نشرة الأحد

نشرة الأحد 7 آذار 2021 – العدد 10

الأحد الثالث من الصوم – حمل الصليب – اللحن السابع

نتابع مسيرة الصوم بالصلاة والتوبة وعمل الخير، وبإحياء الإيمان والرجاء والمحبّة . ونتوقف في منتصف الصوم أمام صليب المخلّص لنؤدي السجود له، ولنحمل صليبنا معه لنسير معه إلى القيامة المجيدة.

بعد أن أنبا يسوع بآلامه وموته وقيامته يستخلص النتائج    لتلاميذه:” من أراد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه  ويتبعني “.

يفترض كلام يسوع على هذا النحو أن حياة التلميذ الأصيل تجدّد حياة يسوع فلا بدّ أن يتبعه بالزهد في النفس، المعبر عنه بقبول الصليب وتعريض حياته للخطر في سبيل يسوع والبشارة.

علاقتنا بالله هي علاقة حب، والحب هو فيض من عطاء الذات حسب ما علّمنا المسيح بأقواله وأعماله وبموته على الصليب:” حسب التلميذ أن يصير كمعلّمه”. لا يمكن أن نكون مع المسيح وللمسيح دون أن نكون مثل المسيح. قال الأخ شارل دو فوكو: ” لا يمكن إدراك محبة المسيح دون حاجة ماسة للإقتداء  والتشابه به”. إن الإقتداء بآلام المسيح وبصليبه يتضمن   “قدرة القيامة”.

تذكّرنا الكنيسة في منتصف الصوم بهذه الحقيقة: بدون الصليب لا نستطيع أن       نتبع المسيح .

* في الآحاد الخمسة الأولى من الصوم الأربعيني نحتفل بليترجيا القديس باسيليوس الكبير.

صلاة الأنديفونة: أيها الربّ الإله، يا من رُفع على الصليب طوعاً حبّاً للبشر، ارأف بشعبك المسمّى باسمك، وأعطِ الكنيسة، التي هي جسدُك، أن تفرحَ بقدرتك، وصن جميع الشعوب التي سالمتك يوم صلبك، واجعلنا نحن الذين وُسمنا بشارة الصليب ألاّ نفتخر إلاّ به، حاملين دائماً في قلوبنا وأفكارنا سمات آلامك المقدّسة. لأنّك أنت نورنا وتقديسنا، أيها المسيح الإله، وإليك نرفع المجدَ والشكر والسجود، وإلى أبيك الأزلي وروحك القدّوس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين . آمين

الطروباريات :

1- طروبارية القيامة (اللحن السابع): لاشيت بصليبك الموت، وفتحت للصّ الفردوس، وأبطلت نوح حاملات الطيب. وأمرت رسلك أن يكرزوا مبشّرين بأنّك قد قمت، أيّها المسيح الإله، مانحاً العالم عظيم الرحمة.

2- طروبارية لأحد الصليب (اللحن الأول): خلّص يا رب شعبك وبارك ميراثك، مانحاً العالم السلام، واحفظ بصليبك رعيتك.

3- طروبارية شفيع الكنيسة …

4- قنداق الختام (اللحن الثامن): نحن عبيدكِ يا والدة الإله، نكتب لكِ آيات الغلبة يا قائدةً قاهرة، ونقدّم الشكر لكِ وقد أُنقذنا من الشدائد. لكن بما أن لكِ العزّة التي لا تُحارب، أعتقينا من أصناف المخاطر، لكي نصرُخ إليكِ: افرحي يا عروسةً لا عروس لها.

نبدل النشيد ” قدوس الله…” بنشيد “لصليبك يا سيدنا نسجد ولقيامتك المقدسة نمجد”

+ الرسالة للأحد الثالث من الصوم: (عب4 : 14-6:5)

+ الإنجيل للأحد الثالث من الصوم: حمل الصليب (مر 8: 34-1:9)

† ابتهالات لما بعد الانجيل المقدس:

  •  أيها المسيح المخلّص، منحتنا القوّة والثبات في إيماننا لنحمل صعوباتنا اليوميّة، على مثالك في حمل الصليب، اجعلنا نكتشف الفرح الحقيقي في مسيرتنا معك– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
  • أيها الربّ الإله، منحتنا حياة تفوق الملائكة وأشركتنا في ملكوتك، اجعلنا ندرك قيمة نفوسنا، فلا نضحّي بكرامتنا المسيحيّة ونعرّض سعادتنا الأبديّة للخطر لأجل أمور هذه الدنيا الباطلة– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
  • أيها الربّ إلهي، علّمتني أن الموت عن حبّ الذات هو طريق الحياة، وأنّ الصليب هو سبيل الحياة الفضلى، اجعلني أتبعك إلى الصليب فالقيامة بفرح وزهد– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.

+ نشيد للعذراء (بعد كلام التقديس): إنّ البرايا بأسرها تفرح بكِ يا ممتلئة نعمةً. محافل الملائكة وأجناس البشر لكِ يعظّمون. أيها الهيكل المتقدّس والفردوس الناطق، وفخر البتولية. التي منها تجسّد الإله وصار طفلاً، وهو إلهنا قبل الدهور. لأنه صنع مستودعك عرشاً، وجعل بطنكِ أرحب من السماوات. لذلك يا ممتلئة نعمة، تفرح بكِ كلّ البرايا وتمجّدك.

بعد المناولة ننشد: خلص يا رب شعبك…

**أمسيات الصوم في كنيسة الملاك ميخائيل**

تدعوكم كنيسة الملاك ميخائيل إلى أمسيتَي ترنيم وصلاة وتأملات. يحيي الأمسية الأولى الأب فادي نجّار بمرافقة  جوقة الكنيسة الصباحية وذلك يوم الأربعاء 10 آذار الساعة السابعة والنصف مساءً. كما يحيي الأمسية الثانية الأب بيير مصري بمرافقة جوقة الكنيسة المسائية وذلك يوم الأربعاء 24 آذار الساعة السابعة والنصف مساء. الدعوة عامة.

**معهد دار باسيل**

تعلن مطرانية الروم الكاثوليك عن الانطلاق بدورات مكثفة للغتين الفرنسية والانكليزية في مقر دار باسيل للتدريب السياحي والفندقي (التلل- شارع الراهب بحيرة)، ويقوم بإعطائها أساتذة واختصاصيون مميزون مدة الدورة 10 أسابيع والدروس 3 أيام في الأسبوع. شروط الانتساب: على المتقدم أن يكون حاصل على شهادة الثانوي وما يعادلها. وأن يكون مصمم على المثابرة والالتزام بالدورات. رسم الدورة 25000 ل.س. لمزيد من المعلومات الاتصال على الرقم/2120872/ من الساعة (10-12).

ملاحظة: يمنح حسم 20% لطلاب الكليات والمعاهد.

**قداس وجناز**

نذكر الأخوة المؤمنين بأنه سيقام اليوم 7 آذار 2021 قداس وجناز راحة لنفس المرحوم الأرشمندريت نجيب طوبجي الرئيس العام السابق للرهبنة الباسيلية الحلبية وذلك في تمام الساعة 11.30 صباحاً في كاتدرائية السيدة في ساحة فرحات. الدعوة عامة.

** مركز ديمتريوس التدريسي**

يعلن مركز كنيسة القديس ديمتريوس التدريسي عن افتتاح باب التسجيل لدورة 2021-2022 لشهادة التعليم الأساسي، والشهادة الثانوية (العلمي؛ الأدبي)، للاستفسار والتسجيل الأب يوركي أبيض أو الآنسة جيما نكري على الرقم 0988119693.

﴿ الصيام فسحة للصلاة والتواصل مع الخالق والمخلوق

إن أفضل ما يعطينا إياه الابتعاد عن العالم والتخلي عن الذات ونزواتها بالصيام المبارك، هو متسع من الأجواء الهادئة وفسحة من السكينة، تيسر لنا التسامي عن الأرضيات والتواصل مع الرب من خلال صلاة واعية وعميقة من شأنها أن تقربنا من الله وتهيئ أذهاننا للإنصات إلى إيحاءات روحه، وتنير عقولنا بإشعاعات تعاليمه السماوية، وتفتح قلوبنا لتستقبل عواطف محبته التي تولد فينا رحمة وإحساناً ينسكب سخيا على أعمالنا وعطاءاتنا لكل من هو حولنا من الناس ولكل من يقصدنا.

كما أن ما يوفره لنا الصيام من أجواء صمت وصلاة، حين نتحاشى صرعة يومياتنا المشتتة بسعيها وراء قشور الدنيا وتفاهات الحياة، ينشئ في قلوبنا رجاء ينير أبصارنا المعمية بهموم لا طائل لها وطغيان الماديات الفانية على عقولنا، وهو في الواقع صمت فاعل وخلاق، يؤهلنا لمواجهة التحديات الطارئة التي غالبا ما تقف حجر عثرة تحول دون اتخاذنا القرارات المناسبة لخدمة رسالتنا المسيحية بين الناس. ولذلك نرى انه من  الضرورة بمكان أن نلجأ إلى التخلي عما هو حولنا والانزواء لنركن إلى الصلاة التي توصلنا من خلال الصمت والتأمل إلى التلاقي مع مصدر الصلاح وأب المراحم والخير كله. وهذا ما أوصانا به المعلم الإلهي حين قال لنا:” أما أنت فمتى صليت فأدخل مخدعك، وأوصد الباب، وصل لأبيك الذي هو هناك في الخفية.

وأبوك الذي يرى في الخفية هو يجازيك” (متى 6:6).

فالصيام الذي يحثنا ويدفعنا إلى الانتفاض على خنوعنا للإمساك بزمام أمور حياتنا، يدفعنا في الوقت عينه إلى الترفع عن رغبات جسدنا ونزوات غرائزنا، مما يساعدنا على التحرر شيئا فشيئا من قيود الدنيا التي تحيط بنا، لننفتح على الحياة الإلهية التي تسري في عروقنا، بنعمة الروح القدس،

لتولد فينا المحبة الخالصة للمسيح السيد والرحمة لأخصائه المحتاجين إلينا من بني البشر.

والحق يقال أن زمن الصيام المبارك هو أيضا زمن مؤاتٍ للعودة إلى فضيلة الايمان وقواعدها ولاسيما تلك التي تتصدر الوصايا العشر وكل الوصايا أعني بها مطلع الوصايا العشر: “أنا هو الرب إلهك، لا يكن لك اله غيري والثانية التي تشبهها، كما يقول لنا المعلم، أحبب قريبك كنفسك”. وإن “أحبب قريبك” هو نهج وضعه المسيح لكل من يلتقيه ويود ان يتبعه على طريق الحق والحياة. فالصيام الذي يرشدنا إلى سبل التخلي عن ذاتنا وعن بعض احتياجاتنا لفترة من الزمن يروضنا في الوقت عينه على التضحية التي لا بد منها لتخطي متطلبات أنانيتنا متساميين عنها للمبادرة إلى الاهتمام بالآخرين، وإعطائهم بعض ما أخذناه من ذاتنا، رحمة بهم وأمانة لوصية الذي علمنا سواء السبيل، والذي كان لنا القدوة في وبذل الذات وسخاء العطاء …إلى أقصى الحدود وحتى الفداء.

وإن الصلاة التي هي من مقومات الصيام الصحيح، تشكل منفذاً يلج منه الروح إلى حياتنا التي يكاد يخنق أنفاسها طغيان المادة وجمود عالمنا المعاصر. وأضف إلى ذلك أن التضحية ببعض ما لنا من خيرات ومنافع في زمن الصوم من شأنه أن ييسر لنا أعمال الرحمة والإحسان، وفي هذا تعبير صادق عن محبتنا لله وسبيل أكيد لبلوغ العبادة الحقة التي ينتظرها الرب من المؤمنين به، فهو يطلب منهم الرحمة قربانا لا الذبيحة، كما يقول الكتاب. ولا يخفى على احد أن في ذلك خير للمجتمع على مختلف الأصعدة: الفقراء يرحمون والجياع يشبعون والمحزونون يعزّون والمتخاصمّون يتصالحون والمظلومون ينالون حقوقهم بالعدل والإنصاف. وفي ذلك أيضا خير وخلاص للصائم الذي ينال بالرحمة والاهتمام بالآخرين مرضاة الرب يسوع والجلوس عن يمينه في المجد الخالد مع المختارين، مباركي الآب السماوي.

ليكن صيامكم مرضياً ومباركاً.                

      + المطران يوحنا جنبرت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى