نشرة الأحد 25 نيسان 2021 – العدد 17
الأحد الرابع للفصح – أحد المخلّع-اللحن الثالث
القيامة حياة جديدة. المسيح القائم من بين الاموات حيّ ويحيا دائماً، إنه يعمل دائماً كأبيه، وهو يقيم كلّ مقعد منّا، أأقعده المرض، أم أقعدته خطاياه، أم شلّته العادات والشرائع والتقاليد الشكليّة.
لا تَعُد تخطأ لئلا يُصيبَك أعظم يوحنا 5/14 |
رأى يسوع المقعد مضجعاً وهو في حالة يائسة. إنّه مقعد منذ زمن طويل، يستحيل الشفاء طبيعيّاً. لم يكن المقعد ينتظر شيئاً من يسوع، لكن يسوع بادره: “أتريد أن تشفى؟” وكان يسوع يريد أن يسمع من فمه تأكيداً على حالته اليائسة بشريّاً.
هذا السؤال يطرحه يسوع علينا “أتريد أن تشفى ؟” ولإعطاء جواب حقيقي لا بدّ أن نكون مقتنعين من حالتنا اليائسة، وأننا بدونه لا نستطيع شيئاً.
إنّ الشفاء والغفران مشاركة بين الله والإنسان، على الإنسان أولاً أن يعي حالته ويقتنع أنّ الشفاء والغفران هما هبة من الله، وأن يقبل تدخل الله، عندئذٍ يعمل الله: يشفي ويغفر. الغفران إذن مشاركة بين الله والإنسان، ويحتاج إلى توبة من الإنسان ونعمة من الله. إنّ عمل يسوع القائم من الموت قد انتقل إلى كنيسته بواسطة الروح القدس. فالكنيسة بواسطة الأسرار تحيي وتشفي وتغذّي وتقدّس وتحرّر الإنسان من كلّ القيود التي تشلّه.
قم واحمل سريرك وامشِ يوحنا 5/8 |
في مطلع القدّاس: يُرنَّم “المسيح قام من بين الأموات، ووطئ الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور (ثلاثاً).
صلاة الأنديفونة: أيّها المسيح إلهنا، المشترِكُ مع الآب والرُّوح القدس في السيادة على الجميع، لقد ظهرتَ بالجسم شافياً الأمراض. وأزلت الآلام وأنرت العُميان. وبكلمتك الإلهيّة أقمت المخلّع المقعد وأمرته بأن يمشي فوراً. فلذلك اذكرنا بكثرةِ رحمتك، وأضئ قلوبنا بصافي نورك، وافتح عيون أذهاننا، وضع فينا خشيةَ وصاياك، لكي نسيرَ سيرة روحيّة، عاملين بكلِّ ما يرضيك. لأنّك أنت نورنا، أيّها المسيح الإله، وإليكَ نرفعُ المجد، وإلى أبيكَ الأزليّ وروحِكَ القدّوس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين. آمين
+ ترنيمة الدخول: في المجامع باركوا الله، الربّ من ينابيعِ شعبه.
خلّصنا يا ابن الله. يا من قام من بين الأموات. نحن المرنّمين لك هلليلويا.
الطروباريات :
1- طروبارية القيامة (اللحن الثالث): لتفرح السماويات، وتبتهج الأرضيات، لأن الربّ صنع عزّاً بساعده، ووطئ الموت بالموت، وصار بِكرَ الأموات، وأنقذنا من جوف الجحيم، ومنحَ العالم عظيم الرحمة.
2- طروبارية القدّيس مرقس الإنجيلي (اللحن الرابع):أَيها الرَّسولُ القدِّيسُ مرقسُ الإنجيليّ. إِشفَعْ إلى اللهِ الرَّحيم. أَن يَهَبَ غُفرانَ الزَّلاَّتِ لنفُوْسِنا.
3- طروبارية شفيع الكنيسة …
4- قنداق الختام (اللحن الثاني): وإن نزلتَ إلى القبر، يا من لا يموت، فقد نقضت قدرة الجحيم، وقُمتَ ظافراً أيها المسيح الإله، وللنسوةِ حاملاتِ الطيب قلتَ افرحنَ، ولرسلكَ وهبت السلام، يا مانح الواقعين القيام.
+ بدلاً من قدّوسٌ الله .. نرنّم: أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم، هلليلويا
+ الرسالة للرسول الإنجيليّ مرقس: (1 بط 5 : 6-14)
+ الإنجيل للأحد الرابع للفصح: شفاء مخلع بيت حسدا (يو 5: 1-15).
† ابتهالات إنجيلية:
- أيها الرب يسوع، لقد قلت للمخلّع: ” أتريد أن تبرأ ؟ ” إنّك تدعونا إلى الخلاص والشفاء والتحرير، بتوجيه نفس السؤال لنا. اجعلنا نلبّي دعوتك، ونعرف حاجتنا إلى الخلاص، والشفاء والتحرير– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، أتيت إلى المخلّع، حيث كان مطروحاً وشفيته، تأتي إلينا حيث نحن، وتحاور قلوبنا وتشفينا. اجعلنا نولد ثانية في فعل خلق جديد، فإنك أنت القيامة والحياة – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، صنعت هذه المعجزة يوم سبت لأنّك ربّ السبت، اعتقنا من الشرائع والعادات والتقاليد الشكليّة التي تشلّنا وتجعلنا بعيدين عنك – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
+ نشيد للعذراء (اللحن الأول): إن الملاك خاطب الممتلئة نعمةً: أيتها العذراء النقيّة افرحي، وأيضاً أقول افرحي لأن ابنكِ قد قام من القبر في اليوم الثالث.
استنيري استنيري يا أورشليم الجديدة، لأن مجد الرب قد أشرق عليكِ. افرحي الآن وتهللي يا صهيون. وأنتِ يا نقيّة يا والدة الإله، افرحي بقيامة ولدِك.
رزنامة الأسبوع
+ الأربعاء 28 نيسان: الأربعاء منتصف الخمسين.
– طروبارية العيد (اللحن الثامن): في انتصاف العيد اسقِ نفسيَ العطشى من مياه التقوى، لأنك يا مخلصُ، هتفتَ بالجميع: إن عطِش أحدٌ فليأتِ إليَّ ويشرب. فيا أيها المسيح الإله، ينبوع الحياة، المجد لك. (ثلاثاً)
– القنداق (اللحن الرابع): في انتصاف العيد الناموسي، أيها المسيح الإله خالقُ الكلّ وسيّدهم، قُلت للحاضرين: هلمّوا استقوا ماء الخلود. فلذلك نسجدُ لكَ ونهتفُ بإيمان: هب لنا رأفتك، فإنّك أنت ينبوع حياتنا.
+ نشيد العذراء (اللحن الثامن): إن البتولية مستحيلةٌ على الأمّهات، والولادة غريبةٌ عن العذارى. وأمّا فيكِ، يا والدة الإله، فقد تمَّ تدبير كلا الأمرين معاً. فلذا، نحن قبائل الأرض، نغبّطكِ بلا فتور.
**حقاً حي **
برعاية سيادة المطران يوحنا جنبرت الجزيل الوقار. تقام أمسية فصحية بعنوان ” حقا حي” تحييها جوقة السلام بأشراف وقيادة الأب ميشيل قندلفت المحترم، وبمشاركة الفرقة الموسيقية المرافقة لهم، وذلك اليوم الأحد 25 نيسان 2021 في مزار كنيسة القديس جاورجيوس- حي العروبة. الساعة 7.30 مساءً. الدعوة عامة.
** عيد العمال**
يحتفل بالقداس الإلهي بمناسبة عيد العمال العالمي وهو العيد الرسمي “لعائلات العاملين المسحيين” وذلك يوم الأحد القادم 2 أيار 2021 في تمام الساعة 6.00 مساءً في كنيسة القديس جاورجيوس في حي العروبة، حيث سيبرز عدد من الأعضاء وعَدهم، وهي دعوة للأعضاء القدامى والمرشدين لمشاركتنا هذه المناسبة. الدعوة عامة.
﴿ في الذكرى المائة والسادسة لمذبحة الأرمن﴾
أن هذا اليوم العزيز على قلوب إخوتنا أبناء الطائفة الأرمنية، الذي يعود بذاكرتهم إلى يوم الرابع والعشرين من عام ١٩١٥ وفيه بدأ اضطهاد غير مسبوق اقترفه العثمانيون تجاه الشعب الأرمني الذي كان مقيم آمنا في دياره، في المناطق الشرقية من السلطنة وحيث راح ضحيته أكثر من مليون ونصف شهيد إضافة إلى مئات آلاف النازحين والمهجرين، قاوموا الاضطهاد ببسالة ولم يقبلوا أن ينصاعوا لرغائب قلوب المستعمرين الأتراك الحاقدة والمملوءة بغضاً وقساوة، فهم بعد أن تسلطوا على البلاد صمّموا على قمع العباد وإزلال كل من لا يقبل أن يتخلى عن أرضه وتاريخه وتراث أجداده وثقافته ودينه وهويته. فكان أن حصلت المذبحة الأليمة التي أدمت قلوب الملايين من أبناء هذا الشعب المناضل وأبعدت عن بلادهم أعدادا لا تحصى من الأسر الأرمنية التي انتشرت في أرجاء المسكونة وفي مدن العالم وفي طليعتهم مدينة حلب الحضارة والرقي، التي فتحت أبوابها وشرعتها لتستقبل عشرات ألاف العائلات التي استطاعت أن تنجو من البطش والإرهاب الذي كان يتهددها في المناطق القريبة من شمال سورية.
منذ مطلع القرن العشرين استوطن جمهور كبير من الأرمن في عدد من المناطق السورية وقد كان عدد الذين اختاروا الاستيطان في مدينة حلب هو الأكبر، حيث قدر بعض الباحثين عددهم آنذاك بقرابة المائة ألف لاجئ، عدد كبير منهم اختار أن يبقى في هذه المدينة فتجذر ونمى وأسس ونجح نجاحا باهراً، ومنهم من غادرها إلى مدن أخرى شرقا وغربا وفي طليعتها العاصمة اللبنانية بيروت. لقد تأقلم الأرمن في حلب وتبنوا تطلعات أبنائها وواكبوا سعيهم نحو التقدم بكل همة وإخلاص ونشاط، مما جعلهم في طليعة الصناعيين والعاملين الذين كان لهم اليد الطولى في التقدم الصناعي المذهل الذي أحرزته هذه المدينة الذبيحة، وقد تحقق هذا النمو اللافت في المدينة، إبان النصف الثاني من القرن ألماضي، فوضع حلب في طليعة المدن الصناعية في منطقة الشرق الأدنى.
لقد فاخر الأخوة الأرمن مع سائر أبناء مدينتنا، سنة بعد سنة، معتزين بالمكانة التي احتلتها حلب في المنطقة، وضاعفوا فيها استثماراتهم وأنشطتهم الاقتصادية، واثقين من المستقبل الواعد المنتظر، والذي كان من شأنه إن حصل أن يضع المدينة في قمة التفوق والازدهار. لكن ولسوء الطالع، حلت ببلادنا الحبيبة الكارثة، وأتانا في العقد الثاني من هذا القرن الجديد، ربيع عربي مزعوم، ربيع التآمر على سورية والشر، ليضرب مقدرات الشعب، معتديا على المواطنين وممتلكاتهم وليهدم مقومات عيشه بسرقة المصانع وبحرق المحاصيل الزراعية وتهديم المدارس والمشافي وبتخريب بيوت الناس. فكان بالنتيجة أن غادر عدد كبير من أبناء المدينة وبينهم أكثر من نصف المواطنين الأخوة الأرمن، بعد أن تهددهم مجدداً، الغازي عينه الذي كان قد نكل بأسلافهم لمئة سنة خلت. وإن هذه الهجرة هي كارثة ثانية وقعت على مدينتنا الحبيبة بعد أن هدم في السنوات القليلة الماضية معالمها أجرام المعتدين.
لقد غادرنا، مع من غادر، عدد كبير من الفنيين الأرمن البارعين والمهنيين المميزين والصناعيين المقدامين، وحرموا مدينتهم من عناصر مؤهلة بارعة نشيطة يحتاج إليها الوطن في هذه المرحلة المفصلية الدقيقة من تاريخه أيما احتياج. ونحن إذ نتمنى أن نرى الذين غادروا حلب من أبناء الطائفة الأرمنية العزيزة يعودون ليضموا أيديهم إلى أيادي العاملين على إعادة بناء الوطن الحبيب، لا يسعنا إلا أن نحييهم داعين لهم بالتوفيق والنجاح أينما حلوا، وشاكرين إياهم على كل ما كانوا قد قدموه سابقا لمدينتنا التي تحبهم وتقدر عطاءاتهم كل التقدير.
ولا يسعنا في هذا اليوم الأليم إلا أن نقدم لإخوتنا الأرمن التعازي على الذين فقدوهم من أسلافهم في أولى وأبشع مجازر القرن العشرين، مذكرين إياهم بأن هؤلاء الأكارم قد استشهدوا وأن الشهداء هم أنبل أهل الدنيا، وأنهم ضحوا وماتوا إخلاصا لإيمانهم وفي سبيل كنيستهم الأرمنية الحبيبة. وفي هذا تعزية كبرى وكل الرجاء!
حلب في 24 نيسان 2021 +المطران يوحنا جنبرت