نشرة الأحد 14 شباط 2021 – العدد 7 |
أحد مرفع الجبن – الصوم – اللحن الرابع
في هذا اليوم تذكّرنا الكنيسة المقدسة بالسقطة الأولى، وطرد آدم وحواء من الفردوس.
الصوم فترة تهيئة وتحضير للنفس والجسد للدخول في زمن الفصح، وهو غسلٌ للنفوس والأجساد حتى نبلُغ الفصح أنقياء النفوس والقلوب والأجساد. وهو تدريب للنفس والجسد، وتقوية للإرادة على احتمال الصعوبات والامتناع عن الشهوات. والمنفعة الحقيقية من هذا الصوم تعود على الصائم، ولا منّة لأحد على الآخر إن كان يصوم. فإن كنّا صائمين حقيقةً فمن غير الجائز أن نُظهر ذلك للغير وخاصة من خلال معاملتنا لإخوتنا وتصرفاتنا الغير لائقة، كقلّة الحُلم، وقلّة الصبر، وسرعة التأثر والعصبية، وكل ذلك بحجّة أننا صائمون.
إن كنتَ تصوم لأجل أن يراك الناس، أو لأن الناس جميعاً يصومون في هذا الوقت، فقد أضعت سواء السبيل. فصومُكَ يجب أن يكون لكَ أنت، وأمام أبيك الذي في السماوات، وأبوك الذي يراك في الخفية هو من سيجازيك علناً، فلا تُظهر صومك للآخرين كالمرائين، ولا تنتظر استحسان أحد نتيجة ذلك، فإن هذا الاستحسان وهذه الكرامة هي جزاؤك. فإن نِلتَ جزاءك على الأرض، فلن يكون لكَ جزاءٌ في السماء. فليكن صومُك، وصلاتُك، ومحبتُك لإخوتك، هي كنزُك الذي تحفظه في السماء حيث لا يفسد، ولا تطاله يد السارقين
“ومتى صُمتم فلا تكونوا معبّسين كالمرائين، فإنهم يُنكِّرون وجوههم ليظْهروا للناس صائمين. الحقّ أقول لكم، إنهم قد نالوا أجرهم. أمّا أنتَ، فمتى صُمتَ فطيّب رأسكَ، واغسِل وجهكَ، لكي لا تظهر للناس صائماً، بل لأبيكَ الذي في الخُفية، وأبوك الذي يرى في الخُفية هو الذي يُجازيك” (متى6: 16-18) |
صلاة الأنديفونة: أيها الإله المبدع، لمَّا جبلتَ آدم من تراب الأرض نفخت فيه نسمة حياة، وسلَّطته على هذا الكون. لكنه سقط بغواية الحيّة، لمّا عصى أمرَكَ وتناوَلَ من الثمرةِ المحرّمة. فنفيته من الفردوس. ولمّا تجسّد مسيحُك واحتمل الآلام لأجلنا، أعادَنا إلى جنّةِ عدن التي خسرناها بآدم. فنضرعُ إليكَ، ونحنُ على عتبةِ الصومِ الأربعيني المقدّس، أن تؤهِّلنا للتوبة الصادقة، فنَمتَنِعَ عن كلِّ شبهِ شرّ، ونصومَ عن اللذّات لنحظى بكَ، أنتَ نهرَ النعيم المروي نفوسنا الظمأى، وإذا ما سلكنا سُبُلَ وصاياك نبلغ إلى التمتُّعِ بأمجادِ قيامةِ المسيحِ إلهنا ومخلِّصنا.
لأنّك أنت الطويلُ الأناةِ، الكثيرُ الرحمةِ والداعي الجميع إلى الخلاص، ولك ينبغي كلُّ مجدٍ وإكرامٍ وسجود، أيها الآب والروح القدس، الآن وكلّ آوان وإلى دهر الداهرين آمين.
الطروباريات :
1- طروبارية القيامة (اللحن الرابع): إنّ تلميذاتِ الربّ عرفن من الملاك بُشرى القيامة البهيجة، وإلغاء القضاءِ على الجدّين، فقُلن للرسلِ مفتخراتٍ: لقد سُلب الموت، ونهض المسيح الإله، واهباً للعالم عظيم الرحمة.
2- طروبارية شفيع الكنيسة …
3- قنداق الختام (اللحن السادس): أَيُّها الهادي إلى الحكمة، وواهبُ الِفطْنة، ومثقّفُ الجُهَّال، ومُجِيرُ المساكين، شدِّدْ قلبي وامنحهُ فَهماً، أَيُّها السَّيِّد، وأَعطِني كلاماً، يا كَلِمَةَ الآب، فها أنا لنْ أُمْسِكَ شفتيَّ عن الصُّراخِ إليكَ: أيها الرحيمْ، إٍرحمني أنا الواقع.
+ الرسالة لأحد مرفع الجبن: (رو 13 : 11– 4:14)
+ الإنجيل لأحد مرفع الجبن: الصوم (متى 6: 14-21)
† ابتهالات لما بعد الإنجيل المقدس:
- أيها الربّ يسوع، لن يكون صومنا مقبولاً إذا لم نغفر للناس زلاّتهم ونجعل الله كنزنا الأوحد. ليعلّمنا روحك القدوس المغفرة الحقيقية، ويُضرم قلبنا بمحبتك – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، لقد دعوتنا إلى أن نصوم أمام أبينا الذي يرى في الخفية ويجازي علانية. ليساعدنا روحك القدوس على أن نرى وجهك في وجوه إخوتنا– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، لقد فتحت أمامنا بالصيام ميدان الفضائل. ليساعدنا روحك القدوس على أن نتحلّى بالإيمان والرجاء والمحبّة، معتصمين بالصلاة كدرع، والصدقة كخوذة، وبالصيام كسيف يبتر من القلب كلّ رذيلة– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
** بداية الصوم في كنائسنا**
بمناسبة بدء الصوم الأربعيني المقدس تقيم أبرشية حلب للروم الكاثوليك رياضتها السنوية بدءاً من يوم الاثنين 15 شباط وحتى السبت 20 شباط، يعظ الرياضة سيادة المطران يوحنا جنبرت الجزيل الوقار، وذلك في مزار كنيسة القديس جاورجيوس في تمام الساعة 6.00 مساءً.
وستكون الصلوات على الشكل التالي:
أيام الاثنين والثلاثاء والخميس صلاة النوم الكبرى (يا رب القوات)، الجمعة صلاة المدائح.
كما تقيم كنيسة القديس ديمتريوس خلال فترة الصوم صلاة النوم الكبرى (يا رب القوات) كل يوم ثلاثاء وخميس في تمام الساعة 6.00، وصلاة المدائح كل يوم جمعة الساعة 6.00 مساء.
** المناولة الاحتفالية لمركز القديس جاورجيوس **
سيبدأ مركز التعليم في كنيسة القديس جاورجيوس تحضيرات المناولة الاحتفالية لهذا العام. فمن يود المشاركة من أبنائنا طلاب الصفوف الثلث والرابع والخامس مراجعة مركز تعليم الكنيسة بأوقات دوام المركز، أو مراجعة مرشد المركز الأب جوزيف بسيليس على الرقم 0933448928.
**المناولة الاحتفالية لمركز كنيسة القديس ديمتريوس**
سيبدأ مركز كنيسة القديس ديمتريوس التحضيرات للمناولة الاحتفالية والتي سوف تكون يوم الأحد 11 نيسان 2021، فمن لديه أولاد في الصف الثالث أو الرابع أو الخامس ويحب بأن يكونوا معنا في المناولة، التسجيل خلال هذين الأسبوعين على رقم الواتس 0991695580 أو مراجعة الأب يوركي أبيض.
** عائلات الجوك**
تعلن عائلات الجوك عن افتتاح باب الانتساب إلى أخويتها.. علماً أنَّ هناك برنامج خاص لأولاد العائلات. للاستفسار والتسجيل الأب يوركي أبيض أو الأخ ميشيل رويق على الرقم 0949575734. علماً أنه يجب أن يكون سن الانتساب إلى الأخوية لا يتجاوز 45 سنة.
**دورة جديدة في نبني ونستمر**
يعلن المركز المهني لحركة” نبني ونستمر” عن إقامة دورة جديدة في التمديدات الصحية والطاقة الشمسية. علماً أن الطالب الملتزم في هذه الدورة بالنسبة للدوام والتفاعل بشكل جيد مع المدرس والحاصل على تقييم جيد من المدرب في نهاية الدورة سيحصل على مكافأة مالية مجدية في نهاية الدورة مع إمكانية تأمين فرصة عمل للمتدرب. فعلى من يرغب مراجعة المركز أو الاتصال على الهاتف 4643422.
﴿ الصوم الأربعيني﴾
زمن الصوم هو زمن النعمة (2 كورنثوس 6: 2) التي تعمل فيه لتجدد قلبه وتعدل سلوكه ليشابه يسوع المسيح. لقد خُلِقْنا لنَكون على مِثال المسيح. يقول بولس:” لأنَّ الذين سَبَق فعَرَفَهُم، سَبَق فعَيَّنَهُم، ليكونوا مُشَابِهين صُورَة ابْنِه” (رومية 29:8). ولقد أُعْلِن هذا الهَدَف عِنْد خَلْق الإنسان” وقال الله نَعْمَل الإنسان على صُورَتِنا كشَبَهِنا” (تكوين 26.1(.
ولكي يصير الإنسان على صورة المسيح في خضم حياة صعبة ومشكلات عدّة، يأتي الزمن الأربعيني المقدس ليُقدم فرصة أخرى للتجديد والنمو الروحي، إلى أن يصل الإنسان إلى تلك الصورة التي خُلق عليها.
عندما تحدث يسوع عن الصوم لم يأتِ حديثه منفرداًً بتعداد فؤائده الروحية، بل ربطه بالصلاة والصوم (متى 6: 5- 18).
زمن الصوم هو زمن النعمة الذي يعمل فيها الروح القدس داخل قلب الإنسان المصلي إلى أبيه في الخفاء. فالصلاة وحدها هي التي تُتيح للروح القدس تغيير قلب الإنسان وإخراجه من سجن الذات. عندما نصلي ونسمع كلام الله ونتقبل الأسرار يغير الروح قلب الحجر ويعطينا قلبًا من لحم، فنتمكن من العمل بوصايا الله والسلوك حسب مشيئته:” أُعطيكُم قلبًا جديدًا وأجعَلُ في أحشائِكُم روحًا جديدًا وأنزِعُ مِنْ لَحمِكُم قلبَ الحجرِ وأُعطيكُم قلبًا مِنْ لَحمِ. وأجعَلُ روحي في أحشائِكُم وأجعَلُكُم تسلكونَ في فرائضي وتحفظونَ أحكامي وتعمَلونَ بِها” (حزقيال 36: 26- 27). لا يمكن للإنسان أن يتوجه لمساعدة آخر دون هذا الدافع من الروح القدس الذي يُشكله على مثال الابن الذي جاء لا يُخدم بل ليَخدم، جاء ليساعد الأرملة ويشفى من هم في حاجة إلى الشفاء.
إذا توجه الإنسان لمساعدة آخر دون دافع من الروح القدس، فإن عمله سيصبح عملاً تطوعيًا، إنسانيًا بالدرجة الأولى، سرعان ما يضمحل لتعارضه مع طبيعة الإنسان المتمركز حول ذاته. فالتوجه نحو الآخر والاهتمام به على مثال يسوع المسيح في عنايته بالبشر، يتعدى تقديم المساعدات واقتسام الخبز مع الجائع. هناك أمرٌ أكثر عمقًا، وهو الإحساس بالآخر، بآلامه وأفراحه:” فإذا تألَّمَ عُضوٌ تألَّمَت معَهُ جميعُ الأعضاءِ، وإذا أُكرِمَ عُضوٌ فَرِحَتْ معَهُ سائِرُ الأعضاءِ” (1 كورنثوس 12: 26). فالجميع يُشكلون جسدًا واحدًا في المسيح يسوع، وإذا تألم عضوًا في الجسد تألم معه سائر الأعضاء. الأمر يتعدى روح التضامن والشركة بين الأعضاء، فعندما يتألم عضو بالجسد، فإن سائر الأعضاء تتألم بصورة كيانية معه.
يتضح لنا هنا مدى ارتباط الصوم بالصلاة، فالإنسان، بدافع من الروح القدس، يشعر في جسده بآلام الفقير والمعوز. لذا عندما تنظم الكنيسة أوقاتًا للصوم، أي الانقطاع التام عن الطعام والماء، هي تتيح لنا أن نختبر في أجسادنا مشاعر وآلام الإنسان الفقير التي يشعر بها على الدوام عند عدم تسديد احتياجاته الحياتية. في صومنا نختبر تلك الآلام التي يشعر بها الآخرين، لكي نعي ظروف الحياة وقسوتها، ونتفهم مدى حاجة الآخرين. فنتوجه إلى المساعدة العينية والمادية لهؤلاء. تنفتح قلوبنا على الصدقة.
فالصدقة تعنى أن كلّ عضو يهتم بالأعضاء الأكثر ضعفًا، الأكثر حاجة إلى الرعاية. يقول الله لقايين:” أين أخوك”، معلنًا رسالة الإنسان على الأرض في أن يكون حارسًا لأخيه، مهتمًا بشؤونه، عاملاً على رعايته. يقتطع الإنسان جزءاً من احتياجاته الأساسية لصالح عضو آخر في الجسد. الصوم عن الأكل غير مفيد إذن في تشبه الإنسان بيسوع المسيح طالما لم يوجّه ذلك الفائض في ميزانية الإنسان لصالح أخٌ أخر، في الجسد الواحد، يحتاج إلى مساعدة.
الصوم والصلاة والصدقة هي وحدة واحدة لا تتجزأ تصل بالإنسان إلى التشبه بيسوع المسيح الذي كان يجول يصنع خيرًا.
الأب مراد مجلع الفرنسيسكاني