نشرة الأحد 7 تشرين الثاني 2021
الأحد السابع بعد الصليب- إحياء ابنة يائيروس – اللحن السابع
يكلّمنا إنجيل اليوم عن تدخّلين عجيبين من المسيح بظروف مختلفة إذ أبرأ نازفة الدم وأقام أبنة يائيروس. يُظهر إنجيل اليوم أن يسوع هو سيد الحياة والموت. ويكفي اللقاء به بإيمان للشفاء.في القداس تلتقي بيسوع من خلال كلامه ومن خلال جسده ودمه فيشفي أجسادنا ويحقق فينا القيامة الروحيّة.
يشدّد إنجيلنا اليوم على الإيمان. والإيمان حياة. وهو ينمو ويزدهر ويوصل إلى الشفاء والخلاص ويقيم ويحيي. بالإيمان نلتقي بيسوع ونلمسه به وهو يشفينا ويخلّصنا وينمّي إيماننا إذا تركنا له المجال ليعمل فينا. لمست المرأة النازفة ثوب يسوع، وإيمانها يدلّها أنها إن لمست ولو ثيابه برئت فشفيت في الحال. إن قيمة لمس المرأة لثياب يسوع يختلف كلّ الاختلاف عن لمس الشعب الذي يزدحم حول يسوع. إنّه فعل إيمان عملي. إن إيمان هذه المرأة يميّز في يسوع القدرة الإلهيّة على الخلاص. إنه إيمان صامت قوي. غير أن يسوع أراد إظهاره للجموع وتنميته، ففتح حواراً مع المرأة، انتهى بارتماء المرأة على قدميه وسجودها له لتشكره. أما هو فهتف: “يا ابنتي إيمانك خلّصك فاذهبي بسلام، وتعافي من علّتك.”
ونرى أيضاً أحد رؤساء المجمع واسمه يائيروس يرتمي على قدمي يسوع ويسأله ملحّاً: “ابنتي الصغيرة مشرفة على الموت، فتعال وضع يدك عليها لتبرأ وتحيا”. إيمان علني وظاهر أبداه رئيس المجمع بسجوده ليسوع وطلبه أن يضع يده عليها لتبرأ. إنه مؤمن بأن يسوع قادر على شفاء ابنته. وقد ازداد إيمانه برؤية شفاء المنزوفة، غير أن إيمانه أمتحن بخبر موت ابنته، لكن يسوع شجّعه: “لا تخف، آمن فحسب تخلص ابنتك”. أراد يسوع أن ينمّي إيمانه، أن يجعله يؤمن بأنه قادر على إحياء الموتى.
صلاة الأنديفونة: أًيُّها الربُّ الإِله، يا مَن هو مِن طبيعتِهِ صالحٌ وغنيٌّ بالرحمة، أنقذْنا من ظُلمَةِ خطايانا نحنُ المستغيثينَ بِاسمِكَ، وَبَرِّرْنا بالإِيمان، واجعلْنا مُتهلِّلينَ بالنِّعمةِ وعامِلينَ بالرَّجاء، بما أَنَّك مُحبٌّ للبشر. وإليك نرفع المجد، وإلى أبيك الأزلي وروحك القدوس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين. آمين
الطروباريات:
1- طروبارية القيامة (اللحن السابع): لاشيت بصليبك الموت، وفتحت للصّ الفردوس، وأبطلت نوح حاملات الطيب. وأمرت رسلك أن يكرزوا مبشّرين بأنّك قد قمت، أيّها المسيح الإله، مانحاً العالم عظيم الرحمة.
2- طروبارية أبينا البارّ لعازر الصانع العجائب (اللحن الثامن): بسيول دموعك أخصب القفر العقيم، وبزفراتك العميقة أثمرت أتعابُكَ مئة ضعف، فصرت للمسكونة كوكباً متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البارَّ لعازر، فاشفع إلى المسيح الإله في خلاص نفوسنا.
2- طروبارية شفيع الكنيسة…
3- قنداق الختام (اللحن الثاني): يا نصيرة المسيحيين التي لا تخزى ووسيطتهم الدائمة لدى الخالق، لا تُعرضي عن أصوات الخطأة الطالبين إليك. بل بما أنكِ صالحة بادري إلى معونتنا نحن الصارخين إليكِ بإيمان: هلمّي إلى الشفاعة، وأسرعي إلى الابتهال، يا والدة الإله المحامية دائماً عن مكرميكِ.
+ الرسالة للأحد الرابع والعشرين بعد العنصرة: (أف 2 : 14-22).
+ الإنجيل للأحد السابع بعد الصليب: إحياء ابنة يائيروس (لو 8: 41-56).
+ ابتهالات إنجيلية:
- أيها الرب يسوع ، لقد شفيت المرأة النازفة بسبب إيمانها، نطلب إليك من أجل الكنيسة التي تنزف في كثير من البلاد، أن تجعلها بالرغم من ضعفها حارسة للإيمان بالقيامة– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الرب يسوع، لقد شفيت المرأة النازفة بسبب إيمانها، نطلب إليك من أجل جميع الجائعين والعطشين إلى مزيد من العدل والمساواة والمحبّة في هذه الإنسانية النازفة لتجد في جراحاتك على الصليب معنى لآلامها– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الرب يسوع، لقد شفيت المرأة النازفة بسبب إيمانها، نطلب إليك من أجل جماعتنا الأخوية أن تملأنا من روحك القدوس وتشفي أمراضنا وتنهضنا بنعمتك من ظلمة خطايانا لنكون شهود محبّتك ورحمتك في العالم أجمع ، إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
رزنامة الأسبوع
+ الاثنين 8 تشرين الثاني: محفل مقدس لزعيمي القواد ميخائيل وجبرائيل ولسائر القواد التي لا جسد لها.
+ الثلاثاء 9 تشرين الثاني: تذكار أمّنا البارة مطرونة.
+ الأربعاء 10 تشرين الثاني: تذكار القدّيسين الذين في عداد السبعين أولمباس ورفاقه. والقدّيس الشهيد أُورستوس.
+ الخميس 11 تشرين الثاني: تذكار أبينا البارّ ثيوذوروس المعترف الاستودي والقدّيسة الشهيدة استفاني.
+ الجمعة 12 تشرين الثاني: تذكار أبينا في القدّيسين يوحنّا الرحيم رئيس أساقفة الإسكندرية. وأبينا البارّ نيلوس الذي من جبل سيناء. والقدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة يوشافاط رئيس أساقفة بولتسك.
+ السبت 13 تشرين الثاني: تذكار أبينا في القديسين يوحنّا الذهبي الفم رئيس أساقفة القسطنطينية.
**أمسية ترنيم وصلاة ثانية بمناسبة عيد شفيع كنيسة الملاك ميخائيل**
بمناسبة عيد شفيعها، تدعوكم جوقة كنيسة الملاك ميخائيل إلى أمسية ترنيم وصلاة بقيادة الأب فادي نجار المحترم وذلك يوم الجمعة 12 تشرين الثاني الساعة 8 مساءً في كنيسة مار أفرام للسريان الكاثوليك في حي السريان القديمة. الدعوة عامة.
**الأخوة المستفيدين من اللجنة الطبية**
تعلن اللجنة الخيرية للروم الكاثوليك بحلب عن استقبال المراجعين للجنة الطبية يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع في مركز ديمتريوس الصحي (مبنى برج الأمل في الطابق الثالث) أبتداءً من تاريخ غداً الاثنين 8 تشرين الثاني 2021 وذلك من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشر ظهراً. مصطحبين معهم البطاقة الشخصية للمريض والوصفة الطبية الأصلية المختومة من الطبيب والصيدلية والمفقطة بالليرة السورية، وكذلك التحاليل والصور مرفقة بالتقارير المختومة. وشكراً.
﴿ إنجيل الدّينونة: كنتُ غريبًا فآويتُموني (متى 31:25-46).﴾
هل من المعقول أن نذهب إلى جهنّم لمجرّد أننا لم نُطعم الجائع ونؤوي الغريب ونزور المريض؟ ألا يكفي أن نحبّ الله ونحفظ وصاياه ونصلّي ونتوب عن خطايانا؟ وكيف يخلق الله النّاس ضعفاء وعرضة للجوع والمرض ثم يريدنا أن نُصلح ما قد عمله هو؟
وكيف يحاسب الأغنياء والأصحّاء والأقوياء فقط، بينما الجائع والغريب والعريان والمريض والمسجون لا يستطيعون تطبيق كلام هذا الإنجيل؟ فهل يحاسب الربّ الجائع لأنه لم يطعم الجائع، والغريب لأنه لم يؤوِ الغريب، والمسجون لأنه لم يزر المسجون؟
لكن كلّا. الربّ لم يخلق البشر ضعفاء وناقصين، بل هم يحملون طبيعة آدم الساقطة. آدم جائع وعطشان إلى طعام وشراب الفردوس، وغريب لأنه تغرّب عن الله، ومريض بلسعة الحيّة، ومسجون في سجن الخطيئة. فكلّ حيّ على الأرض جوعان وعطشان وغريب وعريان ومريض ومسجون مثل آدم.
لهذا أخذ الربّ يسوع طبيعة آدم ليشفينا من سقطة آدم، فتغرّب عن الفردوس وصار عُرضةً للجوع والعطش والعُري والمرض والسجن والموت، وهذا معنى قوله: “كنت جوعانًا وعطشانًا وغريبًا وعريانًا ومريضًا ومحبوسًا”. وأعطانا خبز جسده وشراب دمه، وردّ غُربتنا لأنه أعاد فتح باب الفردوس الذي أُغلق بالسقطة. وحرّرنا من سجن الخطيئة وعبوديّتها بآلامه وموته وقيامته من بين الأموات.
وجميعُنا سقطنا بالتّساوي، فليس هناك أقوياء وضعفاء، وليس هناك شبعان وجائع. فجميعُنا جياع وعِطاش وغُرباء وعُراة ومَرضى ومَسجونون. ومسؤوليّتنا جميعًا أن نُسعِف بعضنا بعضًا روحيًّا، لنستعيد صورة آدم قبل السقطة ونصير أهلًا لدخول الملكوت. ويكون ذلك من خلال محبّة الله والآخرين، وتبشيرهم بخلاص المسيح، الذي أشبع جوعنا وروى عطشنا وردّ غربتنا وحرّرنا من أمراضنا الروحيّة وأعتقنا من سجن خطايانا.
وليس الجائع والعطشان والغريب والمريض والمسجون شخص بعيد، بل هو “نحن” أولًا. وعلينا أن نعتني بذواتنا روحيًّا، بهذا “الآدم” الذي هو نحن. ثمّ يعتني كلّ واحد منّا بالآخرين على قدر ما في وسعه لكي “نبلغ إلى الإنسان الكامل، إلى ملء قامة المسيح” (أفسس 13:4).
فليس الكلام هنا عن عطاء ماديّ، لأنه ما الفائدة أن نعمل الخير ونطعم الجياع ونحن أشرار ولا إيمان لنا. بل غايةُ كلام الربّ إصلاح سقطتنا، لأجل عودتنا إلى الفردوس. هذا الإنجيل هو إنجيل نموّ وبنيان ومسؤوليّة. المسؤوليّة التي تجعل كلًّا منّا يكبر في المحبّة، ويجعل الآخرين بكبرون. وطبعًا عمل الخير، كإطعام الجياع وزيارة المرضى، هو جزء من هذه المعادلة، لكنّ الأساس الاغتذاء روحيًّا وتغذيية الآخرين، ابتداء من أهل بيتنا. فالرسل القدّيسون رفضوا أن يخدموا الموائد وأقاموا شمامسةً لهذه الخدمة، بينما هم تفرّغوا للصلاة وخدمة الكلمة، لكي يَغتذوا روحيًّا ويُغذّوا الآخرين (أعمال 1:6-4(
والذين أُرسلوا إلى جهنم هم الذين أهملوا وتكاسلوا وتقاعسوا ولم يحملوا مسؤوليّة الاعتناء بأنفسهم روحيّا، ولم يعتنوا بالآخرين، وهذا يعني أنهم كانوا يعملون أمورًا لا تُرضي الربّ. لأنّه يقول “طوبى للعبد الذي أقامه سيّده ليعطي رفاقه العبيد الطعام في حينه”.
غاية كلام الربّ هذا أن ينبّهنا سلفًا، حتى لا نقول إننا لم نعرف على أيّ أساس سوف نُدان. سوف نُدان على مسؤوليّتنا في تنمية أنفسنا روحيًّا، وتنمية الآخرين، ابتداء من أهل بيتنا، فلا نعود جياعًا وعطاشًا وغرباء ومرضى وعُراة ومسجونين، وفي الوقت عينه نُطعم ونروي ونؤوي ونكسو الآخرين، ونحرّرهم من مرض الخطيئة وسجنها. ونحن نعمل كلّ ذلك بالخلاص الذي نلناه بفداء المسيح.
الأب أنطوان يوحنا لطوف