نشرة الأحد 5 أيلول 2021 – العدد 36
الأحد الخامس عشر بعد العنصرة- الوصية الأولى والعظمى – اللحن السادس
أجاب يسوع على سؤال عالم الناموس “ما هي أعظم الوصايا” من مقطعين من الكتاب المقدس “أحبب الرب إلهك بكلّ قلبك”. (تثنية 6/5) و”أحبب قريبك كنفسك” (الأحبار 19/18).
ربط يسوع الوصايا والناموس والأنبياء بالمحبّة.
يطلب الربّ أن نحبّ القريب في نفس الاندفاع إلى محبّة الله. فعلينا أن ننظر إلى القريب كما ينظر الله إليه وأن نحبه كما يحبه الله هكذا نكون قد طبّقنا تعاليم الناموس والأنبياء.
“احبب الربّ إلهك بكلّ قلبك، وكلّ نفسك، وكلّ ذهنك” “واحبب قريبك كنفسك”
” بهاتين الوصيتين يتعلّق الناموس كلّه والأنبياء “
ربط يسوع الوصيتين وجعل منهما وصية واحدة. وربط أيضاً بهما الناموس كلّه والأنبياء. فأصبحت الديانة المسيحية ديانة المحبة. فالمحبة توحّد حياتنا وتجعلها بسيطة.
الحياة المسيحية هي أولا محبة الله. والصلاة المسيحية هي تعبير عن محبّتنا البنويّة وتقبل لحبّه الأبوي. محبّة الله هذه تقودنا إلى محبّة القريب.
ينبوع هذه المحبة هي الأفخارستيا: يتجمّع المؤمنون حول مائدة الربّ ليصبحوا حقيقة أبناء وأخوة في الرب يسوع.
لنطلب إلى الربّ أن يقوّي محبّتنا له وللقريب.
إذا تكاثرت النعمة بشكر الأكثرين تفيض لمجد الله .. 2كو 4: 15 |
صلاة الأنديفونة: أيُّها المسيحُ الإِله، النورُ الحقيقيُّ الذي يُنيرُ ويُقدِّسُ كلَّ إنسانٍ آتٍ إلى العالم، ليَرْتسم علينا نورُ وَجهكَ، لنُبصرَ بهِ النورَ الذي لا يُدنى منهُ. سدِّدْ خَطَواتِنا إِلى العملِ بوصاياك. فإِنَّكَ أَنت خَلاصُنا أَيُّها المسيحُ الإِله، وإِليك نرفعُ المجدَ وإِلى أبيك الأزلي وروحك القُدُّوس الصالحِ والمُحيي. الآن وكل آوان وإلى دهر الداهرين. أمين
الطروباريات:
1- طروبارية القيامة (اللحن السادس): إنّ القوّات الملائكيّة ظهرت عند قبرك، فصار الحرّاس كالأموات، ومريم وقفت لدى الضريح طالبةً جسدك الطاهر. فسلبت الجحيم ولم تنلكَ بأذى، ولاقيت البتول، يا واهب الحياة. فيا من قام من بين الأموات، يا ربّ المجد لك.
2- طروبارية النبي زكريا (اللحن الرابع): لما توشحت بحلة الكهنوت أيها الحكيم، قربت بحسب شريعة الله. يا زخريا، محرقات مرضية كما يليق بالكهنة. وصرت كوكباً ومعايناً للأسرار، حاملاً في ذاتك سمات النعمة واضحة. يا كامل الحكمة، وقتلت بالسيف في هيكل الله. فيا نبي المسيح، اشفع مع السابق في خلاص نفوسنا.
3- طروبارية شفيع الكنيسة…
4- قنداق الختام لعيد ميلاد العذراء (اللحن الرابع): إنّ يواكيم وحنّة من عار العقر أُطلقا، وآدم وحوّاء من فساد الموت أُعتقا، بمولدِكِ المقدّس أيتها الطاهرة، فله يعيّد شعبك أيضاً، وقد أُنقذ من تبعة الزلاّت صارخاً إليكِ: العاقرُ تلدُ والدةَ الإله مُغذّية حياتنا.
+ الرسالة للأحد الخامس عشر بعد العنصرة: (2 كو 4 : 6-15).
+ الإنجيل للأحد الخامس عشر بعد العنصرة:
الوصية الأولى والعظمى (متى 22: 35-46).
† ابتهالات إنجيلية:
- أيها الرب يسوع ، افتح قلوبنا على عمل روحك القدوس، لكي يساعدنا على تقبّل نعمتك ومحبّة الله الآب، فنحب من كلّ قلبنا وكلّ نفسنا وكلّ ذهننا ونحبّ قريبنا كأنفسنا– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الرب يسوع، لقد أحببت أباك محبّة كاملة وأحببت كلّ الناس فعلّمنا أن نحبّ الله كأب لنا ولك وأن نحبّ قريبنا كأخ لنا ولك– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الرب يسوع، يا ابن داود وربّه شدّد إيماننا لنشهد بأنك المسيح ابن الله الحيّ ونضع عليك رجاءنا، إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
رزنامة الأسبوع
+ الاثنين 6 أيلول: ذكر الأعجوبة التي جرت في كولوسي على يد ميخائيل زعيم القواد.
+ الثلاثاء 7 أيلول: تقدمة عيد مولد والدة الإله الفائقة القداسة مريم. وتذكار القدّيس الشهيد صوزن.
+ الأربعاء 8 أيلول: ميلاد سيدتنا والدة الإله الفائقة القداسة مريم.
طروبارية العيد (اللحن الرابع): ميلادُكِ يا والدة الإله، بشّر بالفرح المسكونة كلّها. لأنه منكِ أشرق شمسُ العدلِ المسيحُ إلهُنا. فحلّ اللعنةَ، ووهبَ البركة، وأبطلَ الموتَ ومنحنا الحياة الأبدية. (ثلاثاً)
قنداق الختام لعيد ميلاد العذراء (اللحن الرابع): إنّ يواكيم وحنّة…
نشيد العذراء (اللحن الثامن): إنّ البتوليّةَ مستحيلةٌ على الأمَّهات، والولادة غريبةٌ عن العذارى. وأمّا فيكِ، يا والدةَ الإله، فقد تمَّ تدبيرٌ كلاّ الأمرَين. فلذلك نحنُ قبائلَ الأرضِ، نغبِّطُكِ بلا فتور.
+ الخميس 9 أيلول: تذكار القدّيسين الصديقين جدَّي الإله يواكيم وحنَّة. والقدّيس الشهيد سفريانوس.
+ الجمعة 10 أيلول: تذكار القدّيسات الشهيدات مينوذورة ومتروذورة ونمفوذورة.
+ السبت 11 أيلول: تذكار أمّنا البارّة ثيوذورة الاسكندرية.
** أخوية الشفعاء**
تعلم أخوية الشفعاء بأنه تم تأجيل اللقاء من يوم الأحد 5 أيلول وحتى يوم الأحد القادم 12 أيلول في تمام الساعة 5.00 مساءً في مزار كنيسة القديس جاورجيوس.
﴿ هل للحياة معنى؟﴾
إنّ السؤال عن معنى الحياة قد يُلهينا عن طرحه الانشغالُ بأمور المعيشة التي لا تترك لنا مجالاً للتفكير في ما يتجاوز هموم الحياة اليوميّة. لكنّ هذا السؤال لا بدّ من أن يطرحه الإنسان على نفسه عندما يعاني من صعوبات ومضايق أو يصطدم بما يهدّد وجوده، سواء أكان المرض في مختلف أشكاله، أم الموت الذي يُدرِك أنّه سيوافيه عاجلاً أم آجلاً. فالملحد الذي لا يؤمن لا بالله ولا بالحياة الأخرى يكتفي بالقول: لا معنى للحياة إلاّ في البحث عن السعادة في هذه الدنيا، ولا فائدة من التفكير في ما سيحصل للإنسان بعد الموت. هذا الجواب لا يُقنِع المؤمن الذي يُدرِك أنّ الإنسان بما وُهِب من عقل وروح يختلف عن الحيوان الذي يعود إلى العدم بعد موته. وهذا الذي يميّزه عن الحيوان يجعله يشعر في عمق ذاته بأنّه خُلِق لشيء أعظم من هذه الحياة.
إنّ الجواب عن معنى الحياة تعطيه الفلسفة التي ترتكز على العقل البشريّ، كما تُعطيه الأديان التي ترتكز على الوحي الإلهيّ. ويأتي متنوّعًا بتنوّع الفلسفات وتنوّع الأديان، التي تؤمن على وجه العموم بأنّ ثمّة استمرارًا، ولو بوجه جديد، لحياة الإنسان بعد الموت. ونجد في الفلسفات وفي الأديان تعاليم وإرشادات لتنظيم العلاقات بين البشر ليعيشوا في هذه الحياة بأمان وسلام في ما بينهم.
المسيحيّة التي تؤمن بالإله الخالق وبكلمة الله المتجسّد في شخص يسوع المسيح تنطلق من إيمانها هذا لتعطي للحياة معنى خاصًّا يشمل وجود الإنسان على هذه الأرض وحياتَه بعد الموت. فتقول إنّ الله قد خلق الإنسان على صورته ومثاله، وخلقه من فيض محبّته، ليشاركه في حياته الإلهيّة ويكون على هذه الأرض تجسيدًا لمحبّته للبشر. وهذه الصورة الإلهيّة في الإنسان لا يمكن أن تفنى بالموت. فكما أنّ الإنسان خُلِق ليشارك الله في حياته الإلهيّة على هذه الأرض، هكذا بعد الموت يدخل في “حياة أبديّة” هي حياة الله نفسه. هذا الإيمان ليس نتيجة تفكير بشريّ بل يرتكز على حدث التجسّد التاريخيّ الذي به دخل كلمة الله حياة البشر، فصار إنسانًا ليؤلّه الإنسان، وبقيامته من بين الأموات، حوّل زمن الإنسان المائت إلى زمن ممتلئ من حياة الله نفسه.
لقد ظهر يسوع المسيح في حياته تجسيدًا لله. وقد عمل، بقدرة الروح القدس الذي كان ممتلئًا منه، على إنشاء ملكوت الله على الأرض. وهذا ما ظهر في مختلف أعماله من مغفرة للخطايا وشفاء للمرضى وإقامة للأموات. فكان في شخصه حضورَ الله نفسه: فمن رآه رأى الله، ومن سمعه سمع الله. وبعد قيامته أرسل لتلاميذه الروح القدس ليتابعوا على الأرض رسالته في نشر ملكوت الله بحيث يملأ روح الله الناس في عمق كيانهم وفي كلّ أعمالهم. وهكذا يصير الله حاضرًا وفاعلاً على مدى الزمن في تلاميذ يسوع المسيح كما كان حاضرًا وفاعلاً في شخص يسوع المسيح في أثناء حياته على الأرض.
هذا هو جواب المسيحيّة على السؤال: “هل للحياة معنى؟” تؤمن المسيحيّة بأنّ معنى حياة الإنسان، وقد خُلِق على صورة الله ومثاله، يكمن في أن يحيا بالاتّحاد مع الله على هذه الأرض وفي مشاركته حياته الأبديّة بعد الموت. وهذه المشاركة تقتضي من الإنسان أن يكون في حياته على الأرض كما كان يسوع المسيح: تجسيد حضور الله، فيقوم بكلّ أعماله بحسب روح الله، الذي هو روح محبة مع ما تتضمّنه المحبة من رحمة وسلام وفرح وعطاء وبذل للذات. هنا يندرج ما يطلبه يسوع من تلاميذه: “من أراد أن يتبعني فليُنكِرْ نفسَه ويحملْ صليبَه ويتبعْني” (مرقس34:8). وبهذه المحبة يساهم مع المسيح في خلاص العالم. وإنّ مشاركتَه المسيحَ في هذه الحياة تكتمل بمشاركته إيّاه في قيامته من بين الأموات والحياة معه إلى الأبد في المجد الإلهيّ. ثمّ إنّ هذه المشاركة ليست مشاركة فرديّة. فكما أنّ الإنسان كائنٌ اجتماعيّ، كذلك الإنسان الروحيّ كائنٌ عائش في جماعة روحيّة، هي الكنيسة، التي يولَد فيها بالمعموديّة إلى حياة الروح ويتغذّى من أسرارها المقدَّسة. ويُتمّ فيها رسالته مع سائر المؤمنين “لأجل عمل الخدمة في سبيل بنيان جسد المسيح، إلى أن ننتهيَ جميعنا إلى الوحدة في الإيمان وفي معرفة ابن الله، إلى حالة الإنسان البالغ، إلى ملء اكتمال المسيح” (أفسس 12:4-13).
هذا هو جوهر معنى الحياة بالنسبة إلى المسيحيّ. ويتضمّن هذا المعنى أيضًا العملَ مع جميع الناس ذوي الإرادة الصالحة على مختلف أنظمة العالم لتمتلئ هي أيضًا من روح الله، فتنتشر فيها العدالة والرحمة بين جميع الناس. فرسالة الكنيسة لا تقتصر فقط على تجديد حياة أبنائها، بل تتّسع لتشمل حياة جميع خلق الله، وهكذا تتابع إنشاء ملكوت الله الذي بدأه يسوع في حياته على الأرض، حتى يصل إلى اكتماله في نهاية الأزمنة، “ليكون الله كلاًّ في الكلّ” ( 1كورنثس 28:15).
المطران سليم بسترس