نشرة الأحد

نشرة الأحد 14 آذار 2021 – العدد 11

الأحد الرابع من الصوم– البار يوحنا مؤلف كتاب ” سلم الفضائل”– شفاء المصاب الصرع

اللحن الثامن

رأينا الأحد الماضي أن الكنيسة وضعت الصليب في وسط الصوم لأنه الطريق الوحيد إلى القيامة. ولذا تذكرنا قراءة اليوم بإنباء يسوع بآلامه وقيامته: “إنّ ابن الإنسان سيُسلّم إلى أيدي الناس فيقتلونه وبعد أن يُقتل يقوم في اليوم الثالث”.

على الطريق الذي يمر عبر الآلام ليصل إلى القيامة لا يكون يسوع وحده، يكون معه تلميذه، كلّ من يتبعه، إذ إن يسوع لم يعطِ بهذا الإنباء سرّ الآلام والقيامة كوحي عن رسالته فقط، بل ليدلّنا على الطريق الواجب إتّباعه. ولا طريق آخر غير هذا له ولنا. طريق الآلام والصليب هو الطريق الضيق الذي يؤدّي إلى الحياة التي جاءتنا بالقيامة. بِسلْكِ هذا الطريق خطوةً خطوةً وراء المسيح، نصعد نحو طريق الجلجلة درجةً درجةً على سُلَّم الفضائل لنصل إلى القيامة وإلى الحياة. ولذا تذكر الكنيسة اليوم القديس يوحنّا صاحب كتاب سلّم الفضائل الذي يصوّر لنا حياة الإيمان سُلّماً نصعد عليه درجةً درجةً. وهذه الدرجات هي الفضائل التي تسمو بنا إلى القِمّة، إلى الاتحاد الكامل بالمسيح.  إن الفضيلة الأولى وباب كلّ الفضائل هي الإيمان الذي بواسطته نستطيع كلّ شيء، ونستطيع أن نتسلّق سُلّم الفضائل بالرغم من ضعفنا ونستطيع أن نصنع به المعجزات. ونسمع يسوع يقول لوالد الصبي المصروع: ” إنْ استطعت أن تؤمن، فكل شيء ممكن للمؤمن”. الإنسان المؤمن هو ذاك الذي يعرف أنه لا يستطيع شيئاً بدون المسيح، ولكن بإيمانه بالمسيح ومع المسيح يستطيع كلّ شيء: “إني أستطيع كل شيء بالمسيح الذي يقوّيني”.

* في الآحاد الخمسة الأولى من الصوم الأربعيني نحتفل بليترجيا القديس باسيليوس الكبير.

صلاة الأنديفونة: أيها الربّ المحبُّ البشر، لقد خلّصت أهل نينوى لمّا تابوا بالصوم والدموع، فارأف بنا نحن العاجزين عن كلّ جواب، فبما أنك حنون، وطّد في قلوبنا الإيمان باسمك، وثبّت خطواتنا في سبيل وصاياك. لأنّك إله صالح وطويل الأناة وإليك نرفع المجد، أيها الآب والابن والروح القدّوس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين. آمين.

الطروباريات :

1- طروبارية القيامة (اللحن الثامن): انحدرت من العلاء أيها المتحنّن، وقبِلتَ الدفن ثلاثة أيام، لكي تعتقنا من الآلام. فيا حياتنا وقيامتنا يا رب المجد لك.

2- طروبارية أبينا البار يوحنا السلمي (اللحن الثامن): بسيول دموعك أخصب القفر العقيم. وبزفراتك العميقة أثمرت أتعابك مئة ضعف، فصرت للمسكونة كوكباً متلألئاً بالعجائب يا أبانا البار يوحنا. فاشفع إلى المسيح الإله في خلاص نفوسنا.

3- طروبارية شفيع الكنيسة …

4- قنداق الختام (اللحن الثامن): نحن عبيدكِ يا والدة الإله، نكتب لكِ آيات الغلبة يا قائدةً قاهرة، ونقدّم الشكر لكِ وقد أُنقذنا من الشدائد. لكن بما أن لكِ العزّة التي لا تُحارب، أعتقينا من أصناف المخاطر، لكي نصرُخ إليكِ: افرحي يا عروسةً لا عروس لها.

+ الرسالة للأحد الرابع من الصوم: (عب6 : 13-20)

+ الإنجيل للأحد الرابع من الصوم: شفاء المصاب بالصرع (مر 9: 17-31)

† ابتهالات لما بعد الانجيل المقدس:

  •  أيها الرب يسوع، إن قلّة إيماننا تؤخر مسيرتنا إلى القيامة. أعِنْ قلّة إيماننا وأهّلنا أن نشاهد آلامك وقيامتك الشريفة. واهباً لنا الغفران والرحمة العظمى إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
  • أيها الربّ يسوع، تدعونا إلى الإيمان الكامل بقدرتك على شفائنا وعلى تحريرنا وخلاصنا. نبتهل إليك أن تعطينا الإيمان الكامل والشفاء التام والخلاص المحرّر إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
  • أيها الربّ يسوع، يا من أنعمت علينا بأن منحتنا أن نشترك في فِصْحِكَ الإلهي لنشارك بقيامتك المجيدة. أهّلنا أن نكون موطّدين في الإيمان. لنشاركك بفرح في المجد الإلهي الأبديإليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.

+ نشيد للعذراء (بعد كلام التقديس): إنّ البرايا بأسرها تفرح بكِ يا ممتلئة نعمةً. محافل الملائكة وأجناس البشر لكِ يعظّمون. أيها الهيكل المتقدّس والفردوس الناطق، وفخر البتولية. التي منها تجسّد الإله وصار طفلاً، وهو إلهنا قبل الدهور. لأنه صنع مستودعك عرشاً، وجعل بطنكِ أرحب من السماوات. لذلك يا ممتلئة نعمة، تفرح بكِ كلّ البرايا وتمجّدك.

**البابا فرنسيس**

في الذكرى الثامنة لارتقاء البابا فرنسيس السدة الباباوية والموافق في 13 آذار 2013، نتمنى لقداسته الصحة والعزم وطول العمر، وندعو في هذه المناسبة المؤمنين كافة للصلاة على نيته، داعيين الرب الإله أن يحفظه لنا حبراً موقراً ومحبوباً. ولسنين عديدة.

**عيد القديسة ماتيلد**

يحتفل سيادة راعي الأبرشية بالقدّاس الإلهي وتكريس الاغربنية بمناسبة عيد القديسة ماتيلد شفيعة كنيستنا في شارع فيصل، وذلك اليوم الأحد 14 آذار 2021 تمام الساعة 6 مساءً في كنيسة القديسة متيلدا – شارع فيصل.

**أمسيات الصوم في كنيسة الملاك ميخائيل**

تدعوكم كنيسة الملاك ميخائيل إلى أمسية ترنيم وصلاة وتأملات. يحيي الأمسية الأب بيير مصري بمرافقة جوقة الكنيسة المسائية وذلك يوم الأربعاء 24 آذار الساعة السابعة والنصف مساء. الدعوة عامة.

**معهد دار باسيل**

تعلن مطرانية الروم الكاثوليك عن الانطلاق بدورات مكثفة للغتين الفرنسية والانكليزية في مقر دار باسيل للتدريب السياحي والفندقي (التلل- شارع الراهب بحيرة)، ويقوم بإعطائها أساتذة واختصاصيون مميزون مدة الدورة 10 أسابيع والدروس 3 أيام في الأسبوع. شروط الانتساب: على المتقدم أن يكون حاصل على شهادة الثانوي وما يعادلها. وأن يكون مصمم على المثابرة والالتزام بالدورات. رسم الدورة 25000 ل.س. لمزيد من المعلومات الاتصال على الرقم/2120872/ من الساعة (10-12).

ملاحظة: يمنح حسم 20% لطلاب الكليات والمعاهد.

﴿ الصيام عودة وحياة

إن الكلام عن الصيام قد يطول لكثرة ما يعطيه الناس واللاهوتيون من معاني. فمنهم من يعتبره فرصة لترويض الذات على الاحتمال والصلابة في السيطرة على نزوات الجسد وجموح غرائزه. ومنهم من يعتبره تضحية يشارك من خلالها المؤمن في معاناة المسيح وآلامه من أجلنا. ومنهم من يعتبره قرباناً وذبيحة يرفعها إلى الله تكفيراً عن خطاياه وهفوات حياته. ومنهم أيضاً من يعتبره وسيلة، يترفع بواسطتها الإنسان المؤمن عن الأرضيات فيتحرّر من ضغوطات الحياة اليومية ومشاغلها لكي يعود إلى أعماق ذاته متفرغاً لما هو لله خالقه ومخلصّه يسوع المسيح، وهنا بيت القصيد، كوننا بدون صلة وثيقة نقيمها مع الكلمة المتجسد لا نستطيع أن نحيا الحياة الجديدة الإلهية التي وعدنا بها الرب حين قال لنا: ” اثبتوا في وأنا فيكم، لأنه كما أن الغصن إذا لم يثبت في الكرمة لا يستطيع من نفسه أن يأتي بثمر، كذلك أنتم أيضا إن لم تثبتوا في.”(يو 15:4).

عندما نتكلم عن العودة إلى الرب والحياة معه، لا يسعنا أن نسهى عن إرشاد المعلم في هذا الشأن، حيث يوضّح لنا بصريح العبارة وبما لا يحتمل الشك أن السبيل إلى ذلك هو الثبات في محبته وهي لا تتحقق إلا عندما نحفظ وصاياه، ولاسيما بالتزامنا بوصية المحبة ام الوصايا ومصدر معانيها وسيدتها على الإطلاق. والمعلم الإلهي يقول لنا صراحة: ” إذا حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي، كما أنني حفظت وصايا أبي وأنا ثابت في محبته. وهذه وصيتي لكم: أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا، فليس لأحد حب أعظم من أن يبذل نفسه عن أحبائه، وانتم أحبائي إذا عملتم بما أوصيكم به…. وما أوصيكم به هو أن يحب بعضكم بعضاً.” (يو15:10,13).

والحق يقال أن المنطق السليم يشير إلينا بأن من يحبّ بصدق يفسح في ذاته مجالاً لكي ينساب إلى قلبه العطف من حيث لا يدري، ويزدان ذهنه بالوعي إلى مكانة الآخر واعتبار حقوقه والشعور بضرورة معاملته بالحسنى. وهذا بطبيعة الحال، ما يفضي بالضرورة إلى حفظ مجمل الوصايا. فمن يحب القريب كمن يحبّ الله، كما علمنا المخلص. وإن أقرب أقربائنا هم الأب والأم اللذين علينا إكرامهم. كما أن كل من يجاورنا أو يلجأ إلينا هو بعرف المسيحية قريبنا. ومن أحب قريبه يحترمه ولا يؤذيه ولا يتعدى على ماله أو عرضه كما أنه يحرص على عدم أذيته. ففرائض الوصايا كلها تتجلي عندما تكون فينا المحبة وتظهر فاعلة في واقع الحياة، وتتحوّل رويداًً رويداًً لتصبح فضائل إلهية ثابتة، يتحلى بها المؤمن المحب الذي يستسيغ الرب صداقته وقرباه، فيثبت فيه ويغدو بذلك هيكلا لله يشعّ طيباً والرحمة التي فيها مرضاته تعالى، كونه يطلب من عباده ” رحمة لا ذبيحة “، كما يقول الكتاب.

وان هذا الثبات في المخلص يسوع، كلمة الله وعنوان محبته لنا، الذي يتحقق فينا بحفظ وصاياه، يجعلنا نعلن ونقول مع القديس بولس الرسول بكل ثقة وجرأة: ” لست أنا بعد أحيا وإنما المسيح هو يحيا في”. وبما معناه أنني مندفع من داخلي ومن أعماق كياني إلى التصرف عينه الذي يتصرف به معلمي الذي ملأ حياتي وأنار عقلي واستحوذ على كل تطلعاتي ليحقق آمالي. وعندئذ نستطيع أن ننشد بكل ثقة وجرأة مع رسول الأمم هذا النشيد الرائع: “ومن يفصلنا عن محبة المسيح؟ فإني لواثق بأنه لا موت ولا حياة… لا حاضر ولا مستقبل ولا قوات، لا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى أياً كانت، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع، ربنا” (رو: 8:38-39). وإن اتحادنا الوثيق به هذا، يجعلنا نحيا معه ونعمل بإيحاءاته كل الخير والصلاح وننتصر معه على كل شرّ وفساد وبما في ذلك الموت إن أتى.

 وأما في هذه الظروف الحرجة التي تمرّ بها بلادنا وتؤلمنا شديد الألم، فلنردد صيحة أبائنا المفعمة ثقة بالله ورجاء: ” المسيح معنا فقفوا”، فتشددوا إذا ولا تخافوا يا أيها المؤمنون، لأن الذي نعبد هو ربٌّ كليّ الصلاح، واله الرحمة لبني البشر، وهو الجبّار القدير.

                                     +المطران يوحنا جنبرت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى