نشرة الأحد 5 كانون الأول 2021 – العدد 48
الأحد العاشر بعد الصليب-شفاء المرأة الحدباء- اللحن الثالث
فيما أنظارنا متّجهة إلى العلاء تنتظر الخلاص والتحرير الذي حقّقه المسيح بميلاده وظهوره، تضع الليتورجيا أمامنا هذه المرأة المنحنية، صورة الإنسان الخاطئ الذي تربطه شهواته وميوله الماديّة إلى الأرض فلا يستطيع أن ينظر إلى العلاء .
استرعت هذه المرأة انتباه يسوع وكان يعلّم في أحد المجامع يوم السبت. لم تطلب المرأة منه شيئاً لكن حنان يسوع أمام بؤس الإنسان عظيم. رأى المرأة فدعاها وقال لها: ” يا امرأة، أنت معافاة من مرضك”. ووضع يديه عليها فانتصبت وجعلت تمجّد الله.
استاء رئيس المجمع لأن يسوع أجرى الشفاء يوم السبت. كان رئيس المجمع مقيّداً بشرائع خالية من محبّة الله والقريب مع أن هذه الشرائع جُعلت لخير الإنسان ولعمل الخير.
إنّ حنان يسوع أمام بؤس وضعف الإنسان عظيم، ولهذا هي رسالته: فلذلك نراه يلتفت إلى تلك المرأة المنحنية ليدعوها ويطلقها من أسرها واضعاً يديه عليها، ولم يكترث أن هذا اليوم هو يوم سبت. وما سيسبب من غيظ وسخط المتمسكين بحرفية القوانين والشرائع، فالإنسان أهم من الحرف والشريعة. “وقال لها: يا امرأة: أنت معافاة من مرضك”. إنّ يوم السبت في نظر يسوع هو يوم الخلاص يوم اللقاء بالله والعودة إليه.
استعان يسوع بعادة القرويين المألوفة بالاعتناء بدوابهم حتى يوم السبت ليظهر لهم أن السبت جعل للإنسان لا الإنسان للسبت: “أفما كان ينبغي أن تطلق هذه المرأة من الرباط يوم السبت؟”، استعان يسوع بفطنتهم ليستخلص أن السبت جُعل لعمل الخير، للتحرير والخلاص. إن يوم السبت في نظر يسوع هو اليوم المثالي للخلاص.
رأى الآباء القديسون في تلك المرأة المنحنية رمز البشرية المعذّبة التي جاء يسوع بتجسّده لينقذها ويحرّرها ويوجّه أنظارها إلى السماء.
صلاة الأنديفونة: أَيُّها الربُّ الإله.علِّمنا برَّكَ ووصاياكَ وأحكامكَ. أنرْ عُيونَ أذهاننا وأَبعدْ عن قلوبنا كلَّ ظلام. أنعم علينا بشمس البر. وأحفظ حياتنا بختم روحك القدُّوس سالمةً من الأَذى. فنؤدَّيَ جواباً حسناً لدى منبر مسيحكَ. لأنَّ لك العزَّة ولكَ الملكَ والقدرةَ والمجد. أَيُّها الآبُ والأبنُ والرُّوحُ القُدُس. الآنَ وكلَّ آوانٍ وإلى دَهْرِ الدَّاهرين. آمين
الطروباريات:
1- طروبارية القيامة (اللحن الثالث): لتفرح السماويات، وتبتهج الأرضيات، لأن الربّ صنع عزّاً بساعده، ووطئ الموت بالموت، وصار بِكرَ الأموات، وأنقذنا من جوف الجحيم، ومنحَ العالم عظيم الرحمة.
2- طروبارية للبارّ سابا المتقدّس (اللحن الثامن): بسيول دموعك أخصب القفر العقيم. وبزفراتك العميقة أثمرت أتعابك مئة ضعف. فصرت للمسكونة كوكبا متلألئاً بالعجائب يا أبانا البار سابا. فاشفع إلى المسيح الإله في خلاص نفوسنا.
3- طروبارية شفيع الكنيسة…
4- قنداق الختام لتقدمة عيد الميلاد (اللحن الثالث): اليوم العذراء تأتي إلى المغارة، لتلد الكلمة الذي قبل الدهور، ولادة تفوق كلّ وصف. فاطربي أيتها المسكونة إذا سمعت، ومجّدي مع الملائكة والرعاة، من شاء أن يظهر طفلاً جديداً، وهو الإله قبل الدهور.
+ الرسالة للبارّ سابا المتقدّس : (غل 5 : 22-2:6).
+ الإنجيل للأحد العاشر بعد الصليب: شفاء المرأة الحدباء (لو 13: 10-17).
+ ابتهالات إنجيلية:
- أيها الرب يسوع، إنّك رؤوف طويل الأناة وكثير الرحمة. رأيت المرأة المنحنية لا تستطيع أن تنتصب، فوضعت يديك عليها فاستقامت، تطلع إلى البشرية المنحنية والمعذبة. حرّرها وكلّلها بالرحمة والرأفة فتحمد الله– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الرب يسوع، لقد عظمت رحمتك على الذين يتقونك، تطلع إلى شعبك وحرّره من جميع أشكال الزيف والانسياق وراء المظاهر الخارجية ليكتشف محبتك القائمة ويمجّد اسمك القدوس– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الرب يسوع، لقد رأفت بالذين يلتجئون إلى اسمك القدوس كما يرأف الأب ببنيه، حرّرنا من كل ما يستعبدنا من عادات وشرائع ومواقف خارجية لنكتشف القيمة التي توليها للإنسان، فنعيش كأبناء لك، إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
** أخوية الشفعاء**
تُذكر أخوية الشفعاء بلقائها الذي هو يوم الأحد القادم 5 كانون الأول 2021 في تمام الساعة 5.00 مساءً في مزار كنيسة القديس جاورجيوس.
** قداديس كاتدرائية السيدة للروم الكاثوليك**
تذكركم مطرانية الروم الكاثوليك بأن القداس اليومي في كاتدرائيتنا، كاتدرائية السيدة في ساحة فرحات، في تمام الساعة 8.00 صباحاً وأنَّ قداس يوم الأحد هو في تمام 11.30 صباحاً. يحتفل بالقداس صاحب السيادة المطران جورج مصري راعي الأبرشية.
﴿ كلمة المطران يوحنا جنبرت في تنصيب المطران جاورجيوس مصري على أبرشية حلب﴾
سيادة المتروبوليت جاورجيوس ، مطران حلب وتوابعها الجزيل الوقار
أتوجه إليكم، في هذا اليوم المبارك الذي أسلمكم فيه زمام أمور أبرشيتنا الحبيبة، بالدعاء والبركة، وأودعكم بكل ثقة الأمانة المتوارثة، واضعا بين أيديكم هذا الإرث الثمين والمقدس الذي حرصت كل الحرص على العناية به بإخلاص، طيلة ربع قرن من الزمن ، بعد أن تناقله عدد كبير من الأحبار أسلافنا الطيبي الذكر عبر الأجيال، وقد جاهدوا ببسالة في سبيله، فبعنائهم حفظوه سالما وبعنايتهم وتضحياتهم المباركة من الرب، انموا مقدرات أبرشيتنا الحبيبة، وعززوا مكانة الطائفة، بين الكنائس وسائر مرجعيات محيطنا الحلبي، الدينية والاجتماعية والمدنية على حد سواء.
أيها الأخ الحبيب جاورجيوس، لقد عرفتَني في مطلع رعايتي لأبرشيتنا العزيزة، و منذ أرسلتك إلى الإكليريكية لتتابع تحصيلك العلمي في لبنان ثم في فرنسا، حيث بلغني، في حينه، انك أبليت بلاء حسنا، كما أنك استحصلت على تقدير معلميك ورضاهم أينما حللت. و نمت أواصر القربى بيننا عام ١٩٩٩، يوم منحتك سر الكهنوت المقدس. وازداد تقديري لشخصك الكريم بعد أن رأيت حسن سيرتك وجودة خدمتك الرعائية، فأوليتك ثقتي التامة واخترتك لتكون نائبي العام، خلفا لطيب الذكر الأرشمندريت إغناطيوس ديك رحمة الله عليه، وقمت يا “أبونا” جورج الحبيب بالمهمة على أكمل وجه، وغدوت خير خلف لخير سلف، وقد تفانيت في العمل وعاضدتني في ظروف صعبة للغاية، ظروف الحرب الفتاكة والمرهقة، عاملا بجد وإقدام وكل إخلاص. وأنا إن نسيت فلن أنسى هذه الكلمات اللطيفة، التي وجهتها إلي في مطلع مجلدك الجميل والتي بلغت مني الفؤاد، وقد تعمدتَ، أنت ومعاونوك إصداره في الذكرى الخامسة والعشرين لسيامتي الأسقفية، حيث قلتَ: ” شكرًا لكم من القلب. شكرًا لأنكم عاهدتم ًووفيتم، شكرًا لكل لحظة عمل وجهد بذلتموه، ولكل قطرة عرق انهمرت من جبينكم، ولكل صلاة رفعتموها على نيتنا، ولكل نجاح أو خيبة مررتم بها من أجلنا”، فلا عجب إذاً في أنّ يكون سينودسنا المقدس، الذي عاين اخلاصك ودرايتك، قد اختارك أنتَ التلميذ الوفيَّ والوكيل الأمينَ لكي تصبح، عن جدارة واستحقاقٍ، أسقفاً وخليفة للرسل الأطهار، فتأخذ عني مهمّة خدمة أبرشيتنا العزيزة التي تنتظرُ منكَ التفاني في الرعايةِ الرسوليةِ، ثم العناية بشؤونها الإنسانية ثمَّ الرحمةَ والحنان.
أنا واثق يا سيدنا جورج أنك ستكون راعيا صالحاً، يبذل ذاته عن خرافه، وفق الشعار الذي اتخذته لأسقفيتكَ المباركة، وعلى مثال معلِّمنا يسوع المسيح، يعتبرُ أفراد رعيته من أهل بيته، يُعطيهم الأولويةَ في اهتماماته، يسعى لتأمين كل ما يفيدهم ويجهد للعناية بهم، تماماً كما يفعلُ الأبُ مع أبنائه. واضعاً نُصب عينيه مقولة المعلّم لشاول وهو في طريقه إلى التعدّي على النصارى في دمشق، بما معناه: ” أنا والكنيسةُ واحدٌ”، أنا والجماعةُ التي تضطهدُ واحدٌ، و يغدو الأسقفُ في ذلك أباً لآل بيتِ الله، يسعد لسعادة أسرته الكنسية التي تسري من خلال المحبة، في عروق شخصيته، فتبلغ قلبه لينبض على وتيرة مشاعرها، يرتاح لارتياحها ويتألّمُ لآلامِها ويحزن لأحزانِها. وأجمل إطراء يمكن أنّ يوجِّهه الناس إلى مطران هو أنّ يقولوا له :” يخالُ لنا يا سيدنا وكأنّك أنتَ الأبرشيةُ برُّمتها، أنت تحيا فيها وهي تحيا فيك”. نعم يا سيدنا جورج، إن نمت أو استيقظت، فلتكن الأبرشية في ذهنك وقلبك على الدوام ودون انقطاع، إن عانت فأنت أول من يعاني وأن نشطت فأنت أول من ينشط وإن فرحت فأنت أول من يفرح، “فالمطران والمطرانية واحد” ! هكذا كان الرسل وهكذا على الأسقف أن يكون لكي تسلم الكنيسة فتحيا لتتقدّم وتزدهر، مجداً لله وخيراً للمؤمنين وعزّةً للمجتمع.
نعم يا من كنت نائبي العزيز سابقا، وأخي الحبيب متروبوليت حلب الموقر جاورجيوس اليوم، لقد سَعيتٌ فعلاً، زهاء ربعِ قرن ونيف كما أنت تقول، عاملاً ليل نهار على تحسين أوضاع أبرشيتنا والعناية بأبنائها، فنجحت في بعض المناحي، غير أنني أخفقت في غيرها كما يعلم الجميع. أخفقت في جهودي لتثبيت المسيحيين في حلب على النحو الذي كنت أهوى وبشكل مرضي، يروي ظمأ تطلعات تلامذة المسيح الرسولية، ويقوي الوجود المسيحي في بلاد منشأ الكنيسة حيث جاهدت واستمرت حية ترزق، شاهدة وفضفاضة، طيلة عشرين قرنا من الزمن. كما انه، جراء الخراب الذي حل في مؤسسات الدولة التعليمية بسبب الحرب وحاجتها الماسة إلى الأبنية المدرسية السليمة، استحال علي أمر استعادة مدارسنا التي استولي عليها عفوا ولربما من باب الخطأ، في سنة ١٩٦٧ المشؤومة، غير أنني واثق أنها ستعاد إلينا قريبا، عند انتهاء الضغوطات المفروضة على بلادنا العزيزة ظلما، جراء صمودها المشرف في وجه العدوان. كما وأخفقت أيضاً في تقديم كل ما كنت أتمنى أن أقدمه من عون لتحسين سيرة المؤمنين الروحية وتيسير شؤونهم المعيشية، في زمن تعاظمت فيه الكوارث وكثرت فيه العوائق والموبئات وانتشرت، وتضخمت فيه مصاريف الناس وشحت مداخيل المعيلين.
لربما، يا سيادة راعي الأبرشية الجليل، استطعت خلال السنوات العديدة لويلايتي، بعون الله ونعمته السخية، أن أواكب إخوتي الكهنة في مسارهم الكهنوتي وان أرعى أنشطتهم الرسولية يوما بعد يوم وسنة بعد سنة، في لقاءات متواترة ومشاركة فعالة في احتفالات الأعياد والمواسم الليتورجية، وفي رياضات روحية سنوية واجتماعات كهنوتية أسبوعية، لم تنقطع طيلة سنين خدمتي في الأبرشية ولا مرة واحدة. وبنعمة من الله، استطعت أنّ امنح سر الكهنوت لعدد كبير من الكهنة الصالحين وأن اهتم بالدعوات و بإعداد اكليريكيي الأبرشية على شكل يناسب الرسالة التي تنتظرهم، في مجتمع ينمو ويتطور يوما بعد يوم وينتظر من الكاهن الدراية والقدوة الواعية والصلاح. ولربما استطعت أيضاً أن ادعم سائر الحركات الرسولية الناشطة في الأبرشية على أنواعها وان أشرك بشكل واسع العلمانيين في العمل الكنسي والخدمات الإغاثية، وأن أرمم الكنائس والمدارس وأن أنشئ المعاهد وابني المساكن وأطور مؤسسات الطائفة الخدمية، غير أنَّ ما كان يهمُّني من خلال ذلك كله، إنما هو القيام بواجب الشهادة للمسيح المخلص والعناية بأحبائه من المؤمنين الذين دعاني السيد للاهتمام بهم في هذه الظروف القاسية التي تمر بها بلادنا.
أما اليوم، يا أخي العزيز المطران جاورجيوس، وفي هذه اللحظات المهيبة، لحظات تنصيبك راعيا أصيلا لأبرشيتنا الحبيبة، يسرني ويشرفني أن أسلمك الولاية مودعا بين يديك مقاليد السلطة الكنسية لطائفتنا الكريمة في مدينة حلب العامرة، مذكرا إياك بقدسية المهمة الملقاة على عاتقك وداعيا لك بالصحة وطول العمر والتوفيق. ولتدم رعايتك لسنين عديدة زاخرة بالفلاح والنجاح يا سيد.
مع احترامي ومحبتي الخالصة.
حلب في 28 تشرين الثاني 2021 + المطران يوحنا جنبرت