نشرة الأحد 28 آذار 2021 – العدد 13
الأحد السادس من الصوم– أحد دخول الرب إلى أورشليم- الشعانين
اليوم نعمة الروح القدس جمعتنا “مباركٌ الآتي باسم الربّ، هوشعنا في الأعالي“
جمعتنا نعمة الروح القدس لنستقبل الربّ يسوع وهو يدخل إلى مدينة أورشليم وديعاً وظافراً. إن يسوع هو الملك الوديع والمتواضع القلب. ومملكته هي مملكة الحبّ والعطاء. إنه يعرض ملكه، لا يفرضه، يريد أن يكون مَلك قلوبنا. يريد أن يحكم فقط على قلوبنا. يريد أن نقبل بملء حريتنا مشيئته في كلّ شيء. أن نتنازل عن رغباتنا الذاتية. يأتي إلينا ليملك على نفوسنا، ولكي يُقام ملكاً على قلوبنا. إنه يطلب منّا طاعةً وقبولاً داخليين وصميميين.
نحن نعيش اليوم في هذه الحياة وأمامنا خياران علينا الاختيار بينهما. “النور والظلمة”. فإمّا أن نقبل المسيح وملكوته، فنصبح أبناء ملكوت الحبّ والعطاء فنفتح له قلوبنا، ونعترف أنه الملك الوحيد على قلوبنا وحياتنا، ونرفع له تسبيحنا: “هوشعنا في الأعالي، مباركٌ الآتي باسم الربّ…“ ونكون أبناء النور. وإما أن نرفض المسيح وملكوته، ونبقى خارج الملكوت كالكتبة والفرّيسيين فنغلق أمامه قلوبنا، ونصبح أبناء الظلمة.
جمعتنا نعمة الروح القدس أيضاً لنرافق المسيح وهو يحقّق سرّ فصحه تحقيقاً كاملاً. نرافقه في آلامه الخلاصية لنعبر معه إلى القيامة التي هي حياة.
لا يمكن أن نعبر إلى الحياة إلا بالموت عن الذّات، ببذل الذّات، بالمحبة الكاملة له ولإخوتنا “ما من حبٍّ أعظم من أن يبذل الإنسان ذاته عن أحبّائه…”
صلاة الأنديفونة: أيها المسيح الإله، لقد سبقت فرسمت لنا قيامتك الموقرة. لما أنهضت من القبر حبيبك لعازر. فلذلك نحن شعبك المحبوب. نُقدم لكَ التسبيح من أفواه طاهرة. طالبين أن تُؤهلنا لمشاهدة آلامك المقدسة. وقيامتك المجيدة. لأن لك أن ترحمنا وتخلصنا. أيُّها المسيحُ الإله. وإليك نرفع المجد وإلى أبيك الأزليّ وروحك القدوس. الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين. آمين
+ ترنيمة الدخول: مباركٌ الآتي باسم الربّ. الربُّ هو الله وقد ظهر لنا.
خلّصنا يا ابن الله. يا من دخل أورشليم بمجدٍ عظيم. نحن المرنّمين لك هلليلويا.
الطروباريات :
1- طروبارية أحد الشعانين (اللحن الأول): أيُّها المسيحُ الإله، لمّا أقمتَ لَعازر من بينِ الأموات، قبْلَ آلامِكَ، حقَّقْتَ القيامةَ العامّة. لأجلِ ذلكَ نحن أيضاً مثلَ الأطفال، نَحمِلُ علاماتِ الظَفَر، ونصرخُ إليكَ يا غالِبَ الموت: هُوشعْنا في الأعالي، مبارَكٌ الآتي باسمِ الرَّبّ. (2).
2- طروبارية اخرى للعيد (اللحن الرابع): أيُّها المسيحُ إلهُنا. لقد دُفِنَّا معكَ بالمعمودية، فاستحقَقنا بقيامتِكَ الحياةَ الخالدة مُسَبِّحين: هوشعنا في الأعالي، مُبارَكٌ الآتي باسمِ الرَّبّ.
2- قنداق الختام (اللحن السادس): أيُّها المسيحُ الإله، الجالسُ على عرشٍ في السماء، والراكبُ عَفْواً على الأرض. لقد قبِلْتَ تسبيحَ الملائكةِ ونَشيدَ الفِتيانِ، الهاتفينَ إليك: مُبارَكٌ أنتَ الآتي لتُعيدَ دعوةَ آدم.
+ الرسالة لأحد الشعانين: (في 4 : 4-9)
+ الإنجيل لأحد الشعانين: دخول يسوع إلى أورشليم (يو 12: 1-18)
† ابتهالات :
- أيها الرب يسوع، جمعتنا اليوم نعمة الروح القدس، لنهتف لك بمحبة وإيمان، ليساعدنا روحك القدوس على أن يكون إيماننا بكَ ثابتاً، ومحبتنا لك متّقدة، وأمانتنا لك دائمة – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، لقد أفهم الروح القدس الجماهير أن يهتفوا بفرح: ” مبارك الملك الآتي باسم الرب…” السلام في السماء والمجد في العلى ” ليلهمنا روحك الكلّي القداسة أن نقدّم لك بأفواهنا الحمد والشكر والتسابيح حتى يعرف جميع العالم أنك الآتي باسم الربّ – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، الملكُ الذي دخل القدس وديعاً، راكباً على حمارٍ صغير. نطلب إليك أن تملأنا من روحك القدوس، لتكون قلوبنا وديعةً ومتواضعةً، ولكي يساعدنا على أن نعيش آلامك وموتك، لنصل معك إلى مجد القيامة – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
+ نشيد للعذراء (اللحن الرابع): الربُّ هو الله وقد ظهر لنا، فأقيموا العيد وابتهجوا وهلمّوا بنا نعظّم المسيح، وبسُعفٍ وأغصانٍ نهتف نحوه بالتسابيح قائلين: مباركٌ الآتي باسم الربّ مخلّصنا.
** احتفالات الأسبوع العظيم وأحد القيامة المجيدة **
جميع الاحتفالات في كاتدرائية السيدة للروم الكاثوليك في ساحة فرحات وفق البرنامج التالي:
+ الاثنين 29 والثلاثاء 30 والأربعاء 31 آذار: تُقام صلاة الخَتَن (العروس) الساعة 6 مساءً.
+ الخميس 1 نيسان: يوم خميس الأسرار. وفيه أسَّسَ يسوع سِرَّيْ الكهنوت والإفخارستيا. كما تُقام رتبة الغسل الشريف والقدّاس الإلهي في الساعة 3,30 بعد الظهر.
وتُقام رتبة الآلام وقراءة الأناجيل الاثني عشر في الساعة 7 مساءً.
+ الجمعة 2 نيسان: يوم الجمعة العظيمة. وفيه نلتزم بالصوم حتى الظهر علاوة علىالقطاعة عن اللحم.كما تُقام صلاة الساعة التاسعة وصلاة الغروب – تنزيل المسيح عن الصليب- في الساعة9 صباحاً. وفي الساعة 4 بعد الظهر تُقام رتبة جنّاز المسيح ويليه التطواف بالنعش مع المؤمنين.
+ السبت 3 نيسان: يوم سبت النور. تُقام رتبة تقديس النور وصلاة الغروب وقدّاس السبت العظيم في الساعة5 مساءً.
+ الأحد 4 نيسان: عيد القيامة المجيدة. يَحتفل سيادةراعي الأبرشية برتبة الهجمة وصلاة السَحَر والقدّاس الإلهي في الساعة 7 صباحاً.
**فيلم آلام المسيح **
بمناسبة التهيئة لآلام الرب يسوع الخلاصية وقيامته المحيية، سيعرض فيلم “آلام المسيح”، وذلك يوم الأربعاء 31 آذار الساعة 7.30 مساءً في كنيسة القديس ديمتريوس-تلفون هوائي، يتخلل الفيلم اعترافات لمن يرغب.
** كتاب جديد لحضرة الأب يوحنا جاموس **
صدر كتاب جديد لحضرة الأب يوحنا جاموس بعنوان ” رسائل لم تُرسل بعد”” يحيي فيه ذكرى أشخاص التقاهم في حياته فأثروا فيه وأحبهم فكتب إليهم رسائله ولكنه لم يرسلها والكتاب كشهادة وحياة. تجدونه في مزار كنيسة القديس جاورجيوس وفي المكتبة الروحية وفي مدرسة العناية.
﴿ من التلاشي إلى المجد﴾
“إن المسيح وهو في صورة الله لم يعتبر مساواته لله غنيمة له بل أخلى ذاته واتخذ صورة العبد, صار شبيهاً للبشر واتضع وصار مطيعاً حتى الموت، الموت على الصليب. فرفعه الله وأعطاه اسماً يفوق كلّ اسمٍ لتجثو لاسم يسوع كلّ ركبة في السماء وفي الأرض وتحت الأرض ويشهد كلّ لسان أن يسوع المسيح هو الربّ تمجيداً لله الآب”, (فيليبي 2/6-11).
ما الذي قاد يسوع إلى الآلام والصلب؟
طاعته وحبه لأبيه، ومحبته للإنسان إلى أقصى الحدود. “ما من حبٍّ أعظم من هذا أن يضحي الإنسان بنفسه في سبيل أحبائه” (يوحنا 15/13). وخطّة الآب الخلاصية الناتجة عن حبّه كانت تقتضي أن يرسل ابنه لفداء البشرية: “هكذا أحبّ الله العالم حتى إنه وهب ابنه الوحيد لكي لا يهلك من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا 3/16).
ليس الصليب حدثاً عابراً في حياة يسوع. إنه الغاية والخاتمة لكلّ رسالته: “جئت لألقي ناراً على الأرض وكم أتمنى أن تكون قد اشتعلت، وعليّ أن أقبل معمودية الآلام وما أضيق صدري حتى تتمّ” (لوقا12/49-50).
أنبأ مراراً تلاميذه عن آلامه التي يتقبلها طوعاً. وفي اليوم الثاني من دخوله إلى أورشليم أحد الشعانين صرّح في الهيكل: “جاءت الساعة التي يتمجّد فيها ابن الإنسان… الآن نفسي مضطربة فماذا أقول: يا أبي نجّني من هذه الساعة، لكنّي لهذا جئت وبلغت هذه الساعة”
(يوحنا 12/23-27).
لا يقوم الحبّ إلاّ بالبذل. لو لم يشفق الابن منذ الأزل على شقائنا لما صار إنساناً ولما سلّم ذاته ليصلب “تألّم أولاً ثم نزل وما هو الذي تألّم منه لأجلنا، ما هو ألمه؟ المحبّة هي الألم” (اوريجانس).
النتيجة لهذا التلاشي ليس فقط تمجيد المسيح بل خلاصنا أي تمجيدنا معه نحن جسده السري: “حيث أكون أنا هناك يكون خادمي” (يوحنا 12/26)، “أريدهم أن يكونوا معي حيث أكون ليروا ما أعطيتني من المجد” (يوحنا 17/24)
التدبير الخلاصي لا يلغي الألم بل يعطيه معنى الحبّ والفداء.
دخلنا الأسبوع العظيم الذي يقودنا عبر درب الآلام إلى القيامة.
لنشارك في الاحتفالات الطقسية بتقوى وخشوع. نستمتع بجمال هذه الحفلات، وقد تنتابنا مشاعر عاطفية حسّية والأهم أن نبلغ إلى تفهّم عميق لسرّ الصليب. لندخل في هذا السرّ كي نبلغ إلى فرح القيامة. “ثقوا فقد غلبت العالم” (يوحنا 16/33)
“كان على المسيح أن يعاني الآلام فيدخل في مجده” (لوقا 24/26)
نأمل ربيعاً جديداً لوطننا بعد أن تنقّى بآلامه.
وابتدأ ربيع جديد للكنيسة مع البابا فرنسيس الذي تمّ تنصيبه الثلاثاء الماضي في عيد القديس يوسف. ونصلّي لأجله ولأجل معاونيه كي يحقّق ما يصبو إليه من إصلاح وخدمة في سبيل توطيد ملكوت الله وخير البشرية جمعاء.
المرحوم الأرشمندريت اغناطيوس ديك