نشرة الأحد 31 كانون الثاني – العدد 5
الأحد 31 كانون الثاني 2021 – العدد 5
أحد الأبن الشاطر – مثل الابن الشاطر – اللحن الثاني
تضعنا الكنيسة، في هذا الأحد، وهو الثاني في زمن التريودي، أمام خطيئة الإنسان من جهة، ومحبّة الله للإنسان من جهة أخرى. تعرض علينا أن نتأمّل في محبّة الله رغم خطيئة الإنسان، لأنّ الله يعتبر الإنسان ابنه مهما كانت خطيئته.
يقدّم لنا يسوع في هذا المثل صورة أبٍ محبٍّ لأبنائه، يقوم بالخطوة الأولى لاستقبال ابنه الصغير الذي بدّد خيراته. حالة البؤس التي وصل إليها هذا الابن هي صورة واقعية لحالة الإنسان الخاطئ ولحالتنا عندما نبتعد عن الله بسبب المعصية.
في الجزء الثاني من المثل، لا يتحوّل الأب إلى قاضٍ، ولا يعاقب ابنه الكبير الذي رفض رجوع أخيه، بل يسأله ويتوسل إليه أن يدخل فيُظهر له أبوّته:” يا ابني أنت معي في كلّ حينً، وجميع ما لي هو لك“. ويدعوه إلى مشاركتهم الفرح والتنعّم بنجاة أخيه من منيّة الغربة وعودته إلى البيت الأبوي سالماً. يُمثل الابن الأكبر الكتبة والفريسيين، وكل واحد منا عندما نرفض إخوتنا. فمهما كانت حياتنا الروحية، مهما كانت علاقتنا مع الله أبينا ومع إخوتنا، فإن أبانا السماوي ينتظرنا ليُدخلنا إلى بيته، إلى وليمته المسيّانية لنفرح ونتنعم مع إخوتنا فنشاركهم فرح رجوعهم. بهذا الرجاء وهذه النفسيّة المنفتحة على الإخوة يمكننا أن نبدأ رحلتنا الصيامية التي توصلنا إلى القيامة، قيامة المسيح التي هي عربون قيامتنا…
صلاة الأنديفونة: يا إله الرحمة والرأفة. يا من لا يشاءُ موت الخاطئ. بل يريده أن يتوب ويحيا. نسألك أن تُنير علينا بوجهكَ وتُرجعنا إليك. نحن الذين خدعهُم العدو وعرّاهم من نعمتكَ. وأن تُعيد إلينا الحُلّةَ الأولى. وتفتح لنا أبوابَ رحمتك الواسعة. فندخُلَ ديارَكَ مع المختارين. ونسبّحَ عِزَّتكَ على الدوام.
لأنكَ أرسلتَ ابنكَ الوحيد غُفراناً للعالمين. وبه نرفعُ إليكَ المجدَ والشكرَ والسجود. أيها الآبُ الأزليُّ. وإلى روحِك القدّوس الصالح والمحيي. الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين.
الطروباريات :
1- طروبارية القيامة (اللحن الثاني): لما نزلتَ إلى الموت، أيها الحياة الخالدة، أمتَّ الجحيم بسنى لاهوتك، ولما أقمت الأموات من تحت الثرى، صرخَتْ جميع قوّات السماويين: أيها المسيح إلهنا، يا معطي الحياة، المجد لك.
2- طروبارية شفيع الكنيسة…
3- قنداق الختام لدخول السيد إلى الهيكل (اللحن الأول): أيها المسيح الإله، يا من بمولده قدّس المستودع البتولي وبارك يدي سمعان كما يليق. لقد بادرت الآن أيضاً وخلّصتنا. فاحفظ رعيتك بسلامٍ في الحروب، وأيّدِ الحكام الذين أحببتهم، أيها المحبّ البشر وحدك.
+ الرسالة لأحد الابن الشاطر : (1 كو 6 : 12– 20)
+ الإنجيل لأحد الابن الشاطر: مثل الابن الشاطر (لو 15: 11-32)
† ابتهالات لما بعد الإنجيل المقدس:
- أيها الربّ الرحيم العطوف، إنّ الحريّة التي وهبتنا إياها، قد أسأنا عيشها بابتعادنا عنك وانغماسنا في ملذّاتنا الدنيويّة. هب لنا بعطفك حريّة أبناء الله لنميّز ما هو صالح لحياتنا معك – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ الرحيم الحنون، لقد أسأنا للحب الذي وهبتنا إياه وبدّلناه بحبّ أرضي زائف مستهلكين أجسادنا مما هو للشرّ. هبنا اليوم شجاعة القرار لنميّز الحبّ الحقيقي عن الحبّ الزائف – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ الرحيم، إنّ حبّك الصادق لي مختلف عن حبّ الآخرين المزيّف، فإنّك وهبت ذاتك لخلاصي. اعطني الشجاعة لأحطّم فيَّ كلّ حبّ زائف أناني – إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
رزنامة الأسبوع
+ الاثنين 1 شباط: تقدمة عيد دخول ربنا وإلهنا يسوع المسيح إلى الهيكل، وتذكار القدّيس الشهيد تريفون.
+الثلاثاء 2 شباط: دخول ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح إلى الهيكل.
ترنيمة الدخول: عرف الربُّ خلاصهُ، كشفَ أمام كلِّ الأُمم عدله.
خلِّصْنا يا ابن الله، يا من حُمل على ذراعي سمعان الصِّدِّيق. نحن المرنِّمين لك هللويا.
طروبارية العيد (اللحن الأول): افرحي يا والدة الإله العذراء الممتلئة نعمة، لأنه منكِ أشرق شمس العدل، المسيح إلهنا، منيراً الذين هم في الظلام، وافرح أنت أيها الشيخ الصدّيق، قابلاً على ذراعيك مُعتق نفوسنا، والمنعم علينا بالقيامة. (3)
قنداق العيد (اللحن الأول): أيها المسيح الإله…
+الخميس 4 شباط: تذكار أبينا البارّ إيسيدوروس البيلوسي.
+الجمعة 5 شباط: وداع عيد دخول المسيح إلى الهيكل، وتذكار القديسة الشهيدة أغاثي.
+السبت 6 شباط: تذكار أبينا البارّ فوكولس أسقف أزمير، وتذكار القدّيس الشهيد إيليان الحمصي.
** مدرسة الفرح الخاصة **
تعلن مدرسة الفرح الخاصة عن حاجتها لمعلم(ة) في مادة اللغة الفرنسية للمرحلة الأبتدائية من حملة الإجازة الجامعية التي تخوّلهم للعمل في هذا المجال. فعلى من يود العمل بهذا الاختصاص الاتصال على الرقم 0964652349.
** الشبيبة العاملة المسيحية**
تعلن عائلات الجوك عن افتتاح باب الانتساب إلى أخويتها.. علماً أنَّ هناك برنامج خاص لأولاد العائلات. للاستفسار والتسجيل الأب يوركي أبيض أو الأخ ميشيل رويق على الرقم 09499575734.
**دورات جديدة في نبني ونستمر**
يعلن المركز المهني لحركة” نبني ونستمر” عن إقامة دورات جديدة في ما يلي:
1) التكييف والتبريد. 2) النجارة العربية.
3) الحدادة الفرنجية. 4) التمديدات الصحية.
علماً أن الطالب الملتزم في هذه الدورات بالنسبة للدوام والتفاعل بشكل جيد مع المدرس والحاصل على تقييم جيد من المدرب في نهاية الدورة سيحصل على مكافأة مالية مجدية في نهاية الدورة مع إمكانية تأمين فرصة عمل للمتدرب. فعلى من يرغب مراجعة المركز أو الاتصال على الهاتف 4643422.
﴿ الأقمار الثلاثة ﴾
تحتفل الكنيسة كل عام في الثلاثين من شهر كانون الثاني بعيد آبائنا في القدّيسين العظام والذين أطلق عليهم لقب الأقمار الثلاثة، كونهم زينوا الكنيسة بفضائلهم وعلّموا أبناءها بكتاباتهم وأناروا لاهوتها بتعاليمهم المتسامية سموّ الكواكب والقمر. والأقمار الثلاثة الذين نعّيد لهم في مثل هذا اليوم هم القدّيس باسيليوس الكبير المعلّم وأبو الرهبان والقدّيس غريغوريوس اللاهوتي اللامع ويوحنا المفوّه الملقب بالذهبي الفمّ لروعة كلماته.
أما القديس باسيليوس، فقد ولد في قيصرية كباذوكيا عام 330 ودرس في كبريات مدن ذلك العصر وكان صديق للقديس غريغوريوس وزميله في الدراسة. اعتزل بعد دراسته في القفار في جوار القيصرية الجديدة. وفي عزلته هذه وتفرّغه للتأمل والصلاة ألف كتاباته الشهيرة التي استقت منها الكنيسة قدراً كبيراً من التفاسير والعلوم اللاهوتيّة وبينها قوانينه الرهبانية مما يسمح بأن يطلق عليه لقب”موضّح الأسرار الإلهيّة” ويعتبره البعض، مؤسّس الرهبانيات، علماً بأن رهبانيات كنيستنا الملكية الثلاث اتخذته لها شفيعاً ومعلّماً. ارتقى إلى سدّة أسقفية قيصرية سنة 370 وتوفي في اليوم الأول من شهر كانون الثاني عام 379.
القديس غريغوريوس اللاهوتي، ولد سنة 329 في اريانزا ودرس مثل صديقه باسيليوس في القيصرية والإسكندرية وأثينا. كان من ألمع وجوه المسيحيّة البارزين في القرن الرابع، علماً ومكانة كنسية، حيث ترأس أساقفة المدينة العظمى في الشرق”القسطنطينية”، وكانت لكتاباته وتعاليمه دور كبير في صراع الكنيسة مع البدعة الآريوسية، وكان من أبرز وجوه آباء مجمع القسطنطينية الذي انعقد في عام 381 وعاد بعد ذلك إلى أريانزا حيث توفي عام 389.
أما القديس يوحنا الذهبي الفم، فهو ابن بلادنا حيث ولد سنة 345 بالقرب من مدينتنا حلب، في أنطاكية الذائعة الصيت في تلك الأزمان. وهو ابن قائد مرموق في الجيش الروماني. ويعرف القديس يوحنا جميعنا، كوننا نحتفل كل يوم برتبة القداس الإلهي المنسوبة إليه. أخذ عن أمه الفاضلة الإيمان والتقوى وعن أبيه الجرأة والصلابة في الصراع. وعكف بمواعظه الشهيرة على تفسير الكتاب المقدس وتدريب المؤمنين على ممارسة فضيلة المحبة ونشر كلمة الحق التي كانت لغته في التعامل وسبب غيظ السلطات المتعنتة التي أنزلت به في نهاية الأمر عقوبة النفي، بعد أن كان قد ارتقى إلى القمّة في حبريته على كرسي القسطنطينية، حيث نفته أفدوكيا زوجة الإمبراطور أركاديوس ورقد في منفاه الأخير كومان، عام 487 ترك لنا مجلدات كثيرة من الأبحاث اللاهوتية والعظات البليغة ما زالت الكنيسة تستفيد من مضامينها حتى اليوم.
وإن الكنيسة إذ تكرمُ هؤلاء الثلاثة العظام تنشدهم في هذا اليوم بهذه التعابير.
طروبارية الأقمار الثلاثة: هلُمُّوا نلتئِمْ ونُكرِّمْ جميعُنا الثلاثةَ الكواكبَ العظيمةَ للاهوتِ الثُّلاثيِّ الشُّموس، التي أنارت المسكونةَ بأشعَّةِ العقائدِ الإلهيَّة، وأَنهارَ الحكمةِ المجريةَ عَسَلاً، التي أروتِ البريَّة كلَّها بجداولِ معرفةِ الله، باسيليوسَ الكبير، وغريغوريوسَ اللاهوتيّ، ويوحنّا الشَّهيرَ الخطيبَ الذهبيَّ النُّطق، ولْنَمْدَحْهُم بالأناشيدِ نحنُ مُحبِّي أَقوالِهم. فإنَّهم يَشفعونَ إلى الثالوثِ فينا دائماً.