نشرة الأحد 2 أيار 2021 – العدد 18
الأحد الخامس للفصح – توبة السامرية-اللحن الرابع
إن يسوع القائم من بين الأموات حيّ إلى الأبد، وقد وعدنا أن يبقى معنا طوال الأيام إلى النهاية. إنه حاضر في حياتنا، ولكننا لا ننتبه إلى حضوره، فيسعى إلى الالتقاء بنا ويأخذ المبادرة. إنّ حياتنا منسوجة من مبادراته، فهو يرغب أن يلتقي بنا في عقر دارنا حيث نشعر أننا في بيتنا.
في لقائه بنا، يأخذ يسوع موقع الطالب، يلتزم التواضع ويطلب منا كما طلب من السامريّة: ” اعطني لأشرب”. ثم يرفعنا إليه ويعرّفنا بنفسه: ” لو كنت تعرفين عطيّة الله…” عطيّة الله هي يسوع نفسه. توضح عطيّة الله سخاء الأب اللا معقول، فإنّه ” جاد بابنه ” ليعطينا الحياة الأبديّة بموت وقيامة ابنه. إنّ موت الأبن على الصليب استحقّ أن يفيض علينا الروح القدس الذي هو أيضاً ” هبة الآب ” هو الماء الحيّ الذي يصير ينبوع ماء ينبع حياة أبديّة في قلوب مَن يشرب منه بإيمان. إذاً عطيّة الله والماء الحيّ هما في نفس الوقت هبة الآب الذي يمنحنا ابنه وروحه.
إنّ الروح القدس، ” الماء الحيّ ” الذي يعطيه يسوع القائم من بين الأموات يحوّل الإنسان من الداخل إلى خليقة جديدة. فلا يسع الإنسان أن يبقى على حالته القديمة. إنّ نور القيامة ينير حياتنا ولا يترك فيها زاوية مظلمة. عرفت السامرية خطيئتها، عرفت أنها زانية ولا زوج لها. أنارها المسيح بحضوره.
إن الروح القدس، الماء الحيّ الذي يعطيه يسوع القائم من بين الأموات يقودنا إلى العبادة بالروح والحق. فبعد أن نكون قد تخلّصنا من الظلام الذي فينا بالتوبة، يعلّمنا الروح القدس كيف نصلّي بالروح والحق. صلاتنا هي وقفة عبادة وسجود أمام الرب لكي يتمم فينا مجد القيامة، ويرسلنا إلى أخوتنا لنحصد ما لم نتعب فيه عندئذ نرفع مع أخوتنا هتافنا نحو المسيح: ” نحن نؤمن لأننا سمعنا وعلمنا أنك بالحقيقة المسيح مخلّص العالم “.
في مطلع القدّاس: يُرنَّم “المسيح قام من بين الأموات، ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور (ثلاثاً).
صلاة الأنديفونة: يا كلمة الله الابن الوحيد، يا مَن أمر جميعَ الناس بأن يُقبلوا إليه ويستقوا ماءَ الحياةِ المُطهِّر من الخطايا، أَروِ بمجاري دمائكَ نفوسنا العَطشى بسبب الخطيئة، وأظهرها حاملةً ثمَرَ الفضائل، واملأنا حكمة، واهباً لنا الروّح الإلهي. لأنك أنت هو ماء الحياة ونورَ العالم، وإليك نرفعً المجد، وإلى أبيك الأزلي وروحك القدّوس، الآن أوان وإلى دهر الداهرين.
+ ترنيمة الدخول: في المجامع باركوا الله، الربّ من ينابيعِ شعبه.
خلّصنا يا ابن الله. يا من قام من بين الأموات. نحن المرنّمين لك هلليلويا.
الطروباريات :
1- طروبارية القيامة (اللحن الرابع): إنّ تلميذاتِ الربّ عرفن من الملاك بُشرى القيامة البهيجة، وإلغاء القضاءِ على الجدّين، فقُلن للرسلِ مفتخراتٍ: لقد سُلب الموت، ونهض المسيح الإله، واهباً للعالم عظيم الرحمة.
2- طروبارية لمنتصف الخمسين (اللحن الثامن): في انتصاف العيد اسقِ نفسيَ العطشى من مياه التقوى، لأنك يا مخلصُ، هتفتَ بالجميع: إن عطِش أحدٌ فليأتِ إليَّ ويشرب. فيا أيها المسيح الإله، ينبوع الحياة، المجد لك.
3-طروبارية أبينا في القدّيسين أثناسيوس الكبير (اللحن الثالث): صرت عموداً للإيمان القويم. ووطَّدتَ الكنيسة بالعقائد الإلهيَّة. يا رئيسَ الكهنةٍ أثناسيوس. فإنَّك كرزتَ جهراً بالأبن الواحد مع الآبٍ في الجوهر. فأخزيتَ آريوس. فابتهِلْ أّيُّها الأبُ البارّ. إلى المسيحِ الإله. أن يهب َ لنا عظيم الرحمة.
4- طروبارية شفيع الكنيسة …
5- قنداق الختام (اللحن الثاني): وإن نزلتَ إلى القبر، يا من لا يموت، فقد نقضت قدرة الجحيم، وقُمتَ ظافراً أيها المسيح الإله، وللنسوةِ حاملاتِ الطيب قلتَ افرحنَ، ولرسلكَ وهبت السلام، يا مانح الواقعين القيام.
+ بدلاً من قدّوسٌ الله .. نرنّم: أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم، هلليلويا
+ الرسالة للأحد الخامس للفصح : (أعمال 11 : 19-30)
+ الإنجيل للأحد الخامس للفصح: توبة السامرية (يو 4: 5-42).
† ابتهالات إنجيلية:
- أيها الرب يسوع، ينبوع الحياة والماء الحيّ، لقد قمت من الموت لتحدّث قلبنا وتجعلنا نكتشف محبة أبيك. اعطنا ماءً حيّاً يتدفّق فينا حياةً أبديّة– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، ينبوع الحياة والماء الحيّ، لقد قلت “ستأتي ساعة وهي الآن حاضرة، إذ الساجدون الحقيقيّون يسجدون للآب بالروح والحقّ” علّمنا بروحك القدّوس أنّ العبادة الحقيقيّة هي لله وحده – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، الحياة والماء الحيّ، لقد حوّلت المرأة السامريّة إلى ابنة للنور ومعلنة حضورك، أرسل عليّ روحك القدّوس ليحوّلني وأكون ابناً للنور وأبشّر بكلمتك في العالم أجمع – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
+ نشيد للعذراء (اللحن الأول): إن الملاك خاطب الممتلئة نعمةً: أيتها العذراء النقيّة افرحي، وأيضاً أقول افرحي لأن ابنكِ قد قام من القبر في اليوم الثالث.
استنيري استنيري يا أورشليم الجديدة، لأن مجد الرب قد أشرق عليكِ. افرحي الآن وتهللي يا صهيون. وأنتِ يا نقيّة يا والدة الإله، افرحي بقيامة ولدِك.
– القنداق لأيام الاثنين حتى الأربعاء لمنتصف الخمسين: في انتصاف العيد الناموسي، أيها المسيح الإله خالقُ الكلّ وسيّدهم، قُلت للحاضرين: هلمّوا استقوا ماء الخلود. فلذلك نسجدُ لكَ ونهتفُ بإيمان: هب لنا رأفتك، فإنّك أنت ينبوع حياتنا.
– القنداق أسبوع السامرية من الخميس وحتى السبت (اللحن الثامن): إن السامرية الجديرة بالمديح، أتت بإيمانٍ إلى البئر فشاهدتك وارتوت منك أنت ماء الحكمة، فورثت الملكوت العلوي إلى الأبد.
** عيد العمال**
يحتفل بالقداس الإلهي بمناسبة عيد العمال العالمي وهو العيد الرسمي “لعائلات العاملين المسحيين” وذلك اليوم الأحد القادم 2 أيار 2021 في تمام الساعة 6.00 مساءً في كنيسة القديس جاورجيوس في حي العروبة، حيث سيبرز عدد من الأعضاء وعَدهم، وهي دعوة للأعضاء القدامى لمشاركتنا هذه المناسبة. الدعوة عامة.
﴿ لاتخافوا ﴾
عظة البابا فرنسيس بمناسبة رسامة تسعة كهنة جدد على مذبح الله في بازيليك القديس بطرس في روما
أخوتي الأحباء، تعرفون أنّ الربّ يسوع المسيح هو الكاهن الأوحد والأعظم في العهد الجديد، ولكنّه أراد أن يختار بعضاً من تلاميذه – بشكلٍ خاصّ – لكي يمارسوا، بإسمه وعلانيّةً في الكنيسة، الرسالة الكهنوتيّة بهدف خدمة الناس، وهم يقومون برسالتهم هذه كمعلمين وكهنة ورعاة.
أتوجّه إليكم أحبائي، أنتم الذين، وبعد تفكيرٍ وتمعنٍ، على وشك أن تنالوا الدرجة الكهنوتيّة ، أن تعتبروا ممارسة رسالتكم المقدّسة هذه مشاركةً في رسالة السيد المسيح المعلّم الأوحد. ستصبحون مثله رعاةً، وهذا ما يريده منكم، رعاةً لشعب الله المقدّس والمؤمن، رعاةً يرافقون شعب الله سائرين أحياناً أمام قطيع المؤمنين، أو في وسطه أو في الخلف، ولكن ينبغي أن تبقوا دائماً برفقته.
في لغة الماضي، كان يُقال ويُحكى عن ” الوظيفة الكنسيّة”، لكن هذه التسمية لا تحمل نفس المعنى في يومنا هذا. إنّها ليست وظيفة بل خدمة طوعية ومجانيّة، تماماً كالتي أسداها الله لشعبه. إنّ ما يميّز خدمة الله لشعبه أنّها تحمل إشارات معينة ولها نمط عليكم اتّباعه: ” نمطُ القُربة ونمط الرأفة ونمط الحنان. إنّه نهجٌ وأسلوب ونمطُ الله مع شعبه: القُربة والرأفة والحنان.
أمّا “نهجُ القُربة” فهو أسلوبٌ في التعاطي يندرج تحت أربعة أوجه:
تتمة مقال البابا ” لا تخافوا”
أولاً: القُربة من الله بواسطة الصلاة والأسرار والقدّاس الإلهي. تحدّثوا مع الرب وكونوا قريبين منه، فالله صار قريباً منكم بتجسّد ابنه. لقد كان يسوع على مرّ التاريخ قريباً منكم، من كلّ واحدٍ منكم وفي طيلة مسيرة حياتكم حتى هذه اللحظة. كان الله قريباً منكم في أوقات الشدة والضعف والخطيئة. من هذا المُنطلق ، كونوا أنتم أيضاً بجانب شعب الله المقدّس والمؤمن، ولكن ينبغي قبل كلّ شيءٍ أن تكونوا قريبين من الله من خلال صلاتكم. الكاهن الذي لا يصلّي يُخمد شعلة الروح القدس المتّقدة بداخله في قربه مع الله.
ثانياً : القُربَ من الأسقف والبقاء بجواره يجعلكم متّحدين معه، فأنتم معاونوا الأسقف. أتذكّر ذات مرةٍ منذ زمنٍ بعيدٍ كاهناً كان يعيش محنةً صعبةً في حياته، فكان أول ما تبادر إلى ذهني الاتصال مع أسقفه. أبنائي، حتى في الأوضاع الصعبة كونوا قريبين من أسقفكم. القُرب من الله بواسطة الصلاة والقُرب من الأسقف. ” لكنّني لا أحب هذا الأسقف …” إنّه أبوك الروحيّ. ” لكنّ هذا الأسقف يعاملني بشكلٍ سيءٍ …” اقتربوا منه وافعلوا ذلك بكلّ بساطة.
ثالثاً: كونوا قريبين من بعضكم البعض. أقترح عليكم مقصداً تتخذونه: لاتتكلّموا بالسوء أبداً على أخيكم الكاهن. إذا كان لديكم أيّ شيءٍ ضدّ كاهنٍ آخر، توجّهوا إليه وقولوا له ما لديكم في مواجهةٍ صريحة. ” لكن هذا أمرٌ صعب … لأنني لا أعرف إن كان سيتقبّل هذا برحابة صدرٍ أو لا …” تحدّث مع الأسقف فهو سيساعدك. لكن لا تتكلموا على بعضكم البعض ولا تكونوا ثرثارين. لا تقعوا في فخ النميمة. كونوا متّحدين مع بعضكم البعض: في المجالس الكهنوتية وفي اللجان وفي العمل. كونوا قريبين من أسقفكم ومن بعضكم البعض.
رابعاً: القُربة الأهمّ بالنسبة لي، بعد قُربِكم من الله، هو القُربة من شعب الله المقدس والمؤمن. لقد انتقاكم الله واختاركم لتكونوا قريبين من شعبه. لا تنسوا البيئة التي جئتم منها: عائلتكم وأصدقاءكم… لا تبتعدوا عن أحاسيس ومشاعر شعب الله. يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين: ” تذكّروا الذين نقلوا إليكم الإيمان” كونوا كهنةً للشعب، لا موظفو الشأن العام.
أنماط العيش الأربعة للكاهن : القُربة من الله ، القُربة من الأسقف ، القُربة من بعضكم البعض، القُربة من شعب الله هو أسلوب الله في تعاطيه معنا، وهو أسلوب الرأفة والحنان. لا تقسّوا قلوبكم وتغلقوها أمام الصعوبات، وهذا غالباً ما ستواجهونه عندما يقصدكم الناس لإطلاعكم على أحوالهم وصعوبات حياتهم. “أصغوا إليهم وعزّوا قلوبهم”.
أرجوكم ، كونوا رحماء غفّارين كما أنّ الله رحيمٌ وغفورٌ، هو لا يكلّ عن المسامحة ، بينما نحن سرعان ما نتعب من طلب الغفران. قُربة ورأفة، رأفة وحنان أهل الأسرة الواحدة والأخوة والأب مما يجعل المؤمن يشعر بأنّه في بيت الله. أتمنى أن تسلكوا هذا الأسلوب في العيش.. إنّه أسلوب الله.
أخيراً أودّ أن أقول لكم شيئاً أمام شعب الله الحاضر بيننا ها هنا: ابتعدوا عن الغرور “غرور المال” فالشيطان يتغلغل في هذه الأمور. فكّروا في هذا، كونوا فقراء كشعب الله الفقير. فقراء يحبون الفقراء. لا تسعوا إلى المناصب ولا تكونوا رجال أعمالٍ سواء في الرعية أو في المدرسة أو في أي مكان آخر… لأنّ الكاهن حتماً سيفقد في ذلك الرغبة في التقرّب من الآخرين، ولن يكون على مثال السيد المسيح الفقير والمصلوب. كونوا رعاةً وخدّاماً صالحين، وابتعدوا عن المال. ومن ثمّ تذكّروا أنّ سبيل القرابة هذا هو طريق جميلٌ حقاً ويعطيك أن تكون راعياً على مثال “الراعي الصالح”. إبحثوا عن عزائكم في شخص السيد المسيح فهو الذي كان يعزّي الرعاة. ابحثوا عن العزاء في شخص القديسة مريم الأمّ الحنونة، ولا تخافوا .. لا تخافوا .. إن كنتم قريبين من الربّ ومن الأسقف ومن بعضكم البعض ومن شعب الله، إن كنتم تتمتعون بأسلوب الله واقتديتم بمَثَله في الرأفة والحنان، لا تخافوا، كلّ شيء سيكون على ما يرام.