نشرة الأحد 19 أيلول 2021 – العدد 38
الأحد بعد الصليب- حمل الصليب – اللحن الثامن
رأينا الأحد الماضي أن الصليب قد أصبح علامة محبّة الله للناس، إذ أن عليه سكبت محبّة عظيمة، محبّة الله للناس: “ليس لأحد حب أعظم من أن يبذل نفسه في سبيل أحبائه”. لقد كرّمنا صليب المسيح منذ أيام وسجدنا له. تشدّد الليتورجيا اليوم على حمل الصليب وراء المسيح. لقد أحبّنا المسيح بموته على الصليب أشدّ الحبّ “فبلغ به الحب إلى أقصى حدوده”. إن المحبة تستدعي المحبّة، ولا تقابل إلاّ بالمحبّة. وهذه المحبّة يجب أن تكون كمحبّة المصلوب إلى الغاية وبدون حدّ، كما هو، بهذا نفهم معنى دعوة المسيح التي يوجّهها إلينا إنجيل اليوم: “من أراد أن يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني..”لا يمكن أن نتبع المسيح على طريق الصليب، طريق المحبّة والعطاء دون أن نعيش على مثال المسيح. هذا ما فهمه الأخ شارل دو فوكو:”لا يمكن إدراك المحبّة دون حاجة ماسّة للإقتداء والتشابه بالمحبوب”.ويذهب القديس بولس إلى أبعد من ذلك في رسالة اليوم، إذ يعتبر نفسه مصلوباً مع المسيح، والمسيح حيّ فيه.”إني مصلوب مع المسيح، وأنا حيّ، لا أنا بعد، إنما المسيح حيّ فيَّ، وما أحياه الآن في الجسد، إنّما أحياه في الإيمان بابن الله الذي أحبّني وبذل نفسه عني”. يطلب المسيح منّا تحويلاً كلّياً للكيان، يريد أن نسلم إليه النفس تسليماً كلّياً لا تحتفظ فيه بشيء لها، بحيث يكون قلبنا في أعماقه وبكلّ جوارحه لربّه. يقودنا المسيح إلى الكفر بالذات، إلى الموت عن ذواتنا، إلى إنكار منفعتنا وأثمن ما عندنا من قيم ورباطات، وذلك “من أجله ومن أجل الإنجيل”.
صلاة الأنديفونة: أيُّها المسيحُ الإله. الجالسُ معَ الآبِ والرّوحِ القدس. إنَّكَ لما مددْتَ يَديْكَ على الصَليب. إجتذبْتَ العالم أجمع إلى معرفتِكَ. فأنرْنا اليومَ بضيائهِ. وقدِّسْنا بقوّته. وأيّدْنا بارتفاعه. وأهِّلْنا لمجدك الإلهي. نحنُ المتّكلينَ عليكَ. لأنَّ لكَ أن تخلصنا. أيّها المسيح الإله وإليك نرفع المجد وإلى أبيك الأزلي وروحك القدوس الصالح والمحي. الآن وكل آوان وإلى دهر الداهرين. آمين.
الطروباريات:
1- طروبارية القيامة (اللحن الثامن): انحدرت من العلاء أيها المتحنّن، وقبِلتَ الدفن ثلاثة أيام، لكي تعتقنا من الآلام. فيا حياتنا وقيامتنا يا رب المجد لك.
2- طروبارية عيد الصليب (اللحن الأول): خلّص يا رب شعبك وبارك ميراثك، مانحاً العالم السلام، واحفظ بصليبك رعيتك.
3- طروبارية شفيع الكنيسة…
4- قنداق الختام لعيد الصليب (اللحن الرابع): يا مَن رُفِعَ على الصليب طوعاً، أيّها المسيحُ الإله، امنَحْ رأفتَك لشعبِكَ الجديدِ الملقّب باسمِكَ. فرّح بقدرتِكَ عبيدك المؤمنين. مانِحاً إيّاهم الغلبة على مُحاربيهم. لتكن لهم نُصرَتُكَ سلاحَ سلامٍ. ونصراً ثابتاً.
بدل “قدوس الله…” ننشد “لصليبك يا سيدنا نسجد ولقيامتك المقدسة نمجد”
+ الرسالة للأحد بعد الصليب: (غلا 2 : 16-20).
+ الإنجيل للأحد بعد الصليب: حمل الصليب (مر 8: 34-1:9).
† ابتهالات إنجيلية:
- أيها الرب يسوع ، لقد قلت: من يستحي بي وبكلامي استحي به في مجد أبي. فاعطنا القدرة على أن نشهد لك ونجهر بإيماننا دون حياء في حياتنا وأقوالنا، فننال رضى أبينا السماوي – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الرب يسوع، لقد فتحت ملكوت الله بتجسدك وصلبك وقيامتك. فارسل علينا روحك القدّوس لنرى ملكوت الله في انتصار الحياة على الموت، والفرح على الحزن، لنراه في قلوبنا وفي كنيستك وفي العالم– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الرب يسوع، لقد حددت معنى الصليب في نكران الذات في سبيل الآخرين فاعطنا القدرة على أن نعيش نكران الذات محبة بالآخرين، وأن نحمل صليبك ونتبعك لنكون لك تلاميذ حقيقيّين، إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
+ نشيد للعذراء بعد تقديس القرابين (اللحن الثامن): يا والدة الإله، أنت الفردوس السري، إذ أنك أنبتِّ المسيح بغير فلاحة، الذي به نصبت في الأرض شجرة الصليب الحامل الحياة. فالآن نسجد له مرفوعاً، وإياك نعظّم.
** كل التهاني والدعاء لراعينا الجديد **
لمناسبة إعلان انتخاب قدس النائب العام الأرشمندريت جورج مصري مطراناً لأبرشيتنا العزيزة، الآتي ليأخذ عني مهام الرئاسة في خدمة الأبرشية. يسعدني أن أهنئ أبناء طائفتنا الأحباء براعيهم الجديد، والذي سيصار إلى الاحتفال بسيامته الأسقفية في موعد يُحدّد لاحقا، تعمّ فيه فرحة المؤمنين والأصدقاء في مدينتنا الصامدة حلب، حاضنة الكنائس وحاضرة العلم وثقافة الأخُوّة والعيش المشترك. كما يسر الأبرشية، احتفاء بهذا الحدث السعيد، أن تقدم للمحتاجين من أبنائنا، بعضا مما يُمكنِّهم من تدفئة منازلهم في الشتاء المقبل، طالبا من الجميع الدعاء لراعي الأبرشية الجديد بالصحة وطول العمر والتوفيق.
+المطران يوحنا جنبرت
** طلابنا الأعزاء**
يرجى من أهالي أو طلاب طائفة الروم الكاثوليك بحلب (مدارس وجامعات). الحضور إلى مطرانية الروم في ساحة فرحات، لتسجيل اسمائهم حسب المواعيد التالية:
يوم الأربعاء 22 أيلول 2021: الطفولة والإبتدائي.
يوم الخميس 23 أيلول 2021: الإعدادي والثانوي.
يوم الجمعة 24 أيلول 2021: الجامعات (الحضور الشخصي للطالب).
وذلك من الساعة 10 حتى 12 ظهراً. يرجى إحضار دفتر العائلة ووثيقة من المدرسة لطلاب الطفولة والإبتدائي والإعدادي والثانوي ودفتر العائلة والهُوِيّة الشخصية لطلاب الجامعات مع إيصال التسجيل لعام 2021- 2022. وشكراً لتعاونكم
**اليوبيل الفضي والذهبي للمتزوجين**
تدعو مطرانية الروم الكاثوليك أبناء الطائفة الذين يحتفلون هذا العام باليوبيل الفضي والذهبي لزواجهم أي الزواج في السنوات 1961؛ 1971؛ 1996، إلى المبادرة ومراجعة الأب آندره أزرق يومي الأربعاء والخميس 22 و23 أيلول من الساعة 10 صباحاً وحتى الساعة 12 ظهرا. أو على الأرقام 0944588977/ 2264588.
** قداديس رعية القديس جاورجيوس**
تعلن رعية القديس جاورجيوس للروم الكاثوليك-السليمانية، عن المواعيد الجديدة لقداديس يوم الأحد كالتالي: صباحاً الساعة 8.00 و 9.30 و 11.00 ومساءً في تمام الساعة 6.00.
﴿ لا تخافوا﴾
هذا ما كان يقوله لنا المسيح يسوع، سيدنا القدير ومعلمنا ناقل كلمة الله إلى كل واحد من بني البشر. وهذا ما ردّده بعده تلاميذه والرسل الأطهار ورعاة شعبه الحبيب منذ نشأة الكنيسة وحتى اليوم. لقد سمعنا مؤخراً العديد من الرعاة الكنسيين، يردّدون قائلين لرعاياهم: ثقوا لا تخافوا. كما أنّنا شهدنا البابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي زار سورية العام ٢٠٠١ ينادي شبيبتنا وشبان العالم بأسْره إلى العزم والاتكال على الله عز وجل، وإلى الثقة بقدراتهم الفتية الفاعلة قائلا لهم : لا تخافوا يا شباب، المستقبل لكم إن أنتم عقدتم العزم وانطلقتم متكِّلين على عون الله وواثقين برعايته للذين يتكّلون عليه. ونحن أيضاً اليوم، وفي هذه الظروف الصعبة القاسية التي تمر فيها رعايانا، نقول لأبنائنا: لا تخافوا ونكرر المقولة التي كان يتداولها أجدادنا في ما بينهم أيام الصعوبات والمحن “المسيح معنا فقفوا” واثقين بأنه لا يتركنا أيتاماً كما سبق ووعد.
لا شك، يا أيُّها الأبناء الأعزاء أنّ هذه الأيام التي نمر بها، قاسية علينا وعلى أبنائنا، فالخراب الذي أصاب ممتلكاتنا، جراء الحرب الظالمة التي عكّرت صفاء حياتنا، والضائقة المالية التي خلّفتها الأحداث علاوة على العقوبات غير المسبوقة التي فرضتها علينا الدول، ظلماً وبهتانا، كلها أصابت رتابة عيشنا وجعلت الكثيرين يعانون من القلة والفاقة ونقص كبير في احتياجاتهم المعيشية. ولا حاجة بنا أن نعدّد في هذا المقام أصناف الاحتياجات التي تنقصنا لكي تستوي أوضاعنا ونرتاح في حياتنا. وفي مطلق الأحوال، نستطيع أن نجزم و نقول إنّ ما نعاني منه اليوم لم يسبق له مثيل في ماضينا البعيد أو القريب ولا في أصعب أيام حياتنا.
وعلى كل حال، والحمد لله، أنَّ هذه الظروف الصعبة غير المسبوقة، هي غير اعتيادية مؤقتة وعابرة ولا بد أن تتبدل. ونحن على يقين من أن أصحاب القرار في الوطن وفي العالم يدركون المعاناة التي تؤلم الشعب وتحرم الأطفال من حليبَهم والبالغين من قوتهم والشيوخ من دوائهم، وهم شاؤا ام أَبَوا لا يستطيعون الاستمرار في التعامي عّما يجري عندنا، ولربما بعضهم بدأ يعيد النظر في منهجية العقوبات والسياسات التجويعية غير الأخلاقية التي كان ينتهجها ظلما وبهتانا حتى اليوم. وأنَّ ما نراه من إنفراجات غير مسبوقة في المنطقة ولاسيما في لبنان والعراق وغيرها من البلاد، من شأنه أنّ يضع في قلوبنا آمالا بغدٍ أفضل، يُسهِّل عيشنا وينقلنا من شقاء الفاقة والعَوَز إلى هناء اليُسر والكفاية. فَلْندعو الرب العطوف، ملتمسين منه العون وشفاء بصيرة المعتدين وتوعية الظالمين والحد من غَيّهم وأذيَّتهم.
وبانتظار عودة المياه إلى مجاريها في البلاد، وخلاف ما يقوله البعض، فإن كنيستنا لم تترككم في ما مضى من الأيام وهي، كما ترون و تعاينون، لا تهمل أحداً منكم اليوم، وهي بدون أدنى شك لن تتخلّى عنكم في الآتي من الأيام. لقد قدّمت، وبشكل منتظم في السنوات القليلة الماضية للمؤمنين المحتاجين إلى سند معونتها، كَمّاً مُعتبراً من العطاءات. وترانا في الظروف الراهنة، واقفين اليوم أيضاً، بعزم وبقدر ما نستطيع، إلى جانب أبنائنا في مواجهة المحنة. ونحن لن نتوقف عن مد يد العون للمؤمنين الذين صمدوا وآثروا البقاء في ديارهم وأرض آبائهم على النزوح إلى أراض غريبة، ليس لهم فيها لا أصل ولا فصل. نحن نعاين معاناتهم ونستشعر أوجاعهم، ولذلك عقدنا العزم على مضاعفة الجهود في مساهماتنا وعلى أشكالها المتعددة، للتخفيف من وطأة غلاء المعيشة الحالي وغير المسبوق على حياتهم اليومية. سوف نجعل مساعداتنا الغذائية تأتيهم بشكل أوفر ومنتظم، كما أنّنا قررنا أن نستمر في تأمين الدعم الدراسي لطلابنا كبارا وصغارا، وتأمين الدواء والعلاج الإستشفائي لمرضانا وتيسير السكن المريح للمقدمين على الزواج من أبنائنا، وأخيرا لا آخراً فقد اتخذنا قراراً بتطوير دعمنا للمشاريع الصغيرة المجدية.
هذا وفي مطلق الأحوال، إنّنا على ثقة تامة بأنّ الأزمة على زوال وأنَّ الفَرَج بات والحمد لله قريبا، وهو على الأبواب، فلا تخافوا لأن أمُّنا العذراء ترى معاناتنا ووليدها سيدنا يسوع المسيح رحيم قدير.
+المطران يوحنا جنبرت