بالإضافة إلى مشغل للنجارة العربية. كما و يساهم هذا المشغل حاليا في استصلاح المساكن المتضررة جراء الحرب وإعادة تأهيلها للسكن. ويعتبر هذا المشروع رائدا في دعم النازحين وتمكينهم من العودة إلى منازلهم بعد تجهيزها لسكناهم.
ونحن اليوم، وفي السنة السابعة لعمر هذا المركز التدريبي، الذي أنشاناه أصلاً لتأهيل الراغبين من أبنائنا والساعين لتعلم أحدى المهن المفيدة والمجدية، والتي من شأنها أن تيسر لهم سبيل العيش الكريم، وتقديرا للجدية التي وجدناها في مساره التعليمي ونظرا للالتزام الذي أظهره عدد كبير من طلابه في تحصيلهم المهارات المهنية، قررنا أن نكافئ رواده المتميزين بشتى السبل و الوسائل المتاحة. ولذلك بادرنا إلى اتخاذ القرارات الإجرائية التالية:
١- تجهيز المركز بمزيد من الأدوات التعليمية المناسبة ووسائل الإيضاح والآلات المفيدة للتدريب
2- تقديم محفزات للمدرسين المحترفين المتميزين في أدائهم.
٣- منح مكافئات تشجيعية للمتفوقين من الطلاب.
٤ – تقديم منح دراسية للطلاب الأكثر حاجة، من المثابرين على الدراسة و المجتهدين.
٥ – تأمين فرصة عمل مغرية لخريجي المعهد من الشبان الملتزمين والناجحين.
٦ – دعم طلبات القروض والمنح لمشاريع صغيرة، يسعى المتفوقون من الطلاب الحصول عليها للانطلاق بورش عمل خاصة بهم لاحقاً، على أن تكون مجدية و مفيدة.
وإننا إذ نقدم الآن هبة تكريمية لثلاثة خريجين من الأوائل في دوراتهم، تعبيراً عن تقديرنا لجديتهم في التحصيل، نود أن نعلم الجميع أن هؤلاء الطلاب الخريجين قد نالوا ثمنا لاجتهادهم مكافآت تفوق كل هدية أو ثناء، كون كل واحد منهم قد وجد فرصة عمل مربحة أو وظيفة مغرية تؤمن له رزقا وفيرا وكفاية في عيشه الرغيد.
ولا يسعنا في الختام أن نسهى عن رفع آيات الشكر لله الذي بارك هذه المؤسسة بنعمته وجعلها مثمرة بعنايته، كما أننا ننتهزها فرصة، نقدم فيها الشكر لمؤسسي مركز نبني و نستمر للتدريب المهني ولكل العاملين فيه من إداريين ومعلمين وخادمين مخلصين.
ومع بركتي الرسولية ودعائي أتمنى لكم جميعا الصحة والتوفيق ولهذا المركز العزيز دوام النجاح وكل الازدهار .
حلب في ٣٠ / ١٠ / ٢٠٢١ +المطران يوحنا جنبرت