نشرة الأحد 11 نيسان 2021 – العدد 15
الأحد الأول بعد الفصح ـ أحد توما ـ الأحد الجديد
بعد أن أعطى يسوع المسيح، القائم من الأموات، سلامه لتلاميذه، نفخ فيهم وأعطاهم الروح القدس وموهبة التقديس والرسالة. أعطى يسوع الروح القدس من أجل خلق الشعب الجديد، الكنيسة… إننا أمام خلق جديد، والروح القدس هو مبدأ الحياة لهذا الخلق الجديد، والقيامة هي نقطة انطلاق لعالم جديد.
ونشعر بنفحة الروح القدس تنعش الليتورجيا وتجعلها تهتف أمام إيمان وشكّ توما: “يا لها من معجزة غريبة، لأنه بالشكّ ثبّت الإيمان. فإن توما عندما قال: إن لم أبصر فلن أصدّق، اختبر جنبك ونطق بلاهوتك، يا ابن الله المتجسّد، وعرف أنك تألّمت بالجسد وصرخ نحوك أيها الإله الناهض: ربّي وإلهي، المجد لك”.
ما أجمل شكّ توما لأنه جعل قلوب المؤمنين تمتلئ بالمعرفة.. استحق توما أن يُطلعنا على أسرار تدبيرك، فأعلن قيامتك بجلاء..”.
إن الإيمان والشكّ مترافقان في الحياة، ولهذا فإن توما وجه يمثّل الكثيرين منّا. يجعلنا الربّ القائم من الأموات أن نعبر مع توما من شكّ وإيمان يتطلّب الاختبار الحسّي إلى يقين وإلى إيمان حقيقي بالتجسّد والقيامة. لقد أصبحت آثار المسامير والحربة العلامات الحسّية لمعرفة المسيح القائم من الأموات. نشاهد هذه الآثار في جسد المسيح الممجّد، في جسد كنيسته، وفي جسد إخوته. وجعلنا الربّ نلتقي به اليوم ونلمس جروحاته من خلال جراحات إخوتنا وأحزانهم، فيعبر بنا من خلالهم إلى إيمانٍ حياتي، ومحبّة خادمة..
في مطلع القدّاس: يُرنَّم “المسيح قام من بين الأموات، ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور (ثلاثاً).
صلاة الأنديفونة: أيها المسيح الإله، يا من أظهر لتوما جنبه الذي خرج منه الدم والماء، رمز المعمودية، ودعاه ليلمس الجرح الذي به شُفي الإنسان من الجرح العظيم، ثبّت إيماننا بلاهوتك وناسوتك، فنصبح شهوداً لقيامتك المجيدة بأقوالنا وسيرتنا الجديدة. لأنك أنت قيامتنا، أيها المسيح الإله، وإليك نرفع المجد، وإلى أبيك الأزلي وروحك القدوس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين. آمين
+ ترنيمة الدخول: في المجامع باركوا الله، الربّ من ينابيعِ إسرائيل.
خلّصنا يا ابن الله. يا من قام من بين الأموات. نحن المرنّمين لك هلليلويا.
الطروباريات :
1- طروبارية العيد (اللحن السابع):إذ كان القبر مختوماً أشرقتَ منه أيها الحياة. ولما كانت الأبواب مغلقة، وقفتَ بالتلاميذ أيها المسيح الإله قيامة الكلّ، وجدّدتَ لنا بهم روحاً مستقيماً بعظيم رحمتك (ثلاثاً)
2- قنداق الختام (اللحن الثاني): وإن نزلتَ إلى القبر، يا من لا يموت، فقد نقضت قدرة الجحيم، وقُمتَ ظافراً أيها المسيح الإله، وللنسوةِ حاملاتِ الطيب قلتَ افرحنَ، ولرسلكَ وهبت السلام، يا مانح الواقعين القيام.
+ بدلاً من قدّوسٌ الله .. نرنّم: أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم، هلليلويا
+ الرسالة لأحد بعد الفصح: (أعمال الرسل 5 : 12-20)
+ الإنجيل لأحد بعد الفصح: ظهور الربّ لتوما (يو 20: 19-31).
† ابتهالات إنجيلية:
- أيها الرب يسوع، ما أجمل شكّ توما، لأنه جعل قلوب المؤمنين تمتلئ بالمعرفة. أعطنا المعرفة التي لا تبغي البراهين، بل تستقي من الافخارستيا المعاشة مع الأخوة بفرح وشكر– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، ما أجمل قول توما: “ربّي وإلهي”، لأنه جعل قلوب المؤمنين تمتلئ بالإيمان الحي المرتكز على حضورك في كنيستك. أعطنا هذا الإيمان الحي الذي يجعلنا نصرخ: “ربّي وإلهي”– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، ما أجمل إنجيلك الذي كُتب “لنؤمن أنك ابن الله” ولتكون لنا إذا آمنّا “الحياة باسمك”، أعطِ كنيستك أن تكون شاهدة لقيامتك فتعطي باسمك الحياة للمؤمنين– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
+ نشيد للعذراء (اللحن الرابع): أيها المصباح الساطع الضياء، وأمّ الإله، والشرف الذي لا قياس له، يا أرفع البرايا كلّها، بالتسابيح نعظمكِ.
-القنداق لأيام الأسبوع للقديس توما (اللحن الثامن): باليمين الفضولية، أيها المسيح الإله، جسّ توما جنبك الواهب الحياة. فإنه لما دخلتَ والأبواب مغلقة، هتفَ إليك مع سائر التلاميذ أنت ربّي وإلهي.
رزنامة الأسبوع
+ الاثنين 12 نيسان:تذكار أبينا البارّ باسيليوس المعترف أسقف باربوس.
+ الثلاثاء 13 نيسان: تذكار أبينا في القديسين مرتينوس المعترف بابا روما.
+ الجمعة 16 نيسان: تذكار النسوة القدّيسات الأخوات الشهيدات أغابي وإيريني وخيونيا.
**المناولة الاحتفالية الأولى لأولاد رعية ومركز تعليم القديس ديمتريوس **
اليوم الأحد 11 نيسان 2021 يُحتفل بالمناولة الأولى لأولاد رعية ومركز تعليم القديـس ديمتريوس الساعة 10 صباحاً في كنيسة القديس ديمتريوس ـ أمام بريد السليمانية، الدعوة عامة .
**المناولة الاحتفالية الأولى لأولاد مركز تعليم كنيسة القديسة تيريزيا **
اليوم الأحد 11 نيسان 2021 يُحتفل بالمناولة الأولى لأولاد مركز تعليم القديس اغناطيوس الانطاكي في كنيسة القديسة تيريزيا، السريان الجديدة ، الساعة 11 صباحاً، الدعوة عامة.
** المناولة الاحتفالية الأولى لمركز القديس جاورجيوس **
يحتفل مركز القديس جاورجيوس بالمناولة الاحتفالية الأولى لأولاد المركز يوم الأحد القادم 18 نيسان 2021، في تمام الساعة 10.30 صباحاً، في كنيسة القديس جاورجيوس ـ حي العروبة. الدعوة عامة.
** المناولة الاحتفالية الأولى لمدرسة العناية**
بسبب الأوضاع الراهنة تأجّل موعد الاحتفال بالمناولة الأولى في مدرسة العناية الخاصة ليوم الأحد 9 أيار 2021 الساعة 10.30 صباحاً. يُرجى أخذ العلم، الدعوة عامة.
﴿المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور﴾
قديم هذا النشيد الذي تنشده الكنيسة، وأقدم منه هو الحدث الذي يُذكر به: قيامة المسيح من الموت. وعالم اليوم يضج بالأحداث الجديدة المتسارعة، المتسابقة، حتى إن أخبار الصباح تصبح قديمة في المساء، فكيف بخبر صار له من العمر قرابة ألفي سنة.
إن مضمون هذا الخبر ورغم قدمه ومختلف الظروف الطارئة، يهم أهل اليوم للغاية، لأن فيه الجواب على أسئلة الإنسان الأكثر عمقاً وعلى رغباته التي لا يمكن أن تزول فيه دون أن ينمحي إنسانيته بالذات. وفيه الجواب على سؤال الحياة والموت، جواب على المصير ونوع المصير، جواب على وجود الله ونوع العلاقة بينه وبين الإنسان. إذ يكفي أن يكون المسيح والإنسان حياً، الآن، لكي يطمئن كل إنسان: ان حياته أُعطيت له لتبقى، لا لتضمحل –ان الموت مرور إلى الخلود- إن مصير الروح والجسد مصير واحد، فللروح ولادة جديدة وللجسد قيامة من الأموات. إن نوع هذا المصير يمكن أن نركن إليه: هو حياة وسعادة أبدية. –أن الله محبة- وأن العلاقة النهائية والأبدية بين الله والإنسان علاقة محبة.
أجل يكفي ان يكون المسيح الإنسان، الذي عاش على الأرض مثلنا، قد وصل إلى حالة المائت القائم من بين الأموات، الحي الذي لا يموت، “لا يسود عليه الموت من بعد”، يكفي لنقول أن كل إنسان مرشح لهذا المصير، وأن نطمئن.
هذا ما أنشده بولس الرسول في رسالته إلى أهل كورنتس: “إن كان الأموات لا يقومون، فالمسيح أيضاً لم يقم، وإن كان المسيح لم يقم، فإيمانكم باطل وانتم بعد في خطاياكم، ولكن لا .. فإن المسيح قد قام من بين الأموات باكورة للراقدين” (1كو15: 17-20).
فقيامة المسيح بعد موته هي القضية الأساسية للإنسان، لإنسان اليوم وإنسان كل العصور، لأنها تتجاوز أهمية الحدث والخبر والمبادئ والعقائدية، لتعلن الوجود الإنساني المنتصر على الموت والكيان النهائي للبشرية والله: اتحاداً حياتياً مدى الأبدية.
هكذا ينهي بولس الرسول نشيده: “ومتى لبس هذا الجسد الفاسد عدم الفساد، وهذا الجسد المائت عدم الموت، فحينئذ يتم القول الذي كتب: لقد ابتلع الموت في الغلبة. أين غلبتك أيها الموت؟ أين شوكتك أيها الموت؟ أن شوكة الموت هي الخطيئة. ولكن الشكر لله الذي يؤتينا الغلبة بربنا يسوع المسيح” (1كو 15: 54-57).
الغلبة على الموت –الغلبة على الشك بالمصير- الغلبة على الخوف من الموت ومن المصير- الغلبة في شخص المسيح باكورة ونموذجاً لكل إنسان. لذلك في غمرة الأحداث المتسارعة والمتسابقة، في ضجيج المعارك والأخبار السيئة، وبالرغم من مئات الألوف الذين يموتون كل يوم، فالخبر الأكبر، الخبر السار، الخبر الجديد دائماً، هو المعرفة الإيمانية بان المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بموته، ووهب الحياة، الحياة التي لا موت بعدها، لجميع الذين يتصارعون مع الموت.
من الأرشيف + المثلث الرحمة المطران غريغوار حداد