نشرة الأحد 18 نيسان 2021 – العدد 16
الأحد الثالث للفصح – أحد حاملات الطيب ويوسف الوجيه-اللحن الثاني
” قام المسيح، ليس هو ههنا…” القيامة بداية وليست نهاية… الخطر بالنسبة للمسيحيين أن نبقى في ذكر الماضي. لقد قام المسيح وهو حي دائماً في كنيسته غير أن حضوره وعمله يختلفان عن حضوره وعمله في زمن حياته الأرضية. “جاءت النساء ليطيبن جثماناً فرجعن ببلاغ “
” أتين ليغلقن يسوع في الموت فوجب عليهن أن يبشرّن بأنه حيّ “
” جئن يلتمسنه مائتاً باكيّات فسجدن له فرحات “.. المسيح حيّ اليوم. ليس على الرسل والنساء، ليس على المسيحيين اليوم وفي كلّ يوم أن يؤدّوا واجبات نحو جسده، لم يعد يسوع جسداً يلمس، بل حياة نعيش منها وبشرى نحملها للآخرين، لأنّ يسوع أصبح كلمة يجب إعلانها.
القيامة بداية وكلّ شيء قيد العمل. ولذا نرى الرسل يعلنون البشارة. وعدد المؤمنين قد كثر فلم يعد في استطاعة الاثني عشر أن يقوموا وحدهم برسالة التبشير والتقديس وبخدمة الشعب في احتياجاته المادية والاجتماعية فاختاروا شمامسة ليقوموا بهذه المهمة. وانطلقت النساء أيضاً لحمل البشرى ولا زالت النساء اليوم يتابعن عملهن التبشيري والرسولي في كنيسة اليوم يحملن البشارة للصغار وللكبار ويخدمن يسوع في أخوته المحتاجين.
ويوضح إنجيل اليوم دور العلمانيين من نساء ورجال في الكنيسة فالعمل وافر ولكل دوره…
في مطلع القدّاس: يُرنَّم “المسيح قام من بين الأموات، ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور (ثلاثاً).
صلاة الأنديفونة: أيها المسيح الإله، يا من هو وحدَهُ نورُ الجميع وحياتُهم، أضئ عقولَنا وعُيونَنا، وأنرهما كما أنرتَ عُيونَ المريماتِ القدّيسات، فرِّح قلوبنا وأبهِجها بالإيمانِ والسَّلام. وإذ قد أنهضتنا من وهدَةِ الخطيئة، واعتقتنا من الظلام، أهِّلنا برأفتِك الجزيلة لأن نَسرِجَ مصابيحنا من شُعاع هذا اليوم، رسمَ قيامتِكَ المجيدة البهية.لأنَّك أنت نورُنا وحياتُنا، أيّها المسيحُ إلهُنا، وإليكَ نرفعُ المجدَ والشُّكرَ والسجود، وإلى أبيك الأزلي وروحِكَ القدُّوس، الآن وكلَّ أوان وإلى دهر الداهرين. آمين
+ ترنيمة الدخول: في المجامع باركوا الله، الربّ من ينابيعِ إسرائيل.
خلّصنا يا ابن الله. يا من قام من بين الأموات. نحن المرنّمين لك هلليلويا.
الطروباريات :
1- طروبارية القيامة (اللحن الثاني): لما نزلتَ إلى الموت، أيها الحياة الخالدة، أمتَّ الجحيم بسنى لاهوتك، ولما أقمت الأموات من تحت الثرى، صرخَتْ جميع قوّات السماويين: أيها المسيح إلهنا، يا معطي الحياة، المجد لك.
2- طروبارية ليوسف الوجيه (اللحن الثاني):إنّ يوسف الوجيه أنزل من الخشبة جسدك الطاهر، ولفّه بكفنٍ نقي وحنوط، وجهّزه ووضعه في قبرٍ جديد. لكنك قُمت في اليوم الثالث يا رب، مانحاً العالم عظيم الرحمة.
3- طروبارية لحاملات الطيب (اللحن الثاني): إنّ الملاك وقف عند القبر، وهتف بالنسوة حاملات الطيب: إن الطيوب تليق بالأموات لكن المسيح قد ظهر غريباً عن البلى، فاصرخن قد قام الربّ مانحاً العالم عظيم الرحمة.
4- طروبارية شفيع الكنيسة …
5- قنداق الختام (اللحن الثاني): وإن نزلتَ إلى القبر، يا من لا يموت، فقد نقضت قدرة الجحيم، وقُمتَ ظافراً أيها المسيح الإله، وللنسوةِ حاملاتِ الطيب قلتَ افرحنَ، ولرسلكَ وهبت السلام، يا مانح الواقعين القيام.
+ بدلاً من قدّوسٌ الله .. نرنّم: أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم، هلليلويا
+ الرسالة للأحد الثالث الفصح: (أعمال الرسل 6 : 1-7)
+ الإنجيل للأحد الثالث للفصح: حاملات الطيب (مر 15: 43-8:16).
† ابتهالات إنجيلية:
- أيها الرب يسوع، أنت القيامة والحياة. اعطنا جرأة وسخاء وأمانة يوسف الوجيه لنخدم جسدك السري في شخص أخوتنا المساكين، فنخفف وطأة الفقر والظلم والألم في العالم– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، أنت القيامة والحياة، اعطنا محبّة وتفاني وحنان حاملات الطيب لخدمة الإنسان المحتاج لتبقى كنيستك خادمة الشعوب فتتابع عملك في بشارة الفقراء وتخلية سبيل المأسورين وإعانة العاجزين والعميان، والإفراج عن المظلومين – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، أنت القيامة والحياة. فرّحت حاملات الطيب ببشرى القيامة، وأرسلتهن لحمل البشارة إلى الرسل. فرّح قلوبنا بقيامتك ورجاء قيامتنا، واجعلنا نحمل هذه البشرى وهذا الرجاء إلى الخلق أجمعين – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
+ نشيد للعذراء (اللحن الأول): إن الملاك خاطب الممتلئة نعمةً: أيتها العذراء النقيّة افرحي، وأيضاً أقول افرحي لأن ابنكِ قد قام من القبر في اليوم الثالث.
استنيري استنيري يا أورشليم الجديدة، لأن مجد الرب قد أشرق عليكِ. افرحي الآن وتهللي يا صهيون. وأنتِ يا نقيّة يا والدة الإله، افرحي بقيامة ولدِك.
رزنامة الأسبوع
+ الاثنين 19 نيسان: تذكار أبينا البارّ يوحنا الذي من الدير القديم.
+ الجمعة 23 نيسان: تذكار القدّيس المجيد العظيم في الشهداء جاورجيوس المظفَّر.
+ السبت 24 نيسان: تذكار أمنا البارّة اليصابات الصانعة العجائب. والقدّيس الشهيد سابا الغوطي قائد الجيش
**عيد القديس جاورجيوس **
تقام صلاة الغروب وتكريس الأغربنيا، بمناسبة عيد القديس جاورجيوس، وذلك يوم الخميس 22 نيسان، في الكنيسة في حي السليمانية. ينطلق موكب التطواف بمشاركة الكشاف والفرقة النحاسية من أمام تكسي بغداد (سابقاً) في تمام الساعة 5.30 مساءً.
** المناولة الاحتفالية الأولى لمركز القديس جاورجيوس **
يحتفل مركز القديس جاورجيوس بالمناولة الاحتفالية الأولى لأولاد المركز اليوم الأحد 18 نيسان 2021، في تمام الساعة 10.30 صباحاً، في كنيسة القديس جاورجيوس. حي العروبة. الدعوة عامة.
** المناولة الاحتفالية الأولى لمدرسة العناية**
بسبب الأوضاع الراهنة تأجّل موعد الاحتفال بالمناولة الأولى في مدرسة العناية الخاصة ليوم الأحد 9 أيار 2021 الساعة 10.30 صباحاً. يُرجى أخذ العلم، الدعوة عامة.
﴿ القدّيسون﴾
القداسة نعمة. هذا هو الإيمان. الذين بلغوا القداسة قالوا إنّها قرار أيّ أنها تعب شديد بعد يقظة وإبقاء للجهد طوال الحياة. غير أنّ اللافت هو ما كان قبل التعب. الناس لا يؤمنون بكلمة الله. لا يصدقون أنّه على حقّ في ما نهانا عنه وفي ما يدعونا إليه. يقولون ولا تستحون في قولهم إنّ ما يسميه المؤمن خطيئة ليس بخطيئة. المؤمن الهزيل إذا صحّت العبارة تحلو له خطيئته. في الماضي كان يرتكبها ويلعن الشيطان. اليوم يرتكب ويتباهى. إنّه لا تعتذر وإذا كان عنده مقدار من الحياء لئلا يبرّر معصيته فإنّه يفسّرها بما يسميه حاجة في الجسد أو وضعه المالي المتدنّي أو سخاء المائدة وبعامة يتكلّم عن إغراء غير قابل للمقاومة. ماتت الخطيئة لتصير حدثُا نفسيًّا. من هنا التَّغاضي المتفشّي عن الشذوذ الجنسي أو الرشوة أو التزوير. الانحراف الكبير ليس في الخطايا. هذه وُجدت أبدًا وإنّها لباقية. الانحراف الأكبر نُكران فكرة الخطيئة. ما يهدّد القداسة اليوم ليس الدنَّس بل الخلط بين الخير والشرّ، بين البياض والسواد.
أنا واثق من أن ما يجذبني في المسيحيّة ليس اللاهوت ولكن القداسة. كلّ كتب اللاهوت لم يضعها الكبار إلاّ لاعتقادهم أنّ استقامةَ الرأي جزءٌ من طهر القلب. كذلك عمارة العبادة ما غايتها إلاّ دعمك في المسيرة إلى البرّ. أنا أعرف أنّ كلّ الجهد المسيحي عبر الأجيال فكرًا وصلاة ورعاية وتنظيم بنية لم يكن له غاية أخرى إلاّ أن يجعلنا إلهيين.
جنون المسيحيّة هو في أن يَثبُتَ لمن فيها وللآخرين أنّ الإله كلّه يمكن أن يحلّ رغم كلّ الصعوبات في قلب بشري وأن يجعله خلابًا. كلّ طرب المسيحيّة غير المعبّر عنها بكلمة أو لحن إنّها قادرة على أن تحوّل بعض الوجوه أيقونات.
الأعجوبة أنّ المسيحيّة قدرت عند عدد لا أعرف نسبته على أن تطفئ الشهوة في خلائق، إن تقيم حلاوةَ عيشٍ ووداعةً رهيفة وأثيريّة مسكرة في تفان كامل من أجل الآخرين، في نسيان كامل للأنا، للعشيرة، لمجد الطائفة الأرضي.
هذا الذي صار ويمكنه أن يصير في كلّ يوم وكلّ بقعة من الأرض له أن يريك كلّ أمجاد دنياك تفهة وأن تكتشف كلّ كتب الدنيا وفنونها شاحبة إذا قيست بفرح المتطهّرين.
أنا لا أُنكر شيئًا من جمال هذا الكون ويشدّني بهاء المعرفة إليه شدًّا كبيرًا ولأشعر أحيانًا بأنّي أتحقّق في هذا وذاك تحقيقًا يبدو لي أخاذًا. لكن الذين يتعمَّدون بالبكاء ويحبّون يسوع الناصري في عرائه وبلغوا مصلوبيّته في صدقهم وبساطتهم اليوميّة هم أعظم في عيني من ضوء الشمس، من غنج الأزاهير. من كلّ مطربات الحس والعقل، من كلّ كتابة جميلة. هؤلاء الذين نحتهم الربّ وحده بإصبعه وتركهم في دار شقائنا شهودًا له هم أدلّتي إليه. بسبب من بهائهم هم أغلقت كلّ الكتب.
المطران جورج خضر من كتاب “مطارح سجود”