نشرة الأحد 21 آذار 2021 – العدد 12
الأحد الخامس من الصوم- البارة مريم المصرية– طلب ابني زبدى – اللحن الأول
اقترب فصح الرب، اقترب آلامه وموته وقيامته. يدعونا يسوع أن نصعد معه لنشاركه آلامه وقيامته. يدعونا أن نشاركه الكأس التي سيشربها والصبغة التي سيصطبغ بها. يدعوناً أخيراً إلى خدمة جميع إخوتنا وبذل أنفسنا من أجلهم.
يودّ يسوع في هذه الأيام الأخيرة من رحلتنا الصيامية إلى فصحه المجيد أن نختلي به ليعلمنا ويفهمنا معنى فصحه، ليعرّفنا بعمق أكثر ما يجري من أجلنا على الجلجلة، وليساعدنا أن ندخل في سر الفداء والقيامة.
يودّ يسوع أن نشاركه مجده، غير أن الطريق تمرّ في الآلام التي ترمز إليها الكأس، وفي الموت التي ترمز إليه صبغة المعموديّة. يطرح علينا يسوع نفس السؤال الذي طرحه على يعقوب ويوحنّا: ” أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها، وأن تصطبغا بالصبغة التي أصطبغ بها أنا ؟ ” فقالا له : نستطيع. إنّ جواب يعقوب ويوحنّا ليس ادعاء وإنما سخاء. إنهما يحبّان يسوع حتى الموت لأجله. يتوجّه يسوع اليوم إلى إيماننا وحبّنا السخي. يكون جوابنا تعبيراً عن إيماننا العميق ومحبّتنا السخيّة.
إنّ مشاركتنا اليوم لآلام المسيح، وشربنا من كأسه، وتقبّلنا معموديته، تتحقّق بالتمثّل به، وهذا ما يعرضه يسوع علينا أن نخدم أخوتنا بتواضع ومحبّة على مثاله. إذا رفضنا دعوة يسوع هذه نحسّ أنفسنا في العزلة الموحشة، ونفتح الباب للمناقشة والغيرة والحسد. أما إذا قبلنا دعوته خرجنا من ذواتنا وفتحنا الباب للعمل مع أخوتنا وللتعاضد والمشاركة والأخوّة.
وبهذا نجلس مع يسوع في مجده السماوي عن يمينه وعن شماله.
* في الآحاد الخمسة الأولى من الصوم الأربعيني نحتفل بليترجيا القديس باسيليوس الكبير.
صلاة الأنديفونة: أيها الربّ الإله، الفاحصُ أعماقَ القلوب والعارف أمورنا كلّها قبل أن تكون، لقد اختطفتَ من اضطرابات الحياة مَن لجأت إليك. فنضرعُ إليك أن تُطهّر قلوبنا، وتُظهرنا هياكل لروحِكَ القدّوس، وأغنياء بالفضائل، فنُعظّمك بالتسابيح والأعمال الصالحة، لأنك أنت هو إلهنا ولك ينبغي كلُّ مجدٍ وإكرامٍ وسجود، أيها الآب والابن والروح القدس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين. آمين
الطروباريات :
1- طروبارية القيامة (اللحن الأول): إنّ الحجرَ ختمَهُ اليهود، وجسدَك الطاهرْ حرسَهُ الجنود. لكنك قُمتَ في اليوم الثالث، أيها المخلّص، واهباً للعالمِ الحياة. لذلك قوّاتُ السماوات هتفتْ إليكَ، يا معطيَ الحياة: المجدُ لقيامتكَ، أيها المسيح. المجدُ لمُلكِكَ. المجدُ لتدبيرِكَ، يا مُحبَّ البشرِ وحدَك.
2- طروبارية أمنا البارة مريم المصرية (اللحن الأول): فيكِ حُفظت صورة الله بتدقيق أيتها الأمّ مريم. فقد أخذتِ الصليب وتبعتِ المسيح، وعلّمتِ بالعمل إهمال الجسد لأنّه زائل، والاهتمام بالنفس لأنّها خالدة. فلذلك تبتهج روحكِ أيتها البارّة مع الملائكة.
3- طروبارية شفيع الكنيسة …
4- قنداق الختام (اللحن الثامن): نحن عبيدكِ يا والدة الإله، نكتب لكِ آيات الغلبة يا قائدةً قاهرة، ونقدّم الشكر لكِ وقد أُنقذنا من الشدائد. لكن بما أن لكِ العزّة التي لا تُحارب، أعتقينا من أصناف المخاطر، لكي نصرُخ إليكِ: افرحي يا عروسةً لا عروس لها.
+ الرسالة للأحد الخامس من الصوم: (عب9 : 11-14)
+ الإنجيل للأحد الخامس من الصوم: طلب ابني زبدى (مر 10: 32-45)
† ابتهالات :
- أيها الرب يسوع، لقد منحتنا زمن الصوم هذا لنرجع إليك بالتوبة ونشاركك آلامك وقيامتك. هب لنا أن نشرب الكأس التي شربتها، وأن نصطبغ بالصبغة التي اصطبغتها، لنجلس عن يمينك في مجدك – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، لقد منحتنا زمن الصوم هذا لنرجع إليك بالتوبة ونشاركك آلامك وقيامتك. هب لنا أن نتّخذ المحبّة طعاماً والخدمة شراباً والصلاة لباساً، لكي نحظى أن نكون معك في مجدك – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، يا لقد منحتنا زمن الصوم هذا لنرجع إليك بالتوبة ونشاركك آلامك وقيامتك. هب لنا أن نقتدي بك، وأن نخدم إخوتنا ونبذل أنفسنا من أجلهم، لنؤهّل للسجود لقيامتك – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
+ نشيد للعذراء (بعد كلام التقديس): إنّ البرايا بأسرها تفرح بكِ يا ممتلئة نعمةً. محافل الملائكة وأجناس البشر لكِ يعظّمون. أيها الهيكل المتقدّس والفردوس الناطق، وفخر البتولية. التي منها تجسّد الإله وصار طفلاً، وهو إلهنا قبل الدهور. لأنه صنع مستودعك عرشاً، وجعل بطنكِ أرحب من السماوات. لذلك يا ممتلئة نعمة، تفرح بكِ كلّ البرايا وتمجّدك.
+ الأحد القادم 28/3 أحد الشعانين. (وهو اليوم الذي دخل فيه الربّ يسوع مدينة أورشليم بمجدٍ عظيم، ملكاً وديعاً وصدّيقاً، وقد أسرع أهل تلك المدينة لاستقباله حاملين سعف النخل، حيث كان قد بلغهم خبر إقامة يسوع للعازر من بين الأموات، وهم يهتفون: “هوشعنا! مباركٌ الآتي باسم الرب، ملك إسرائيل”). يحتفل سيادة راعي الأبرشية بالقدّاس الحبري الساعة 11.30 صباحاً في الكنيسة الكاتدرائية، وفي نهاية القداس يصير التطواف الكبير على أنغام أناشيد الجوقة وموسيقى الكشّاف. مروراً بساحة فرحات والأطفال يحملون أغصان الزيتون وشموعاً مزيّنة بالزهور. وندعو الوالدين إلى اصطحاب أولادهم إلى مقدّمة الكنيسة حيث خصّصت لهم مقاعد قريبة من الهيكل كي يكونوا أقرب ما يكون من ربّ المجد في عيدهم البهيج هذا!
**أمسيات الصوم في كنيسة الملاك ميخائيل**
تدعوكم كنيسة الملاك ميخائيل إلى أمسية ترنيم وصلاة وتأملات. يحيي الأمسية الأب بيير مصري بمرافقة جوقة الكنيسة المسائية وذلك يوم الأربعاء 24 آذار الساعة السابعة والنصف مساء. الدعوة عامة.
** كتاب جديد لحضرة الأب يوحنا جاموس **
صدر كتاب جديد لحضرة الأب يوحنا جاموس بعنوان ” رسائل لم تُرسل بعد”” يحيي فيه ذكرى أشخاص التقاهم في حياته فأثروا فيه وأحبهم فكتب إليهم رسائله ولكنه لم يرسلها والكتاب كشهادة وحياة. تجدونه في مزار كنيسة القديس جاورجيوس وفي المكتبة الروحية وفي مدرسة العناية.
﴿ هوس “البث المباشر”﴾
مع انتشار وباء كورونا في العالم وتطبيق إجراءات احترازية كحظر الخروج والسفر ومنع الصلوات للحد من انتشار المرض، لجأ البعض إلى ما يعرف بـ “البث المباشر” للصلوات من داخل الكنائس المغلقة. أمر يبدو جيد في مظهره الخارجي بأن يشارك الشعب في الصلوات المرفوعة، لكن يخفي في داخله الكثير من العوارض المرضية والخلل الروحي الذي يجب التحذير منه!!
لاحظ علماء النفس مع استخدام الإنسان لوسائل التواصل الاجتماعي بكثرة عارضاً مرضياً يطلق عليه “Fear of missing out ويعنى الخوف من أن ينساني الناس، فلا بد من أن أكتب شيئًا أو أُحمل صورة أو أنقل “بوست” لأجل أن أثبت حضوري عند أصدقائي فلا أتعرض إلى ألم الشعور بأنه قد أصبحت “منسيًا”، لا يتذكرني أحد، بل على العكس فأنا موجود ولدي الكثير من “المتابعين”.. فهناك الكثيرون الذين يتابعونني ويتابعون أخباري، بل يعبر البعض عن إعجابهم بصورتي، بكلامي، بآرائي.. فأشعر بالارتياح فـ “أنا موجود”، “لم ينساني أحد”. المشكلة تتجذّر في النفس وتتحول إلى إدمان، فأنا في حاجة نفسية للتواجد والشعور بأني موجود ومؤثر في الآخرين وأن الأضواء مازالت مُسلطة عليَّ. المشكلة الأكبر هي الاعتقاد بأن حدود العالم أجمع هي شاشة الموبايلات والأخبار الواردة والبوستات المُتناقلة بين الناس والبث المباشر للأحداث. العيش في عالم افتراضي لا وجود له في الواقع.
هناك أيضًا خللاً روحياً خطيراً للبث المباشر للأحداث والصلوات والعظات، متعلق بالوقوع في التجربة الثانية التي تعرّض لها يسوع في البرية وتنّبه إلى حيلة إبليس فيها. تجربة “الإبهار” فأنا “مبهر جدًا” أمتلك قدرة على الإقناع وقادر على إبهار الناس بكلماتي وصوتي وتأملاتي.
جاء إبليس إلى يسوع وقال له: “إنْ كُنتَ اَبنَ الله فأَلقِ بِنَفسِكَ إلى الأسفَلِ، لأنَّ الكِتابَ يقولُ: يُوصي ملائِكَتَهُ بكَ، فيَحمِلونَكَ على أيديهِم لئلاَّ تَصدِمَ رِجلُكَ بِحجرٍ” (متى 4: 6). كانت أورشليم مكتظة بالحجاج والزائرين فإذا هبط إنسان من أعلى جناح الهيكل أمام الناظرين وجاءت الملائكة لتحمله قبل أن يسقط مترضرضاً على الأرض في السنتيمترات الأخيرة. كيف سترى الناس الحدث الواقع أمام أعينهم؟ سيفكرون أنه شخص خارق، سوبرمان! رفض المسيح أن يأخذ بفكر الشيطان.
أنا “مبهر جداً في أعين الآخرين”، هذا خلل روحي عميق للغاية وفكر غير سليم. العالم في حاجة إلى أيدى مرفوعة للصلاة عن الشعب في الخفاء “أمَّا أنتَ، فإذا صَلَّيتَ فاَدخُلْ غُرفَتَكَ وأغلِقْ بابَها وصَلٌ لأبيكَ الَّذي لا تَراهُ عَينٌ، وأبوكَ الَّذي يَرى في الخِفْيَةِ هوَ يُكافِئُكَ” (متى 6: 6). العالم ليس في حاجة إلى إشباع الرغبات النفسية الغير سوية عند البعض بأن “يراني الناس وأنا أصلي، وأنا أشفق على الفقراء وأساعد المحتاجين”.
صلّوا لأجل الجميع من الناس في الخفاء وارفعوا أيدي التضرّع لأجل أن يتحنّن الله على العالم ويُلهم علمائه في إيجاد حلول ليساعدنا في الشفاء من هذا الوباء. ساعدوا المحتاجين والعاطلين والجوعي دون أن “توثقوا” مساعداتكم بالفيدوهات والصور على وسائل التواصل الاجتماعي. حافظوا على ما بقى من إنسانية الناس “فإذا أحسنتَ إلى أحدٍ فلا تَجْعَلْ شِمالَكَ تَعرِفُ ما تعمَلُ يمينُكَ” (متى 6: 3).