نشرة الأحد 10 تشرين الأول 2021 – العدد 40
الأحد الثالث بعد الصليب- إحياء ابن أرملة نائين – اللحن الثالث
دعانا يسوع الأحد الماضي إلى محبّة جميع الناس لنكون “أبناء العلي”. دعانا إلى أعمال الرحمة على مثال أبينا السماوي:”كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم”. في إنجيل اليوم يعطينا يسوع نفسه كمثال لهذه الرحمة. رأى الرب الأرملة تبكي وحيدها فتحنّن عليها وقال لها: لا تبكي. أقام ابنها وسلّمها إياه حيّاً. أظهر يسوع بهذه المعجزة محبّة الله الآب ورحمته وحنوه على الإنسان. وكما تحنّن يسوع على الأرملة وعزّاها وسلّمها ابنها حيّاً، فإنّه يحنو على شعبه، ويجعل من هموم هذا الشعب وأمراضه وفرحه همومه الخاصة وأمراضه وفرحه. لا زال يسوع يمرّ دائماً في حياة كلّ إنسان، وخصوصاً عند الضيق. علينا أن نراه، أن نلاحظه، أن ننتبه إليه. لا زال المسيح يعبر دائماً في ضمائرنا، يعبر في يأسنا، وفي كلّ شدّة. يحنو علينا مشفقاً ويقول لنا كما قال للأرملة: “لا تبكي”. ويعطينا يسوع نعمته التي تعمل في حزننا وفي ضعفنا وفي يأسنا فنحوّلها إلى فرح وقوة ورجاء.
يظهر لنا إنجيل اليوم أيضاً قدرة يسوع الخارقة التي أظهرها بإحياء هذا الشاب. إن الله وحده قادر أن يقيم الموتى بقدرته الخاصة. فيسوع هو “ابن الله”، إنه قادر على كلّ شيء، إنه سيّد الحياة والموت.أقام يسوع هذا الشاب وأعاده إلى أمّه حيّاً، لا زال يسوع يعمل هذه المعجزات فينا. إننا نموت كلّ يوم بشقائنا وأحزاننا وخطايانا، لكنّنا نلتقي دوماً بالمسيح القائم من الأموات يدنو منا ويمدّ لنا يده القادرة ويقول لنا: قم، والتحق بأبناء القيامة
صلاة الأنديفونة: أيُّها المسيحُ الإله. إِمنَحْ عبيدَكَ تَعزيةً سريعةً ثابتةً عند ضَجَرِ أَرواحِنا. لا تَنَفصلْ عن نُفوسِنا في المضايق ولا تَبتَعدْ عن أذهانِنا في الشدائد بل تَدارَكْنا دائماً. إِقتَربْ مِنَّا يا من هو في كلِّ مكان وكما كنتَ مع رُسُلِكَ في كُلِّ حين. إتَّحدْ بالذينَ يتوقونَ إليكَ أيضاً. لأَنَّك أنت حياتُنا وخلاصُنا أيُّها المسيحُ الإِله. وإِليكَ نرفعُ المجد. وإلى أَبيكَ الأزليّ وروحكَ القُدُّوس. الآن وكل أَوان وإلى دهر الداهرين. أمين
الطروباريات:
1- طروبارية القيامة (اللحن الثالث): لتفرح السماويات، وتبتهج الأرضيات، لأن الربّ صنع عزّاً بساعده، ووطئ الموت بالموت، وصار بِكرَ الأموات، وأنقذنا من جوف الجحيم، ومنحَ العالم عظيم الرحمة.
2- طروبارية القدّيسين الشهيدين افلمبيوس وأخته افلمبيا (اللحن الرابع): : شهيداك يا ربّ بجهادهما نالا إكليل الخلود منك يا إلهنا. فإنهما أحرزا قوتك فقهرا المضطهدين وسحقا تجبر الأبالسة الواهي. فبتضرّعاتهما، أيها المسيح الإله خلّص نفوسنا.
3- طروبارية شفيع الكنيسة…
4- قنداق الختام (اللحن الثاني): يا نصيرة المسيحيين التي لا تخزى ووسيطتهم الدائمة لدى الخالق، لا تُعرضي عن أصوات الخطأة الطالبين إليك. بل بما أنكِ صالحة بادري إلى معونتنا نحن الصارخين إليكِ بإيمان: هلمّي إلى الشفاعة، وأسرعي إلى الابتهال، يا والدة الإله المحامية دائماً عن مكرميكِ.
+ الرسالة للأحد العشرون بعد العنصرة: (غل 1 : 12-19).
+ الإنجيل للأحد الثالث بعد الصليب: إحياء اين أرملة نائين (لو 7: 11-16).
† ابتهالات إنجيلية:
- أيها الرب يسوع ، يا أبن مريم العذراء لقد أشفقت على الأرملة وسلّمتها وحيدها بعد أن أقمته، فتحنّن على اليتامى والأرامل وعلى كل من فقد عزيزاً، فإنك رجاء وعزاء جميع الحزانى – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الرب يسوع، لقد شاركتنا آلامنا وهمومنا. فانزع الحزن والأسى من قلب جميع المتعبين والمثقلين، واجعلهم يحيون دائماً بالفرح وبرجاء القيامة – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الرب يسوع، لقد مجّد الجميع الله قائلين: لقد افتقد الله شعبه. فنحن أيضاً نمجّدك لأنك أقمتنا من شقائنا وأحزاننا وغفرت خطايانا وجعلتنا أبناء القيامة. فافتقدنا دائماً ، إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
رزنامة الأسبوع
+ الاثنين 11 تشرين الأول: تذكار القدّيس الرسول فيلبّس أحد الشمامسة. وأبينا البارّ ثيوفانس المعترف أسقف نيقيا الملقّب بالموسوم.
+ الثلاثاء 12 تشرين الأول: تذكار القدّيسين الشهداء بروبوس وتاراخوس وأنذرونيكوس.
+ الأربعاء 13 تشرين الأول: تذكار القدّيسين الشهداء كربوس وبابيلس وأغاثونيكي.
+ الخميس 14 تشرين الأول: تذكار أبينا البارّ قزما المنشئ المقدسيّ أسقف مايوما.
+ الجمعة 15 تشرين الأول: تذكار القدّيس الشهيد لوكيانوس كاهن أنطاكية العظمى.
+ السبت 9 تشرين الأول: تذكار القدّيس الشهيد لونجينوس قائد المئة الواقف بإزاء الصليب.
** طلابنا الأعزاء **
يرجى من أهالي أو طلاب طائفة الروم الكاثوليك بحلب (مدارس وجامعات) والذين لم يتسنى لهم الحضور مسبقاً لتسجيل أسماء أولادهم، الحضور إلى مطرانية الروم في ساحة فرحات، لتسجيل اسماء أولادهم وذلك من الساعة 10 حتى 12 ظهراً يومي الخميس والجمعة 13-14 تشرين الأول 2021.
** حركة الشبيبة الطالبة المسيحية-جيك**
تعلن الشبيبة الطالبة المسيحية عن فتح باب الانتساب للشبيبة لصفوف الحركة الكائنة في كنيسة الملاك ميخائيل بالعزيزية. من عمر 10 سنوات وحتى نهاية المرحلة الجامعية فعلى من يود الانتساب الاتصال مع هادي طنوس على الرقم 0992003487 .
**ريستال تكريمي**
يطيب لجوقة أمل 2000 بقيادة مؤسسها الأستاذ جان حسكور أن تقدّم ريستال تكريمي لسيادة المطران يوحنا جنبرت الجزيل الوقار وفاءً وتقديراً لعطاءلته لخمسة وعشرين سنةً في خدمة مدينة حلب، وذلك يوم السبت القادم 16 تشرين الأول 2021 الساعة السابعة مساءً على مسرح الجمعية العمومية الأرمنية- العزيزية.
** الرياضة الروحية لكهنة الأبرشية**
تعلمكم مطرانية الروم الكاثوليك، وأنَّه بسبب سفر الكهنة إلى الرياضة الروحية، أنه لا يوجد أي قداس في كنائسنا في الفترة الواقعة بين 11 تشرين الأول وحتى السبت 16 تشرين الأول. إنّ إدارة النشرة تتمنى لكافة الكهنة رياضة روحية مثمرة وعودة بالسلامة.
﴿ هوية المسيح﴾
أرى من المناسب أن أعود في هذا المقال إلى الحوار الذي جرى يومذاك بين المسيح والرسل حول هويّته، وهو بنظري أخطر محادثة جرت بين المعلّم الإلهي وأتباعه، إبّان تواجده الزمني معهم على هذه الأرض، وهو حوار يستمرّ مع كلّ واحد منّا، نحن الذين قبلنا دعوته وصمّمنا على اتّباعه في حياتنا. منه تنشأ مرتكزات إيماننا، وعليه ترتكز الكنيسة بصلابتها وتثبت. فالمسيح إذ سأل تلاميذه: “من يقول الناس أني هو ؟” أجابوا: “بعضهم يقولون إنه يوحنا المعمدان، وغيرهم إنّه إيليا، وغيرهم إنه إرميا أو واحدٌ من الأنبياء” وسألهم: “في نظركم أنتم من أنا ؟” أجاب سمعان: “أنت المسيح، ابن الله الحيّ” فأجابه يسوع: “طوبى لك يا سمعان ابن يونا، أنه ليس اللحم والدّم أعلنا لك هذا، بل أبي الذي في السموات، وأنا أقول لك أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوَ عليها (متى16: 13-17). هذا هو المُنطلق والأساس الذي تُبنى عليه الكنيسة: “الإقرار بأنّ يسوع المسيح هو ابن الله الحيّ”.
كل ما تبقّى في إيماننا المسيحي يَستمدّ معناه وسبب وجوده من هذه الحقيقة الأساسية ويتفاعل في حياة المؤمنين منبثقاً من هذا المُنطلق، فهو الصخرة التي يقوم عليها البناء، وحجر الزاوية الذي يضبط سائر عناصره، وهنا أودّ أن أسأل كلّ واحد من المؤمنين: ماذا يقول الناس عن المسيح… من هو ؟ ماذا يقول معلمو الناموس وحكماء هذا العصر عنه ؟ قد يجيب البعض: إنه مُصلحٌ اجتماعيٌ كبير، ومُعلّمٌ كبير في أمور التعايش والحياة الاجتماعية الفُضلى… ونبي… ورسول… ومؤسس ديانة كبرى… والنبي المُنتظر… وأعظم الأنبياء…الخ
وأنتم أتباعه الذين آمنوا به، ماذا تقولون عنه ؟ … هل أنكم تحارون في أمره، أم أنكم مثل بطرس والرسل من بعده، تعترفون بهذه الحقيقة المدوية، فتقولون بوحي الروح الذي فيكم: “إنه المسيح ابن الله الحيّ”. فتكونون، أنتم أيضاً، تلك الصخرة التي يبني عليها المسيح كنيسته، فلا تقوى عليها أبواب الجحيم عينها، أم أنكم تبقون خارج هذا السرّ العظيم، حائرين في ماهية هويّتكم وأمر تبعيّتكم له، لا تعرفون إلى أين المصير، لا قرار لكم في أنفسكم، ولا قناعة تذهب بكم إلى حيث مضى بطرس وبولس والرسل القدّيسون ؟.
هذا السؤال تطرحونه على أنفسكم في مطلع انضوائكم تحت لواء المسيح وتُعيدون طرحه في كلّ مرحلة صعبة من مراحل مسيرتكم في طريقه، وإنّ الإجابة الصحيحة عليه تنير لكم السبيل، وتقوّي عزائمكم، معنوياً وروحياً وحياتياً، فحول هذه الحقيقة التي تُعلنون تتمحور الكتب والأنبياء والحياة الإلهية والخلاص. ويا حبّذا لو طرحتم اليوم السؤال عينه على أنفسكم، واتّخذتم موقفاً يوجّه مسيرتكم في الحياة.
إن لم يكن المسيح هو فعلاً ابن الله الحيّ، وإن لم يكن قد قام من بين الأموات ليحيا فينا إلى الأبد، فنحن أتعس الناس، على حدّ تصريح القدّيس بولس. لكن إن كان المسيح الحيّ هو الداعي وهو الذي يقلب مصير مختاريه كما فعل مع شاول على طريق دمشق، فكلّ شيء يتبدّل، وكل عمل يأخذ معنى، وكل تضحية تجد لها المبرّر، فينطلق المؤمن باندفاع لا يُحدّ، وعزم لا ينثني، ليعمل على بناء الملكوت وخدمة الإخوة. يحتمل الضيق والهوان دون تردّد كما فعل بولس الرسول وغيره الملايين من الرسل والتلاميذ الصالحين.
+المطران يوحنا جنبرت