نشرة الأحد 21 تشرين الثاني 2021 – العدد
عيد دخول السيدة العذراء والدة الإله الفائقة القداسة إلى الهيكل – اللحن الأول
بعد شهر تقريباً سيحتفل بعيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح بالجسد، توجه الليتورجيا من اليوم أنظارنا إلى مريم العذراء التي تُقَدَّمْ إلى الهيكل لتستعد لأمومتها الإلهيّة. إن مريم العذراء هي مثال لنا في استعدادها وانتظارها لمجيء المسيح. كلّما تقرّبنا من مريم بصلاتنا وطاعتنا وطهارتنا نتهيأ أكثر فأكثر لنكون على مثالها هيكلا يستقبل المسيح الذي سيولد فينا.
اختارت الليتورجيا إنجيل اليوم لتذكّرنا أن مريم العذراء اختارت مثل مريم أخت مرتا “النصيب الأفضل” الذي لا ينزع منها. اختارت في حياتها على الأرض أن تكون جالسة، على أقدام يسوع تسمع كلامه، وتمتلئ من حضوره…عرفت مريم العذراء أن تجمع بين العمل كمرتا، والصلاة والإصغاء، كمريم أخت مرتا. وقد طبّقت مريم كلام الله الذي سمعته. فنالت ثناء الناس: “طوبى للبطن الذي حملك، وللثديّين اللذين رضعتهما!”. ونالت خصوصاً ثناء يسوع “طوبى للذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها…”
تدعونا الليتورجيا إلى التأمل بقداسة مريم التي عاشت منذ نعومة أظفارها حياة مكرّسة للربّ، حياة حميميّة مع الله، تتقدّس وتُقدّس كل خليقة وتؤلّه الطبيعة البشريّة: “إن القديسة البريئة من العيب، تدخل بالروح القدس إلى قدس الأقداس…وهي ستكون بالحقيقة هيكلا كلّي القداسة لإلهنا القدّوس، الذي بسكناه فيها قدّس كلّ خليقة، وألّه الطبيعة البشريّة الساقطة.”
صلاة الأنديفونة: أَيُّها الربُّ المحبُّ البشر. يا من هو عجيبٌ في قدِّيسيه وينبوعُ كلِّ قداسة. يا من دعانا بأمره الإلهيّ: كونوا قدِّيسينَ لأنّي أنا قدوس. وأفاض في قلوبنا روح القداسة. وجعلنا هياكل له. نسألُ مراحمكَ أنْ تجعلنا أُمناءَ لهذا الروحِ الُمحيي. زتُنيرَ منَّا العقولَ لنُدركَ تدبيركَ الخلاصيّ. ونعملَ بحسبِ ما يُرضيكَ كلَّ أَيَّامِ حياتنا. لأنَّك أنتَ هو مصدر كلِّ قداسة، وإِليك نرفعُ المجد أَيُّها الآبُ والأبنُ والرُّوحُ القُدُس. الآنَ وكلَّ آوانٍ وإلى دَهْرِ الدَّاهرين. آمين
الطروباريات:
1- طروبارية القيامة (اللحن الأول): إنّ الحجرَ ختمَهُ اليهود، وجسدَك الطاهرْ حرسَهُ الجنود. لكنك قُمتَ في اليوم الثالث، أيها المخلّص، واهباً للعالمِ الحياة. لذلك قوّاتُ السماوات هتفتْ إليكَ، يا معطيَ الحياة: المجدُ لقيامتكَ، أيها المسيح. المجدُ لمُلكِكَ. المجدُ لتدبيرِكَ، يا مُحبَّ البشرِ وحدَك.
2- طروبارية لعيد دخول العذراء إلى الهيكل (اللحن الرابع): اليوم فاتحة مسرّة الله، ومقدمة التبشير بخلاص البشر. فإن العذراء تظهر في هيكل الله ببهاء، وتسبق وتبشر الجميع بالمسيح. فلنهتف إليها نحن أيضاً بصوت جهير. السلام عليك يا كمال تدبير الخالق (مرتين).
3- قنداق الختام لدخول السيدة للهيكل (اللحن الرابع): إنّ هيكل المخلّص الأطهر، البتول الحجلة الوافرة الكرامة، وكنز مجد الله المقدس، تدخل اليوم إلى بيت الرب، وتدخل معها نعمة الروح الإلهي. فينشد لها ملائكة الله: هذه هي المظلّة السماويّة.
+ الرسالة لعيد دخول السيدة إلى الهيكل: (عب 9 : 1-7).
+ الإنجيل لعيد دخول السيدة إلى الهيكل:
مرتا ومريم(لو 10: 38-42، 11: 27- 28).
+ ابتهالات إنجيلية:
- أيها الرب يسوع، لقد صارت مريم العذراء حقّاً سيدة كلّ المخلوقات لما أصبحت أم الخالق. وقد استعدّت لامومتها الإلهيّة بدخولها الهيكل. اعطنا أمك أمّاً لنا واجعلنا أهلاً لأن نكون أبناءها– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الرب يسوع، إنّك تدعونا إلى التأمّل بقداسة مريم التي عاشت في الهيكل حياة حميميّة معك. اجعلنا نجلس على أقدامك نسمع كلامك ونمتلئ من حضورك وندخل في سرّك – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الرب يسوع، لقد صارت مريم الهيكل الحقيقي الناطق بقداسة مجدك اجعلنا بدورنا هياكل روحك القدوس. قدّس حياتنا وألِّه طبيعتنا لنمجّدك دوماً إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
+ نشيد العذراء بعد تقديس القرابين (اللحن الرابع): إن الملائكة لمّا شاهدوا دخول الكليّة النقاوة دهشوا، كيف دخلت البتول إلى قدس الأقداس. يا والدة الإله، بما أنّك تابوت نفيس لله. فلا تلمسك يد مدنّسة. أمّا شفاه المؤمنين فتمدحك بغير فتور، هاتفة نحوك بصوت الملاك بابتهاج: أيتها البتول النقيّة: إنك بالحقيقة أسمى رفعة من جميع المخلوقات.
رزنامة الأسبوع
+ الأربعاء 24 تشرين الثاني: تذكار أبينا في القدّيسين اكليمنضوس بابا رومة. وبطرس رئيس أساقفة الأسكندرية.
+ الخميس 25 تشرين الثاني: وداع عيد دخول السيدّة إلى الهيكل. وتذكار القدّيسة العظيمة في الشهيدات كاترينا.
+ السبت 27 تشرين الثاني: وتذكار القدّيس العظيم في الشهداء يعقوب الفارسيّ الملقّب بالمقطّع.
** عيد القدّيسة كاترينا**
بمناسبة عيد القدّيسة كاترينا، تحتفل راهبات سيدة المعونة الدائمة (دير القديسة كاترينا في العزيزية/ مدرسة الفرح) بالقداس الإلهي يوم الخميس الموافق 25 تشرين الثاني وذلك تمام الساعة السادسة مساءً في كنيسة الملاك ميخائيل. يلي القداس تقبل التهاني في صالون الكنيسة. الدعوة عامة.
** إلغاء قداديس الكنائس**
بمناسبة السيامة الأسقفية والتنصيب للأرشمندريت جورج مصري تُلغى كافة القداديس المسائية في كنائس الأبرشية يومي الجمعة والسبت 26 – 27 تشرين الثاني 2021
** عيد القديس شارل دي فوكو**
” يا إلهي، هبني هذا الشعور الدائم بحضورك وأيضاً هذا الحبّ الوَجِل الذي نشعر به إبّان حضور من نحبّه حبّاً جمّاً والذي يجعلنا نقف أمام الشخص الحبيب دون أن نستطيع الكفّ عن النظر إليه”. (الأخ شارل يسوع).
أعلن قداسة البابا فرنسيس يوم الاحتفال الرسمي لتقديس الأخ شارل يسوع في الفاتيكان، وذلك يوم الأحد 15 أيار 2022، وبهذه المناسبة تدعوكم رهبنة أخوات يسوع الصغيرات إلى المشاركة معهن بالذبيحة الإلهيّة في كنيسة القديس ديمتريوس يوم السبت 4 كانون الأول في تمام الساعة السادسة مساء.
كما تدعوكم رهبنة أخوات يسوع الصغيرات إلى أمسية مع روحانية الأخ شارل يسوع وذلك يوم الأربعاء 1 كانون الأول، في ذكرى عيده، في صالة كنيسة القديس جاورجيوس في تمام الساعة الخامسة مساء. وبمشاركتكم تكتمل فرحتنا.
﴿ من هو الأخ شارل؟﴾
ولد شارل سنة 1858 في فرنسا من عائلة مسيحيّة، لما بلغ السادسة من عمره أصبح يتيم الأبّ والأمّ ممّا سبّب له ألماً كبيراً، فاهتمّ به جدّه الذي كان يحبّه ويغمره بحنانه. في الثانية عشرة من عمره هرب من مدينته بسبب الحرب، وعند انتهائه من دروسه انتمى إلى السلك العسكري وأوفد إلى الجزائر عاش فترة شبابه بطيش كبير ولكن بقرارة نفسه كان يشعر بفراغ وحزن عميقين. بعد اهتدائه غيّر حياته، يقول: “حالما آمنت بوجود الله، فهمت أنني لا أستطيع أن أحيا لسواه فدعوتي الرهبانيّة يعود تاريخها إلى ساعة اهتدائي”.
التحق بدير للآباء السكوتيين في فرنسا ثم طلب أن يذهب إلى الدير الأفقر وهو دير الشيخلي في أقبس في سوريا. من خلال علاقاته بالعائلات المسيحيّة المجاورة للدير لمس أوضاعهم الصعبة، فأراد أن تكون حياته كما كانت حياة يسوع في الناصرة.
بعد أن سيم كاهناً في فرنسا، اختار أن يعود إلى الجزائر ليعيش بين القبائل المنعزلة ويشهد باستقباله لهم وإصغائه العميق لحاجاتهم والتزامه بالعيش معهم، بحبّ الربّ لهم. يقول:”رسالتي هي رسالة الطيبة، كل إنسان مهما كان، أودّ أن ينظر إليّ كأخ له”
كان يمضي ساعات طويلة في كنيسته الصغيرة، مصلّياً أمام القربان المقدس، لقد كتب: ” عندما نحبّ، نريد أن نتحدّث دون انقطاع إلى الشخص المحبوب، أن ننظر إليه دون انقطاع. الصلاة ليست غير ذلك. إنها هذا الحوار مع الحبيب.”
علاقته مع يسوع جعلته “مخلّصاً معه”، لم يستطع يوماً فصل حبّه ليسوع عن حبّه للفقراء، يقول: ” لا يوجد كلام في الإنجيل أثّر بالعمق في حياتي وغيّرني أكثر من هذا: “كلّما صنعتم شيئاً من ذلك لواحد من هؤلاء الصغار، فلي قد صنعتموه”. عندما نفكّر في أن الذي تلفّظ بهذه الكلمات هو نفسه الذي قال : “هذا هو جسدي، هذا هو دمي” فبأية قوّة نصبح مدعوّين لأن نبحث عن يسوع ونحبّه في هؤلاء الصغار، هؤلاء الفقراء “.
قاده حبّه إلى منطقة تمنراست حتى يجعل كل الذين يلتقي بهم أن يحبّوا يسوع. تعرف على الطوارق تعلّم لغتهم وألف قاموساً، وقد نُشر بعد وفاته في أربع مجلّدات.
مات في الجزائر وقد بلغ الثامنة والخمسين من العمر، مات وحيداً من دون أن ينجح في تأسيس الرهبنة التي كان يحلم بها. غير أن موته كان تجسيداً حقيقيّاً لتلك الآية من الإنجيل: “إنّ حبّة الحنطة التي تقع في الأرض إن لم تمت تبقَ وحدها. وإذا ماتت، أخرجت ثمراً كثيراً”.
نمت حبّة الحنطة وأعطت ثمارها بوفرة، وأخذت تتكاثر الجماعات العلمانيّة والكهنوتيّة والجماعات الرهبانيّة المنتمية إليه. واعترفت الكنيسة بها مؤيّدة القيم الروحيّة التي عاش بموجبها الأخ شارل. من بين هذه الجماعات المختلفة رهبنة “أخوات يسوع الصغيرات” التي تأسست بعد وفاة الأخ شارل ببضع سنوات على يد الأخت الصغيرة مادلين يسوع.