نشرة الأحد 28 تشرين الثاني 2021 – العدد 47

الأحد الثالث عشر بعد الصليب-الوصية العظمى- اللحن الثاني
“اليوم العذراء تأتي إلى المغارة…” ابتدأت الليتورجيا تهيئ قلوبنا لاستقبال يسوع ينبوع الحياة الأبديّة… هناك أخطار كثيرة تمنعنا من دخول هذه الحياة، تمنعنا أن نستقبل يسوع، أن ندخله في حياتنا أن نلتصق به ونتبعه. من بين الأخطار خطر الغنى: “حزن الشاب لأنه كان غنيّاً جداً… ما أعسر على ذوي الأموال أن يدخلوا ملكوت الله”. إن المال هو العائق الأكبر دون إتباع يسوع وبلوغ الملكوت. أختبر يسوع وتلاميذه صعوبة إيصال البشرى السارة إلى قلوب الأغنياء. وكان الغنى قوّة شيطانيّة تحول دون دخول الناس ملكوت السموات.
إنّ لقاء الشاب الغني مع يسوع يوضح لنا الجديد في الحياة المسيحية على سؤال الشاب الغني: “ماذا أعمل لأرث الحياة الأبديّة” لا يضيف يسوع إلى حفظ الوصايا عملاً إضافيّاً، وإنّما يطلب إليه أن يتحرّر من أمواله ويتصدّق بها على الفقراء وان يتبعه.
ما يطلبه يسوع من الشاب الغني ومنا صعب لا نستطيعه بقوانا البشريّة وحدها، ولذا نرى الشاب يمضي حزينا ونسمع الجميع يقولون: “فمن يستطيع إذن أن يخلص؟” وكان جواب يسوع: “ما لا يستطاع عند الناس مستطاع عند الله” كلّ شيء مستطاع عند الذي أحبّ العالم فأرسل لنا ابنه ليصير بشراً مثلنا ويملأنا من نعمته الغنية ويفتح الطريق أمامنا لنرث الحياة الأبديّة.
إنّ الله قادر على المستحيل وخلاصنا نعمة منه. إن قدرة الله تبعث الرجاء في القلوب اليائسة.
صلاة الأنديفونة: اللَّهُمَّ يا مَن يشاءُ أن يَنالَ الخلاصَ جميعُ الناس. إِطَّلِعْ وانظُر إلى صلاتِنا ولا تَنبُذْ دُموعَنا. بل اقبَلْ تَنهُّدنا وثِّبتْنا في رحمتك ومحبَّتِك لنا. وأهِّلْنا لأسرارِكَ المقدَّسة. لأَنَّكَ إلهٌ رحيم. وإليك نرفعُ المجد. أَيُّها الآبُ والابنُ والرُّوحُ القُدُس. الآن وكل أَوان وإلى دهر الداهرين. أمين
الطروباريات:
1- طروبارية القيامة (اللحن الثاني): لما نزلتَ إلى الموت، أيها الحياة الخالدة، أمتَّ الجحيم بسنى لاهوتك، ولما أقمت الأموات من تحت الثرى، صرخَتْ جميع قوّات السماويين: أيها المسيح إلهنا، يا معطي الحياة، المجد لك.
2- طروبارية للبارّ استفانوس الجديد (اللحن الرابع): تدرّبت أولاً بالزهد في الجبل، فبدّدت كتائب الأعداء العقليين بسلاح الصليب، أيها الكامل الغبطة، ثم انبريت للجهاد بشجاعة، فقتلت كوبرونيموس بسيف الإيمان، ولكلا الأمرين توّجك الله، أيها الشهيد في الأبرار استفانوس الجدير بالمديح.
3- طروبارية شفيع الكنيسة…
4- قنداق الختام لتقدمة عيد الميلاد (اللحن الثالث): اليوم العذراء تأتي إلى المغارة، لتلد الكلمة الذي قبل الدهور، ولادة تفوق كلّ وصف. فاطربي أيتها المسكونة إذا سمعت، ومجّدي مع الملائكة والرعاة، من شاء أن يظهر طفلاً جديداً، وهو الإله قبل الدهور.
+ الرسالة للأحد السابع والعشرون بعد العنصرة: (أف 6 : 10-17).
+ الإنجيل للأحد الثالث عشر بعد الصليب: الوصية العظمى(لو 18: 18-27).
+ ابتهالات إنجيلية:
- أيها الرب يسوع، المعلّم الصالح ومصدر الحياة الأبديّة والطريق المؤدّي إليها، اجعلنا نكتشف وجهك الحقيقي، وعلّمنا كيف نعد أيامنا، فننفذ إلى قلب الحكمة ونتجرّد عما نملك، ونتصدّق به على الفقراء ونتبعك بفرح– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الرب يسوع، لقد قلت للشاب: “واحدة تنقصك بعد: بع جميع ما تملك وفرّقه على الفقراء فيكون لك كنز في السموات وتعال فاتبعني”، علّمنا أن نحفظ وصاياك لأنها مشيئة أبيك، ونوزع مالنا على الفقراء لأنهم إخوتك، ونتبعك لأنك كنزنا الأوحد – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الرب يسوع، حزن الشاب لأنه كان غنيّاً جدّاً، وقد طلبت منه أن يتخلّى عن كلّ شيء. علّمنا أن نؤمن أن ما لا يستطاع عند الناس مستطاع لديك، مستطاع بوجودك معنا وبوجود أخوتنا معنا. فإن المحبّة أقوى من المستحيل، إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
رزنامة الأسبوع
+الثلاثاء 30 تشرين الثاني:تذكار القدّيس الجدير بكلّ مديح أندراوس الرسول المدعو أولاً.
+ الأربعاء 1 كانون الأول: تذكار القدّيس النبيّ ناحوم.
+ الخميس 2 كانون الأول: تذكار القدّيس النبيّ حبقوق.
+ الجمعة 3 كانون الأول: تذكار القدّيس النبيّ صفنيا.
+ السبت 4 كانون الأول: وتذكار القدّيسة العظيمة في الشهيدات بربارة. وأبينا البارّ يوحنّا اللاهوتي الدّمشقيّ.
** القداس الأول للمتروبوليت جورج مصري**
يحتفل سيادة راعي الأبرشية الجديد المطران جورج مصري بالقداس الاحتفالي الأول يوم الأحد القادم 5/12/2021 في تمام الساعة 11.30 صباحاً في كاتدرائية السيدة للروم الكاثوليك – ساحة فرحات
** أخوية الشفعاء**
تُذكر أخوية الشفعاء بلقائها الذي هو يوم الأحد القادم 5 كانون الأول 2021 في تمام الساعة 5.00 مساءً في مزار كنيسة القديس جاورجيوس.
** عيد القديس شارل دي فوكو**
” يا إلهي، هبني هذا الشعور الدائم بحضورك وأيضاً هذا الحبّ الوَجِل الذي نشعر به إبّان حضور من نحبّه حبّاً جمّاً والذي يجعلنا نقف أمام الشخص الحبيب دون أن نستطيع الكفّ عن النظر إليه”. (الأخ شارل يسوع).
أعلن قداسة البابا فرنسيس يوم الاحتفال الرسمي لتقديس الأخ شارل يسوع في الفاتيكان، وذلك يوم الأحد 15 أيار 2022، وبهذه المناسبة تدعوكم رهبنة أخوات يسوع الصغيرات إلى المشاركة معهن بالذبيحة الإلهيّة في كنيسة القديس ديمتريوس يوم السبت 4 كانون الأول في تمام الساعة السادسة مساء.
كما تدعوكم رهبنة أخوات يسوع الصغيرات إلى أمسية مع روحانية الأخ شارل يسوع وذلك يوم الأربعاء 1 كانون الأول، في ذكرى عيده، في صالة كنيسة القديس جاورجيوس في تمام الساعة الخامسة مساء. وبمشاركتكم تكتمل فرحتنا.
﴿ لم يفتح فاه﴾
يقول اشعيا النبي الذي كتب بين سنتي 740-686 قبل الميلاد عن فداء المسيح على الصليب: “مثل شاة سيق إلى الذبح وكحمل أمام الذي يجزه لم يفتح فاه” (أشعيا 37: 5 أعمال 8: 32).
يسوع في مسيرة آلامه قال كلاما كثيرا. فما معنى قول اشعيا النبي إنه “لم يفتح فاه”؟
1- سياق نص اشعيا يعني أن يسوع *لم يقاوم جلاديه* لأنه بذل ذاته بملء اختياره كما أنبأ هو نفسه تحقيقا لهذه النبوءة.
2- لو قاوم يسوع صالبيه لدل ذلك على أنه لم يكن راغبا في بذل ذاته بملء اختياره ولكان موته عبثا ولأفرغ موته من غايته الخلاصية.
3- يسوع “لم يصرخ معبرا عن تألمه الشديد” ولو فعل لكان ذلك علامة ضعف وخوف ولسخر اليهود منه أضعافا مضاعفة، وشعروا حقا أنهم غلبوا المسيح وقهروه. أما وانه لم يصرخ متذمراً من الألم فهذا يعني أنه رغم صلبه لم يستسلم ولم يعطِ اليهود فرصة ليشعروا أنهم قد غلبوه وانتصروا عليه.
4- لم يصرخ يسوع من الألم علامة أنه لم يهزم أمام اليهود. فيسوع رغم صلبه لم يعط اليهود فرص ليشعروا بالانتصار. وهو، ولا للحظة شعر بالهزيمة أمام أعدائه. لأن فداء الصليب هو انتصار المسيح على إبليس وعالم الشر والخطيئة وعلامة خلاصنا ومغفرة خطايانا، تحقيقا للغاية التي تجسد المسيح من أجلها.
5- الصراخ من الألم هو دليل استغاثة أو اعتراض أو تذمر أو ضعف أو هزيمة. ويسوع لم يضعف ولم ينهزم رغم آلامه المبرحة، ولم يستنجد لا بأبيه السماوي ولم يعترض على مشيئته القدوسة. ولا هو استنجد بأحد من البشر فذلك ينفي أنه يتألم باختياره.
6- كان اشعيا يشير بوضوح كلي إلى أن يسوع هو الذبيحة الحقيقية وحمل الله الفصحي الحامل خطايا العالم. والحمل عندما يذبح لا يصدر أصوات تذمر وألم بل يتألم ويُذبخ وهو صامت.
7- إلهنا تألم حبا بنا حسب قوله “ليس هناك حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه”، وبحسب وقول الإنجيلي أيضا: “هكذا أحب الله العالم حتى إنه بذل ابنه الوحيد”. ولو هو صرخ من شدة الألم أو استغاث أو تذمر، لشكك أعداؤه اليهود بمحبته للبشر.
8- لو كان يسوع شخصا عاديا لكان قد عبر عن غضب وكره وشتيمة ورغبة في الانتقام. أما وأنه بريء وقد أنزل به أعداؤه كل ذلك العذاب، وبقي صامتا، والأعظم أنه لم يضمر ولا ذرة حقد لأحد، فهذا برهان على أنه الإله، لأن مغفرة لا متناهية لا حد لها كهذه لا يقدر عليها سوى الله. وصرخته التي دوت عبر التاريخ: “اغفر لهم يا أبتاه” ليست صرخة بشر بل صرخة إله.