نشرة الأحد

نشرة الأحد 9 كانون الثاني 2022 -العدد 2

الأحد بعد الظهور- بدء بشارة يسوع– اللحن الثامن

من أحبّ أخاه كان مقيماً في النور. أمّا من لا يحبّ أخاه فهو في الظلام                       قول 3/8    

المسيح نور العالم. وحيث يحلّ يظهر النور. ظهر المسيح لينير ظلمات حياتنا من جهل وأنانيّة، وشرّ وظلم. فنحن بحاجة لنوره لنصير أبناء النور بقبولنا وإيماننا بالمسيح النور الحقيقي. فالمسيح هو جواب لجميع تساؤلاتنا وهو يوضح مصيرنا ويخرجنا من حيرتنا وبأسنا. ولكي نصبح أبناء النور يدعونا المسيح لأن نقبل إلى النور ونكتشفه مجدّداً ونفضّله على الظلمة، أن نصغي إلى صوت الروح بإيمان حيّ ونعيش صلاتنا بحرارة ونصدق بثبوتنا.

إنّ المسيح يدعونا أن نعلن التوبة الحقيقيّة التي هي النور. فالتوبة تتطلّب التغيير، والتغيير يعني تغيير العقلية والطريق، والعودة لله دون اشتراط ودون قيود. والتوبة هي الشرط الأساسي للعودة للملكوت.

كلّنا بحاجة للتوبة والتغيير والإصلاح.

آية: توبوا فقد اقترب ملكوت السموات متى 4/17  

صلاة الأنديفونة: أَيُّها الربُّ الإله. يا من خلَّصنا بغَسْلِ الميلاد الثاني. والتَّجديدِ الآتي من الروحِ القُدُس. أنِر أذهاننا. ثبتنا في الإيمان. وطدنا في الرجاء. كملنا في المحبة. وأظهرنا أعضاء كريمة لمسيحك الذي بذل ذاته فداء عن نفوسنا. حتى إذا بررنا بنعمتك نرث الحياة الأبدية.

لأنك أنت نورنا وتقديسنا. وإليك نرفع المجد أيها الآب والابن والروح القدس. الآن وكل آوان وإلى دهر الداهرين. أمين

  الطروباريات:

1- طروبارية القيامة (اللحن الثامن): انحدرت من العلاء أيها المتحنّن، وقبِلتَ الدفن ثلاثة أيام، لكي تعتقنا من الآلام. فيا حياتنا وقيامتنا يا رب المجد لك.

2- طروبارية عيد الظهور الإلهي (اللحن الأول): في اعتمادك يا ربّ في نهر الأردن، ظهر السجود للثالوث. فإنّ صوت الآب كان يشهد لك، مسمّياً إياكَ ابناً محبوباً. والروح بهيئة حمامة يؤيّد حقيقة الكلمة. فيا من ظهر وأنار العالم، أيّها المسيح الإله المجد لك.

3- طروبارية شفيع الكنيسة…

4- قنداق الختام (اللحن الرابع): اليوم ظهرت للمسكونة يا ربّ، ونورك قد ارتسم علينا، نحن مسبّحيك عن معرفة. لقد أتيت وظهرت أيها النور الذي لا يدنى منه.

+ الرسالة للأحد بعد الظهور : (أف 4 : 7-13).

+ الإنجيل للأحد بعد الظهور: بدءُ بشارة يسوع (متى4 : 12- 17).

+ ابتهالات إنجيلية:

  • يا يسوع نور العالم، أشرق علينا وأضئ ظلمات جهلنا وأنانيّتنا واجعلنا خليقة جديدة وأبناء النور لكي نكون لك شهوداً في كل أفعالنا وحياتنا ونصبح منارة تضئ لمن حولنا– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
  •  يا يسوع نور الكنيسة، أغدق علينا مواهب روحك القدّوس واجعل كلٍ منّا مبدعاً في خدمته ودوره الرسولي فيمجدك أنت المبدع الأوحد  – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
  • يا يسوع نوري وخلاصي، ساعدني أن أُقبل إليك بتوبة أنت النور الحقيقي، ولا تجعل ظلمات العالم تعمي بصيرتي فأبتعد عنك ولا أجعلك محور حياتي، أنت قربني منك فأكون رسولاً من رسلك، إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.

+ نشيد العذراء (اللحن الثاني): عظّمي يا نفسي من هي أكرم قدراً وأرفع مجداً من الجنود العلوية. كلُّ لسانٍ يعجزُ عن امتداحك بما يليق بك. يا والدة الإله. وكلّ عقل مهما سما، يحارُ في تسبيحك. لكن تقبلي إيماننا بما أنّك صالحة وتعرفين شوقنا الإلهي. وإذ إنك شفيعةُ المسيحيّين، إياك نعظّم.

رزنامة الأسبوع

+ الاثنين 10 كانون الثاني: تذكار أبينا في القدّيسين غريغوريوس أسقف نيصي. والبارّ ذومتيانوس أسقف ميليتيني.

+الثلاثاء 11 كانون الثاني: تذكار أبينا البارّ ثيوذوسيوس رئيس الأديار.

+ الأربعاء 12 كانون الثاني: تذكار القدّيسة الشهيدة تاتياني.

+ الخميس 13 كانون الثاني: تذكار القدّيسين الشهيدين إرميلوس وستراتونيكوس.

+ الجمعة 14 كانون الثاني: وداع عيد الظهور الإلهي.

+ السبت 15 كانون الثاني: تذكار أبوينا البارَّين بولس الثيبي (أي الصعيدي) ويوحنا الكوخي.

+ الأحد 16 كانون الثاني: تكريم سلسلة القدّيس بطرس الرسول الجدير بكلّ مديح.

 ** الأمسيات الثقافية**

تقيم أخوية العائلات العاملة المسيحية سلسلة أمسيات روحية تحت إشراف سيادة راعي الأبرشية المطران جورج مصري الجزيل الوقار. وتدعوكم لحضور أمسيتها الولى وذلك يوم الجمعة 14 كانون الثاني 2022 في صالة كنيسة القدّيس جاورجيوس، يلقي المحاضرة الأولى حضرة الأب أنطوان فريج تحت عنوان الثالوث الأقدس. في تمام الساعة 7.00 استقبال وفنجان قهوة، والساعة 7.30 بداية الأمسية. الدعوة عامة.

﴿ حوار بين الأجيال من أجل بناء السلام﴾

في عالم لا يزال في قبضة الوباء، والذي تسبب في الكثير من المشاكل، يحاول البعض أن يهربوا من الواقع باللجوء إلى عوالم خاصة والبعض الآخر يواجهونه بعنف مُدمِّر، ولكن بين اللامبالاة الأنانية والاحتجاج العنيف هناك دائمًا خيار ممكن: الحوار. الحوار بين الأجيال. إن أي حوار صادق، رغم أنه لا يخلو من جدلية صحيحة وإيجابية، يتطلب على الدوام ثقة أساسية بين المتحاورين. وبالتالي علينا أن نستعيد هذه الثقة المتبادلة! إنّ الأزمة الصحية الحالية قد ضاعفت لدى الجميع الشعور بالوحدة والانغلاق على الذات. إنَّ عزلة المسنين تترافق لدى الشباب بالشعور بالعجز وغياب فكرة مشتركة عن المستقبل. إنَّ هذه الأزمة مؤلمة بالتأكيد. ومع ذلك، يمكن للأشخاص فيها أن يعبّروا عن أفضل ما هم عليه. في الواقع، وخلال الوباء بالتحديد رأينا في مختلف أنحاء العالم، شهادات سخية للشفقة والمشاركة والتضامن.

إن الحوار يعني الإصغاء إلى بعضنا البعض والمناقشة والاتفاق والسير معًا. وتعزيز جميع هذه الأمور بين الأجيال يعني أن نحرث التربة الصلبة العقيمة للنزاع والإقصاء لكي نزرع بذور السلام الدائم والمشترك. وفي حين أن التطور التكنولوجي والاقتصادي قد أدى في كثير من الأحيان إلى تقسيم الأجيال، إلا أنَّ الأزمات المعاصرة تُظهر مدى الحاجة الملحّة لتحالفها. فمن ناحية، يحتاج الشباب إلى الخبرة الوجودية والحكميّة والروحية للمسنين؛ ومن ناحية أخرى، يحتاج المسنون إلى دعم الشباب ومحبّتهم وإبداعهم وديناميكيّتهم. لا يمكن للتحديات الاجتماعية الكبيرة والعمليات السلميّة أن تستغني عن الحوار بين حراس الذاكرة – المسنون – والذين يسيرون قدمًا بالتاريخ – الشباب -؛ ولا عن استعداد كل منهم في إفساح المجال للآخر، وعدم الادعاء بالسيطرة على الوضع بأكمله من خلال السعي وراء مصالحه المباشرة كما ولو لم يكن هناك ماضٍ أو مستقبل. إن الأزمة العالمية التي نعيشها تدُلنا في اللقاء والحوار بين الأجيال على القوة الدافعة لسياسة سليمة، والتي لا تكتفي بإدارة الموجود “بالرُّقَعِ أو بالحلول السريعة”، ولكنها تقدم نفسها كشكل بارز من أشكال محبة الآخر في البحث عن مشاريع مشتركة ومستدامة.

إذا عرفنا، في الصعوبات، كيف نمارس هذا الحوار بين الأجيال فسنكون متجذرين بشكل جيد في الحاضر، ومن هذا الموقع، سنرعى الماضي والمستقبل: سنحافظ على الماضي لكي نتعلم من التاريخ ونشفي الجراح التي تؤثِّر علينا أحيانًا؛ وسننكبُّ على المستقبل، لكي نُغذِّي الحماس، ونجعل الأحلام تنبت، ونولِّد النبوءات، ونجعل الرجاء يُزهر. وبهذه الطريقة إذ نكون متّحدين يمكننا أن نتعلم من بعضنا البعض. لأنّه بدون الجذور، كيف يمكن للأشجار أن تنمو وتعطي الثمار؟ يكفي أن نفكّر في موضوع العناية ببيتنا المشترك. إنَّ البيئة نفسها، في الواقع، هي قرض يحصل عليه كل جيل وعليه أن ينقله إلى الجيل التالي. لذلك، ينبغي علينا أن نقدّر ونشجّع العديد من الشباب الذين يلتزمون من أجل عالم أكثر عدالة وتنبُّهًا لحماية الخليقة، وقد أوكِل إلى عنايتنا. إنهم يقومون بذلك بقلق وحماس، ولاسيما بحسِّ مسؤولية إزاء تغيير المسار المُلح، الذي تفرضه علينا الصعوبات التي نشأت بسبب الأزمة الأخلاقية والاجتماعية والبيئية اليوم. من ناحية أخرى، لا يمكن لفرصة بناء مسارات سلام معًا أن تتجاهل التربية والعمل، والأماكن والسياقات المُتميِّزة للحوار بين الأجيال. إن التربية هي التي توفر قواعد الحوار بين الأجيال، وفي خبرة العمل، يجد الرجال والنساء من مختلف الأجيال أنفسهم يتعاونون، ويتبادلون المعارف والخبرات والمهارات من أجل الخير العام.

                                                                                 يتبع

   من رسالة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي الخامس والخمسين للسلام ٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى