نشرة الأحد 20 حزيران 2021 – العدد 25
الأحد الرابع بعد العنصرة- شفاء غلام قائد المئة- اللحن الثالث
نكمل مسيرنا في طريق القداسة والتألّه، فتضع الليتورجيا، من خلال قراءات اليوم، الإيمان كوسيلة للخلاص والقداسة والشفاء والتحرير.
ما هو الإيمان الذي يخلّصنا ويبرّرنا ويشفينا ويحرّرنا؟ إنّه إيمان على مثال إيمان قائد المئة. كان إيمانه إيماناً عميقا ًومتواضعاً، إيماناً يرتكز على ثقة غير محدودة بقدرة كلمة الله النافذة الخلاّقة والشافية: “قل كلمة فيبرأ خادمي”. إنه إيمان حياتي يرتكز على الطاعة لكلام الله، إيمان يدخل في مهامه اليوميّة، في مهنته، في وضعه، وفي مقامه الاجتماعي: “فإني أنا أيضاً إنسان تحت سلطان ولي جند تحت يدي…”. تقبّل قائد المئة أن يكون تحت سلطة كلمة يسوع. أُعجب يسوع بإيمان قائد المئة ومدحه: “الحقّ أقول لكم لم أجد مثل هذا الإيمان حتى ولا في إسرائيل”. هذا هو الإيمان الذي يبرّر ويقود إلى القداسة والخلاص، ونرى القديس بولس في رسالة اليوم يوضّح لنا طبيعة التبرير بالإيمان :” فكما جعلتم قديماً أعضاءكم عبيداً للنجاسة والإثم للإثم، كذلك الآن اجعلوا أعضاءكم عبيداً للبرّ ، للقداسة….أما الآن وقد أعتقتم من الخطيئة….فإنكم تحملون الثمر الذي يقود إلى القداسة”. نلنا البرّ بالإيمان، لكن الإيمان لن يكون ذا قيمة إذا لم يكن إيماناً حياتيّاً ومثمرا، إذا لم يؤثر في حياتنا ويجعلها تحمل ثماراً تقود إلى القداسة. يعتبر بولس الرسول القداسة طبيعة المسيحي وبمتناول كل مؤمن. لا تقوم القداسة بأعمال خارقة، بل بالإيمان بالمسيح وبخدمته ، وبمطابقة إرادتنا على إرادته.
صلاة الأنديفونة: أيُّها المسيحُ الإله. إِمنَحْ عبيدَكَ تَعزيةً سريعةً ثابتةً عند ضَجَرِ أَرواحِنا. لا تَنَفصلْ عن نُفوسِنا في المضايق ولا تَبتَعدْ عن أذهانِنا في الشدائد بل تَدارَكْنا دائماً. إِقتَربْ مِنَّا يا من هو في كلِّ مكان وكما كنتَ مع رُسُلِكَ في كُلِّ حين. إتَّحدْ بالذينَ يتوقونَ إليكَ أيضاً. لأَنَّك أنت حياتُنا وخلاصُنا أيُّها المسيحُ الإِله. وإِليكَ نرفعُ المجد. وإلى أَبيكَ الأزليّ وروحكَ القُدُّوس. الآن وكل أَوان وإلى دهر الداهرين. أمين
الطروباريات
1- طروبارية القيامة (اللحن الثالث): لتفرح السماويات، وتبتهج الأرضيات، لأن الربّ صنع عزّاً بساعده، ووطئ الموت بالموت، وصار بِكرَ الأموات، وأنقذنا من جوف الجحيم، ومنحَ العالم عظيم الرحمة.
2- طروبارية شفيع الكنيسة…
3- قنداق الختام (اللحن الثاني): يا نصيرة المسيحيين التي لا تخزى ووسيطتهم الدائمة لدى الخالق، لا تُعرضي عن أصوات الخطأة الطالبين إليك. بل بما أنكِ صالحة بادري إلى معونتنا نحن الصارخين إليكِ بإيمان: هلمّي إلى الشفاعة، وأسرعي إلى الابتهال، يا والدة الإله المحامية دائماً عن مكرميكِ.
+ الرسالة للأحد الرابع بعد العنصرة : (رو 6 : 8-23).
+ الإنجيل لأحد الرابع بعد العنصرة: شفاء غلام قائد المئة (متى 8: 5-13).
† ابتهالات إنجيلية:
- أيها الربّ يسوع، إنّ طلب قائد المئة مثال لنا في صلاتنا، ليساعدنا روحك القدوس على أن ترتكز صلاتنا على الإيمان والتواضع والثقة والطاعة – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، أعجبت بإيمان قائد المئة، ليساعدنا روحك القدوس على أن يكون إيماننا مرتكزاً على شخصك وقدرة كلامك، لنستحق أن تتكىء مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوتك – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، كان إيمان قائد المئة مؤسّساً على التواضع: ” يا رب لست أهلاً لأن تدخل تحت سقفي” ليهبنا روحك القدوس فضيلة التواضع المحبّبة إلى قلبك – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
رزنامة الأسبوع
+ الاثنين 21 حزيران: تذكار القدَيس الشهيد يوليانوس الطرسوسي.
+ الأربعاء 23 حزيران: تذكار عيد زيارة سيّدتنا والدة الإله لنسيبتها أليصابات.
نشيد العيد (اللحن الأول): إفرحي يا والدة الإله الطَّهور. لأن رئيس الملائكة وافاك بالبُشرى السعيدة. ولم تفتخري بالعظائم الموهوبة لكِ. بل سارعت إلى بيت زخريا لتخدُمي والدة السابق. معظمةً معهما الإله القدير وحده والمحب البشر.
القنداق (اللحن السادس): لقد دهشت صفوف الملائكة من حُنُّوِّكِ. يا والدة الإله. عند مُشاهدتها إيَّاكِ ذاهبةً بكلِّ سُرعةٍ واحتشام. من النَّاصرةِ إِلى بيتِ زخريَّا في اليهوديَّة. لتخدُمي والدةَ المعمدان. وهي حُبلى في شيخوخَتها. مُساعدةً إيَّاها مدَّةَ ثلاثةِ أَشهر. بتواضُعٍ عميقِ ومحبَّةِ وافرة. فصرخَتْ إليكِ: إفرحي. يا عروسةً لا عروسَ لها.
+ الخميس 24 حزيران: مولد النبي الكريم والسابق المجيد يوحنا المعمدان.
+ الجمعة 25 حزيران: تذكار القدّيسة الشهيدة في البارّات فبرونيا.
+ السبت 26 حزيران: تذكار أبينا البارّ داود الناسك.
أيها الأبناء الروحيون
من تعاليم الكنيسة المقدّسة وتقاليدها الشريفة أن يتصرّف المؤمنون والمؤمنات في الكنيسة وخارجها بورع وتعقّل وتقوى الله، ليؤدوا شهادة حقّة لربنا يسوع المسيح، وخاصةً باللباس. فالحشمة مطلوبة دائماً وبشكل خاص في الكنائس، بحيث يتناسب اللباس مع مكان العبادة. فظاهرة عدم التقيّد بإرشادات الكتاب المقدّس بخصوص ما يتعلّق باحتشام بناتنا وسيداتنا داخل الكنائس وخارجها بلباس يليق بنا كمسيحيين، ظاهرة لا تليق بالمؤمنين. طبقاً لما يوصينا به القديس بولس: “وليكن على النساء لباسٌ فيه حِشمة، ولتكن زينتهنَّ بحياءٍ ورزانة لا بشعرٍ مجدولٍ ولؤلؤ وثيابٍ فاخرة، بل بأعمال صالحة تليق بنساءٍ تعاهدنَ تقوى الله” (ا تيمو 2: 9 و10).
** سينودس الروم الملكيين الكاثوليك**
يفتتح غبطة البطريرك يوسف العبسي الكلّيّ الطوبى السّينودس( المجمع) المقدَّس لكنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك، يوم الاثنين21 حزيران2021 في لبنان- الربوة ويستمر حتى السبت 26 حزيران 2021، بمشاركة سيادة راعي الأبرشية المطران يوحنا جنبرت وأعضاء المجمع، وهم الأساقفة والرؤساء العامون للرهبانيات.
﴿ولاية جديدة﴾
في هذا الربيع المُزهِّر الذي تحتفل فيه سورية الحبيبة بولاية جديدة للرئيس المحبوب الدكتور بشار الأسد، وفي خِضمّ الظروف الصعبة التي تُثقِل كاهل المواطنين ولاسيما الحلبيين منهم، نحن إذ ندعو لرئيسنا بالتوفيق والنجاح في قيادة البلاد وإدارة شؤون العِباد، نتطلّع إلى الإصلاحات التي ينوي تحقيقها في مسار الحكم وآلية العمل في عدد من الدوائر التي من شأنها أن تُيسِّر أمور المواطنين، وتُسهِّل ظروف عَيْشهم وتؤمِّن لهم الآمان والاطمئنان في مستقبلٍ واعدٍ ومُزْهِر ينتظرونه بفارغ الصبر بعدما حلَّ بهم من مصائب وخراب.
نحن يا سيادة الرئيس، نعرف مدى إخلاصك للوطن وقَدْر محبتك للمواطنين، ونحن نثق بك وقد خَبِرنا ثباتك في التضحية وقدرتك على العمل الدؤوب والسخاء في العطاء، ولذلك بايعناك لولاية جديدة، ننتظر فيها منك مزيداً من الإنتصارات المَيْدانية وكمّاً من الإنجازات الخدمية والتقديمات المعيشية التي من شأنها تحسين عيش الناس، بعد كل ما عانوه من جرّاء صمودهم وعدم مغادرتهم البلاد إبّان هذه الحرب القاسية اللعينة، التي قتلت أبناءهم وقضّتْ مضاجعَهم ولم تترك لجفونهم وسْناً ولا لأبدانهم راحة ولا لأذهانهم سكينة.
إنّ أبناء حلب يعتزّون متفاخرين عندما يسمعونك تعُلن على الملأ محبتك لمدينتهم وتقول للجميع بالفم الملآن: “حلب في عيوني” وهم، وأنا على رأسهم، يبادلونك عواطف المحبة ويشكرونك داعين لك بالصحة والتوفيق. وأنا إذ أتوجّه إلى فخامتك بهذه التعبيرات، لا يسعني أن أسْهى عن التوجّه نحوك بنداء من القلب، طالبا منك النظر في أوضاع حلب المنكوبة التي هي في عيونك، مما يعني أنها عزيزة على قلبك. نعم يا أيُّها السيد العزيز. إنّ أهالي حلب التي هدمها العدو وخرّب مُقدّراتِها، تمرُ في مِحْنة لم يسبق لها مثيل، وإنّ شعبها الأبيَّ الصامد، تحمّلَ الكثير في سبيل نُصْرة الوطن الحبيب وبقائه. إِنك تعلم أنها فقدت مصانَعها ومؤسساتِها التجارية والخدمية، كما أنّ أبناءها فقدوا مصادر عَيْشهم وصاروا في ذُلِّ وفاقةٍ بعد أنّ كانوا في عِزٍّ وبحْبوحة. حلب التي كانت تُوزِّع الخيرات أصبحت اليوم تسْتجدي العون والمساعدة. رجاءً يا سيادة الرئيس المحبوب، لا تسْتَثْنِ من عنايتك المواطنين في مدينتنا المنكوبة. هناك مِمَّن هم حولك من المستشارين يتصوَّرون حلب كما كانت قبل الحرب، وينقلون إليك عنها صورة منقوصة.
أنا من أبناء حلب المقيمين فيها، وأنا ومعاونِيَّ من الكهنة، يا سيادة الرئيس، نلتقي أبناءها كل يوم ونعرف معاناتهم، نُصغي إلى مظالمهم، ونستمع إلى شكواهم، وكم من مرة نضطر إلى مسح دموعهم وترطيب خاطرهم دون جدوى. إنّ أهالي حلب ينتظرون منك عناية خاصة، كَوْن أوضاعهم الراهنة تدعو إلى ذلك. إنَّ الموظّفين من ذوي الدخل المحدود وهم كُثُر، والعمال والدّارسين هم بحاجة إلى مزيد من ساعات الإنارة الكهربائية المنتَظمة كي يتحرّروا من عِبءِ تكاليف شراء الطاقة من التجارِ والتي غالبا ما تمتصُّ رواتبهم. وإنّ أصحاب الحِرَف والصناعيين الذين يسعون إلى ترميم مشاغلهم أو إعادة بناء مصانعهم التي خرّبها العدو، هم بحاجة إلى سَماحك وتشجيعك كي يمضوا قُدُماً في إعادة بناء اقتصاد الوطن، وتَيْسير فرص عمل جديدة للعديد من المواطنين. وعليه فأنا أجْرُؤ مُلتمِساً من عطفك المعهود، النظر في إمكانية تخفيف عبءِ الضرائب عن كاهلهم وتسهيل معاملات رُخَص عملهم، لكي يتمكنوا من استصلاح مؤسساتِهم وإعادتها إلى حقلِ الإنتاج خيراً لهم وللبلاد.
سيادة الرئيس المُكرَّم الدكتور بشار الأسد، أنا لن أطلب منك المزيد في هذه المرحلة الحَرِجة من تاريخ بلادنا، نظراً لما تتحمّله من مَهام صعبة وأعباءٍ مُضْنية. غير أنه لا بد لي من أنّ أُصِّرَ على هذين المطلبين، كوني أرى فيهما ضرورة وحاجة مُلِحّة من شأنها، إنْ تحققت، أن تُخفِّف من معاناة الشعب، وتُحسِّن الأوضاع المعيشية في مدينتنا الغالية على قلبك وفي عينيك، والغالية على جميع أبنائها الطيِّبين.
مع الدُّعاء لك بالتوفيق والنجاح وطول العمر.
حلب 18 حزيران 2021
المتروبوليت يوحنا جنبرت
مطران حلب للروم الكاثوليك