نشرة الأحد

نشرة الأحد 27 حزيران 2021 – العدد 26

الأحد الخامس بعد العنصرة- شفاء المعتريَين- اللحن الرابع

أوضح لنا بولس الرسول أن تدبير الله هو خلاص الناس أجمعين، أيهوداً كانوا أم وثنييّن. استحق جميع الناس غضب الله بسبب الخطيئة، غير أن الله بمحبته العظيمة ورحمته الوافرة أراد أن ينعم بالخلاص على جميع الناس. فالإنسان أكان يهوديّاً أم وثنيّاً، يعجز عن أن يخلّص نفسه ولا يستطيع أن يدرك البرّ والقداسة والصداقة مع الله. فالبرّ لا يأتيه من الشريعة ولا من أعماله الصالحة، وإنّما من موت وقيامة المسيح. استحقّ يسوع الخلاص لنا بموته وقيامته. يمكننا أن نتقبّل هذا البرّ والخلاص بالإيمان، بالإيمان باللسان، أنّ يسوع ربّ، بالإيمان بالقلب أن الله قد أقام يسوع من بين الأموات. يكلّمنا بولس الرسول عن الإيمان الحيّ المرفق بالمحبّة والرجاء، عكس إيمان الشياطين في إنجيل اليوم المملوء حقداً وحذراً ورفضاً: “ما لنا ولك يا يسوع ابن الله ؟ أجئت إلى ههنا قبل الزمان لتعذّبنا “. لا يريدون الاقتراب من يسوع، ولا اقترابه منهم، لأنهم لا يثقون به وبمحبّته. يعتقدون أنه جاء ليعذّبهم. كذلك أهل المدينة رفضوا يسوع، فإنه يزعجهم وطلبوا منه أن يتحول عنهم.

يُظهر لنا إنجيل اليوم الوجه السلبي للإيمان، الإيمان المائت الذي لا ترافقه الثقة والمحبّة ، إيمان الرفض. ما هو إيماننا نحن اليوم ؟ ما هو موقفنا من يسوع ؟

هل إيماننا حيّ مرفق بالثقة والمحبّة، أم إيمان مائت مرفق بالحذر والحقد والرفض؟ يدعونا يسوع بواسطة كنيسته إلى إيمان حيّ يشهد بالفم أن يسوع ربّ ويشهد بالقلب أن الله قد أقامه من بين الأموات…

صلاة الأنديفونة: يا كلمة الله الابن الوحيد، يا من أمر جميع الناس بأن يُقبلوا إليه ويستقوا ماء الحياة المُطهّر من الخطايا، أروِ بمجاري دمائك نفوسنا العطشى بسبب الخطيئة، وأظهرها حاملةً ثمر الفضائل واملأنا حكمة، واهباً لنا الروح الإلهي. لأنك أنت هو ماء الحياة ونور العالم، وإليك نرفع المجد، وإلى أبيك الأزلي وروحك القدوس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين. آمين

الطروباريات:

1- طروبارية القيامة (اللحن الرابع): إنّ تلميذاتِ الربّ عرفن من الملاك بُشرى القيامة البهيجة، وإلغاء القضاءِ على الجدّين، فقُلن للرسلِ مفتخراتٍ: لقد سُلب الموت، ونهض المسيح الإله، واهباً للعالم عظيم الرحمة.

2- طروبارية شفيع الكنيسة…

3- قنداق الختام (اللحن الثاني): يا نصيرة المسيحيين التي لا تخزى ووسيطتهم الدائمة لدى الخالق، لا تُعرضي عن أصوات الخطأة الطالبين إليك. بل بما أنكِ صالحة بادري إلى معونتنا نحن الصارخين إليكِ بإيمان: هلمّي إلى الشفاعة، وأسرعي إلى الابتهال، يا والدة الإله المحامية دائماً عن مكرميكِ.

+ الرسالة للأحد الخامس بعد العنصرة : (رو 10 : 1-10).

+ الإنجيل لأحد الخامس بعد العنصرة: شفاء المعتريَين (متى 8: 28-1:9).

† ابتهالات إنجيلية:

  •  أيها الربّ يسوع، لقد صاح الرجلان: “ما لنا ولك يا ابن الله، أجئت إلى ههنا لتعذّبنا؟” فنصرخ نحن إليك: تعال أيها الربّ يسوع وأجعل سكناك في قلوبنا وفي كنائسنا وفي وطننا، فأنك أنت فرح حياتنا وكنز قلبنا إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
  • أيها الربّ يسوع، لقد طلب إليك أهل تلك البقعة أن تتحول عن تخومهم، فنسألك نحن أن تأتي إلينا وتبقى معنا لتخلّصنا من روح الشرّ الكامن فينا. وتحرّرنا من الخطيئةإليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
  • أيها الربّ يسوع، إن حضورك في حياتنا هو مصدر فرح وقوّة وحريّة، فأجعل أن يكون حضورنا في حياة أخوتك شهادة لمحبّتك ولخلاصك – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.

رزنامة الأسبوع

+ الاثنين 28 حزيران: نقل رفات القدّيسين الصانعي العجائب  كيروس ويوحنا.

+ الثلاثاء 29 حزيران:  تذكار القدّيسين المجيدين والرسولَين الزعيمين بطرس وبولس الجديرين بكل مديح، ستشهد الرسولان في رومة في عهد نيرون سنة 67. بطرس قتل مصلوباً ورأسه إلى أسفل. وبولس قطع رأسه بالسيف لأنه كان مواطناً رومانياً.

+ الأربعاء 30 حزيران: محفل مقدّس إكراماً للقدّيسين المجيدين الرسل الاثني عشر الجديرين بكل مديح.

+ الخميس 1 تموز: تذكار القدّيسين الصانعي العجائب الزاهدين في المال قزما ودميانوس.

+ الجمعة 2 تموز: وضع ثوب سيّدتنا والداة الإله الفائقة القداسة الكريم في فلاخرني.

+ السبت 3 تموز: تذكار القدّيس الشهيد ياكنثوس. وأبينا في القدّيسين أناطوليوس رئيس أساقفة القسطنطينية.

أيها الأبناء الروحيون

          من تعاليم الكنيسة المقدّسة وتقاليدها الشريفة أن يتصرّف المؤمنون والمؤمنات في الكنيسة وخارجها بورع وتعقّل وتقوى الله، ليؤدوا شهادة حقّة لربنا يسوع المسيح، وخاصةً باللباس. فالحشمة مطلوبة دائماً وبشكل خاص في الكنائس، بحيث يتناسب اللباس مع مكان العبادة. فظاهرة عدم التقيّد بإرشادات الكتاب المقدّس بخصوص ما يتعلّق باحتشام بناتنا وسيداتنا داخل الكنائس وخارجها بلباس يليق بنا كمسيحيين، ظاهرة لا تليق بالمؤمنين. طبقاً لما يوصينا به القديس بولس: “وليكن على النساء لباسٌ فيه حِشمة، ولتكن زينتهنَّ بحياءٍ ورزانة لا بشعرٍ مجدولٍ ولؤلؤ وثيابٍ فاخرة، بل بأعمال صالحة تليق بنساءٍ تعاهدنَ تقوى الله” (ا تيمو 2: 9 و10).

** أخوية أم العطايا**

تعاود أخوية ” أم العطايا للسيدات” اجتماعاتها الدورية والقداديس تحت إشراف الأب عماد ضاهر المحترم. وذلك كل يوم سبت اعتباراً من السبت القادم 3 تموز 2021 في كاتدرائية السيدة للروم الكاثوليك- ساحة فرحات، تبدأ المسبحة في تمام الساعة 5.30 يليها القداس مباشرة، الدعوة عامة.

﴿ نحن جسد واحد ﴾

إن سر الأفخارستيا هو سر الأسرار، وموضع التواصل والالتقاء بين المخلص القائم من بين الأموات وشعبه، هو أيضاً سر حضور ملك السماء فيما بيننا تحت أعراض الخبز والخمر، ونحن من خلال هذا السر العجيب نستطيع أن نلتقي الرب يومياً ونتحد به بقدره الله الخلاقة. وفيما يلي ما قاله القديس يوحنا الذهبي الفم في إحدى خطبه:

يريد المسيح أن نصير جسده، لا بالمحبة وحسب، بل بالحقيقة، باختلاطنا بلحمه عينه، هذا هو مفعول الطعام الذي يمنحنا إياه، دليلاً على حبه لنا. يمتزج بنا ويندمج فينا، لنصير معه كياناً واحداً، على مثال اتحاد الجسم بالرأس.

لنضع كل ثقتنا في الله مستسلمين لمشيئته، مهما بدا كلامه مناقضاً لمفهوم عقلنا، وبالأحرى فليخضع لقوله عقلنا وتفكيرنا. هكذا يجب أن نتصرف في ما يتعلق بالأسرار القربانية، لا نقف عند حدِّ ما نراه، بل نتمسك بالقول، فكلام الله لا يخدع، . لقد قال لنا: “هذا هو جسدي”.  فلنثق بكلامه ونُبصره بعين النفس. فإنَّ ما أعطانا المسيح، ليس شيئاً حسياً، حتى ما كان منه حقيقةً ملموسة، هو بكليته من العالم الروحي. كثيرٌ من المسيحيين يقولون اليوم: “ليتني شاهدت شخصه وأبصرت محياه وثيابه وحذاءه!”. والحال أنك تراه وتلمسه وتأكله.

إن ما يقدم لكم الآن لا يصدر عن قوة البشر. فإن يسوع المسيح الذي اجترح هذه الخوارق سابقاً، أثناء العشاء السري. هو عينه يجترحها الآن أيضاً. ونحن خدام الهيكل نقوم هنا مقام خدَّامه، وهو الذي يقدس هذه التقادم ويحوِّلها. فلا يحضرنَّه أي يوضاسٍ أو بخيل.

أني أُعلن لكم وأُوكد وأقول بصوت صارخ: من كان له عدوٌ، لا يتقرّبن من المائدة المقدسة، فيتناول جسد الرب. لا تدنُ؛ وإذا أردت الدنو فامض أولاً للمصالحة، ثم تناول السر. ليس لي هذا الكلام، بل للرب الذي صلب لأجلنا. لكي يصالحك مع أبيه. لم يأبَ بذل الدم والموت. أما أنت، فهل تأبى، لأجل مصالحة أخيك، حتى التلفظ بكلمة أو الأقدام على مواجهته؟ تأمل كلام الرب إلى أمثالك: “إذا وضعت تقدمتك على المذبح، وتذكرت هنالك، إن عليك لأخيك شيئاً … انطلق أولاً وصالح أخاك”.

                                                               يوحنا الذهبي الفم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى