الأحد 7 شباط 2021 – العدد 6
أحد مرفع اللحم – الدينونة العامة – اللحن الثالث
احذروا أن تكون حريتكم سبباً للفناء 1 كور 8/9 |
ترتبط علاقتنا بالله من خلال علاقتنا مع الإنسان أخينا، وبالأخص الإنسان الضعيف المسكين. سهل جداً أن نرفع لله صلواتنا وقلوبنا ونخاطبه معبرين له عن حبنا. سهل جداً أن نصوم ونتقشف، سهل جداً أن نخصص من مالنا وخيراتنا ونهبها للكنيسة من اجل اسم الله. ولكن صعب ان نلتقي بأخينا الإنسان المهمش والفقير الذي وضعه الله في طريقنا.
يسوع يطرح علينا اليوم أسئلة محرجة:
كيف تدّعي أنك محبّ لله؟ أنك تصلي وتصوم! وأنك تهب قلبك لله! مع أني جعت فلم تطعمني! عطشت فلم تسقني! كنت غريباً فلم تأويني! عرياناً فلم تكسني! مريضاً ومحبوساً فلم تزرني!
أي ادّعاء كاذب حبك وصلاتك وصومك وتبرّعك؟
إنّ باب الملكوت هو المحبّة الأخويّة، بالمحبّة نرث الحياة الأبديّة. بالمحبّة ننشر ملكوت الله، بالمحبّة نلتقي بالمسيح وبإخوتنا على هذه الأرض. نلتقي به وجهاً لوجه.
إنّ مصير الإنسان يبنى ويحدد الآن وليس في الآخرة. فلكي يكون صومنا مقبولاً يجب أن تسبقه وترافقه محبّة أخينا التي هي علامة محبّتنا لله.
ليس الخوف من الأعمال السيئة التي يقوم بها الأشرار. ولكن الخوف من الأعمال الصالحة التي لا يقوم بها الأبرار. |
صلاة الأنديفونة: أيها المسيح إلهنا. يا من أرسله الآب. لا ليدين العالم بل ليخلّصَ به العالم. نسأل حنوَّكَ الذي لا قياس لهُ أن تساعدَ ضُعفَنا. وتحدّ من أنانيتنا. فنتعلّم كيف نُطعِمُ الجياع ونكسو العراةَ ونحنو على المتألّمين. ونخدّمُ الجميع بإخلاصٍ حبّاً لكَ. فنستحقَّ أن نسمع من فمك الإلهي: تعالوا يا مباركي أبي. رِثوا الملكَ المعدَّ لكم منذ إنشاء العالم
لأنكَ أنتَ حياتُنا ورجاؤنا. أيها المسيحُ الإله. وإليك نرفعُ المجد والشكر والسجود. وإلى أبيك الأزلي وروحك القدّوس. الصالح والمحيي. الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين.
الطروباريات :
1- طروبارية القيامة (اللحن الثالث): لتفرح السماويات، وتبتهج الأرضيات، لأن الربّ صنع عزّاً بساعده، ووطئ الموت بالموت، وصار بِكرَ الأموات، وأنقذنا من جوف الجحيم، ومنحَ العالم عظيم الرحمة.
2- طروبارية شفيع الكنيسة…
3- قنداق الختام (اللحن الثاني): يا نصيرة المسيحيين التي لا تخزى ووسيطتهم الدائمة لدى الخالق، لا تُعرضي عن أصوات الخطأة الطالبين إليك. بل بما أنكِ صالحة بادري إلى معونتنا نحن الصارخين إليكِ بإيمان: هلمّي إلى الشفاعة، وأسرعي إلى الابتهال، يا والدة الإله المحامية دائماً عن مكرميكِ.
+ الرسالة لأحد مرفع اللحم: (1 كو 8 : 8– 2:9)
+ الإنجيل لأحد مرفع اللحم: الدينونة العامة (متى 25: 31-46)
† ابتهالات لما بعد الإنجيل المقدس:
- أيها الربّ يسوع، إنّ علاقتنا بك مرتبطة بعلاقتنا مع الإنسان أخينا. إجعلنا نُشرك الفقير والجائع بمائدتنا، وأن نستقبل الغريب، وأن نزور المريض والسجين، فنلتقي بكَ– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، إنّ باب الملكوت هو المحبّة الأخوية. ضع في قلوبنا محبة أخينا الإنسان لننشر ملكوتك على الأرض، قبل أن نلتقي بك وجهاً لوجه في ملكوتك السماوي– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
- أيها الربّ يسوع، ما من صومٍ أو طعام يُقرّبنا إليك. إن ما يُقرّبنا إليك هو محبة أخينا الضعيف. وفي يوم الدينونة الرهيب لا تحاسبنا بحسب ضعفنا، بل بحسب رأفتك– إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
رزنامة الأسبوع
+ الاثنين 8 شباط:تذكار القدّيس العظيم في الشهداء ثيوذوروس والقدّيس النبي زخريا.
+ الثلاثاء 9 شباط: تذكار القدّيس الشهيد نيكيفوروس.
+ الأربعاء 10 شباط: تذكار القدّيس الشهيد في الكهنة خارلمبوس الصانع العجائب.
+ الجمعة 12 شباط: تذكار أبينا في القدّيسين ملاتيوس رئيس أساقفة القسطنطينية.
** المناولة الاحتفالية لمركز القديس جاورجيوس **
سيبدأ مركز التعليم في كنيسة القديس جاورجيوس تحضيرات المناولة الاحتفالية لهذا العام. فمن يود المشاركة من أبنائنا طلاب الصفوف الثلث والرابع والخامس مراجعة مركز تعليم الكنيسة بأوقات دوام المركز، أو مراجعة مرشد المركز الأب جوزيف بسيليس على الرقم 0933448928.
** الشبيبة العاملة المسيحية**
تعلن عائلات الجوك عن افتتاح باب الانتساب إلى أخويتها.. علماً أنَّ هناك برنامج خاص لأولاد العائلات. للاستفسار والتسجيل الأب يوركي أبيض أو الأخ ميشيل رويق على الرقم 09499575734. علماً أنه يجب أن يكون سن الأنتساب إلى الأخوية لا يتجاوز 45 سنة.
**دورات جديدة في نبني ونستمر**
يعلن المركز المهني لحركة” نبني ونستمر” عن إقامة دورات جديدة في ما يلي:
1) التكييف والتبريد. 2) النجارة العربية.
3) الحدادة الفرنجية. 4) التمديدات الصحية.
علماً أن الطالب الملتزم في هذه الدورات بالنسبة للدوام والتفاعل بشكل جيد مع المدرس والحاصل على تقييم جيد من المدرب في نهاية الدورة سيحصل على مكافأة مالية مجدية في نهاية الدورة مع إمكانية تأمين فرصة عمل للمتدرب. فعلى من يرغب مراجعة المركز أو الاتصال على الهاتف 4643422.
﴿ نحن لن نيأس ﴾
لفتني مؤخراً خطاب للمطران بولس عبد الساتر رئيس أساقفة الموارنة في مدينة بيروت الذبيحة، جاء فيه هذا التصريح الشجاع والباعث على الصمود أمام نوائب هذه الأيام القاهرة. قال سيادته وبالحرف الواحد:
” نحن لن نيأس وكيف نيأس، ومخلصنا هو يسوع المسيح،” الله معنا”، المنتصر على الشر والموت؟ نحن لن نستسلم، وهدفنا هو خير الإنسان، كل إنسان، وتقديس هذا المشرق؟ نحن لن نرحل من هنا وكيف نرحل، وهذه أرضنا ودماء شهدائنا سقتها وفيها يرقد قديسونا وأحبابنا؟ سنعمل ولن نتعب! سنبقى ولن نرحل! سنستمر ولن نتوقف! لأننا مسيحيو هذا المشرق وعلامات الرجاء والحب فيه!”
هذه الكلمات الرائعة تذكرني بما كان يردّده أباؤنا وأجدادنا عندما يضيق عليهم خناق نوائب الزمن وعثراته، لقد صبروا واحتملوا وضحّوا هم في سبيل بقائنا نحن في هذه الأرض المباركة وهذا الوطن الحبيب. ويروي لنا التاريخ أنهم واجهوا صعوبات جمة ومصائب وأتراح تبعث على الاستسلام لليأس، إلا إنهم شدوا العزيمة ووقفوا واثقين، شعارهم المطبوع في قلوبهم والمحفور على جدران بيوتهم والمخطوط فوق صدور منازلهم منذ مئات السنين:” المسيح معنا فقفوا “.
لربما، اليوم وأمام ما نعانيه من صعوبات معيشية خانقة، نحن أحوج ما نكون إلى استذكار تضحيات أسلافنا لشحذ وعينا وتقبل التضحية والصمود بثبات في هذه الأرض العزيزة التي خلفها لنا أباؤنا وقد دفعوا في سبيل الحفاظ عليها، أثماناً باهظة من الضيق والحرمان والمعاناة لا حاجة لتعدادها في هذا المكان، كون التاريخ شاهد عليها. لقد صبروا وضحوا واحتملوا فكان لهم في ذلك النجاة والفرج والاستقرار والنجاح.
أما نحن فقد ضحينا في هذه الآونة واحتملنا الأمرين وصبرنا على الضيم السنين الطوال، والحمد لله أننا استطعنا أن نستمر إلى الآن، رغم المعاناة الكبيرة ومخاطر الحرب المريعة والعقوبات القاسية وضيق الحال غير المسبوق الذي يكاد يخنقنا. الحق يقال أننا قد أحيينا بذلك ذكرى أسلافنا الأحباء الأفاضل وحققنا آمالهم وأجمل أمانيهم، محافظين على الأرض التي أروتها دماء شهدائنا والقديسين. لقد توصلنا إلى تحقيق ذلك رغم مصاعب جمّة اعترضتنا وعقبات لا تحصى تجاوزناها وآلام مبرحة احتملناها وحرمان مدقع صبرنا على تبعاته المخزية يوماً بعد يوم، متكلين على عون الرب ومتطلعين بثقة وإيمان إلى الفرج الآتي من عند الله الرحمن الرحيم. فلا شك أن الأيام والسنين الآتية سوف تذكر منشدة وتسطر بماء الذهب ما حققناه في سبيل الحفاظ على أغلى ما يكون على قلب الإنسان، مثوى آبائه الغوالي وموطن أبنائه الأحبة.
نحن لم نيأس وقد استطعنا بعون الله ونعمته الوقوف بعزم وواجهنا تحديات العابسين ونجونا. نحن لم ولن نستسلم بل سنعلن جهاراً مع راعي أبرشية بيروت المطران بولس عبد الساتر الأكرم” سنبقى ولن نرحل سنستمر ولن نتوقف”. نعم نحن سنستمر ولن نتوقف عالمين بأن المسيح معنا وهو كما وعد لن يتركنا يتامى. إيماننا بقدرته الفائقة، يعطينا دفعاً ورجاءً بشروق فجر الغد الأفضل وبانحسار الظلام الذي يلفح أيامنا بسحبه الداكنة والظلم الذي حلّ بنا جراء الضغوطات المؤذية غير المسبوقة التي انتابتنا مؤخراً لترهق كاهلنا وتكدّر صفاء عيشنا.
الحق يقال أن الأوضاع المتردية حاليا عطلت أعمالنا وأفقرتنا، ثم حرمتنا من الكثير الكثير من احتياجاتنا المعيشية وضرورات الحياة. ونحن إذ نسأل الله، عزّ وجلّ، أن يرحمنا فيقصر أيام محنتنا وينقذنا من مخاطر جائحة كورونا وتداعيات الأوضاع السياسية المتردية، ندعو أبناءنا إلى مزيد من الصبر على الضيم والثقة بأن الفرج بات قريباً لاسيما وان السياسات الدولية أخذت تتجه نحو مسارات جديدة من شأنها أن تعطي السلام فرصة وتقدّم لحكومتنا الرشيدة مرتكزات تمكنها من إيجاد حلول ناجعة تعيد إلى المواطنين طيب عيشهم وأمنهم وأمانهم. كما أننا نثق بحكمة رئيس البلاد ودرايته المعهودة، ونركن إلى سخائه في بذل ذاته في سبيل المواطنين ونثمن وفرة عطاءاته للخير العام وسعة قلبه وعطفه المعهود على شعبه الممحون، الذي ينتظر منه اليوم، أكثر من أي يوم مضى، وقفة لافتة شجاعة تعيد إلى شبيبتنا آمالها بالمستقبل الزاهر الذي ينتظرها في موطنها الثري الفسيح سورية، والله الذي هو حاميها يمنح قائدها العزم في نضاله الشريف والتوفيق في مساعيه الحميدة والنجاح في خدمة شعبه الحبيب الذي ينتظر منه الرعاية وكل العناية، ليستمر ويحيا عزيزاً و مكرماً في وطنه الجميل المفدّى.
حلب في 6/2/2021 +المطران يوحنا جنبرت