نشرة الأحد

نشرة الأحد 8 آب 2021 – العدد 32

الأحد الحادي عشر بعد العنصرة- العبدّين المدّيونين- اللحن الثاني

المحبّة حليمة مترفقة
     1كو 13/4                    

“إن الله محبّة”، ومن طبيعته المُحبّة أن يغفر، ولكن ذلك ليس من طبيعتنا، ولذا يصعب علينا الغفران. تجسّد المسيح ليرفع طبيعتنا ويجعلها شبيهة بطبيعته. يريد يسوع أن يُدخل حنان الله وغفرانه ورحمته في قلب الإنسان، لكن الإنسان قاسي القلب، يرفض أن يتشبّه بالله.

يُظهر لنا إنجيل اليوم الإنسان الخاطئ كشخص مديون، عاجز عن تأدية ما عليه. إنّه في وضع ميؤوس منه، لا مخرج منه إلاّ رحمة الله وحنانه. يرغب الله برحمته وحنانه أن يغفر للإنسان، أن يترك له الدين إذا ما صرخ إليه الإنسان من أعماق شقائه. هذا ما فعله العبد المديون قائلاً: “يا سيّد، تمهّل عليَّ فأوفيك كلّ ما لك”.  صلّى العبد إلى سيّده، فاستجاب السيّد صلاته. أمام استغاثة العبد، تحنّن السيّد وأطلقه وترك له الدين.

تجعل الصلاة غفران الله حاضراً، غير أنّ هذا العبد قسّى قلبه ولم يستجب طلب رفيقه، وإنّما أمسكه وأخذ بخناقه وطرحه في السجن… ألغت قساوة قلبه صلاته. إنّ قساوة قلب الإنسان تحدّ من رحمة الله اللامتناهية.

توجّه يسوع إلى مستمعيه وختم المثل قائلاً: “هكذا يفعل أبي السماوي بكم إن لم تتركوا كلّ واحد منكم لأخيه زلاّته من كلّ قلوبكم”. يطلب المسيح منّا اليوم أن نقتدي بأبينا السماوي. إنّ الله غفور ورحيم. علينا نحن أيضاً أن نرحم ونغفر، وألاّ نملّ من الغفران. لا شكّ أنّ الغفران أحياناً صعب ولكن إذا تذكّرنا المرّات العديدة التي فيها غفر الله لنا، هل نستصعب بعد ذلك..

صلاة الأنديفونة: أيّها المسيح الإله، يا من تجلّى بمجدٍ على جبل ثابور، وأرى تلاميذه مجدَ لاهوتِه، وقدّس بنوره كلّ المسكونة، أنرنا نحن أيضاً بنورِ معرفتِكَ، واهدِنا سبيلَ وصاياك، وأهِّلنا لأن نَظهرَ وارثين ملكوتك الذي لا انتهاء له. لأنّك أنت وحدك صالح ومحبّ للبشر، وإليكَ نرفعُ المجد، وإلى أبيك الأزلي وروحِكَ القدّوس، الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين. آمين.

+ ترنيمة الدخول:  ثابور وحرمون باسمك يتهلّلان.

                 خلّصنا يا ابن الله، يا من تجلّى على طورِ ثابور، نحن المرنّمين لك هلّلويا.

الطروباريات:

1- طروبارية القيامة (اللحن الثاني): لما نزلتَ إلى الموت، أيها الحياة الخالدة، أمتَّ الجحيم بسنى لاهوتك، ولما أقمت الأموات من تحت الثرى، صرخَتْ جميع قوّات السماويين: أيها المسيح إلهنا، يا معطي الحياة، المجد لك.

2- طروبارية عيد التجلي (اللحن السابع): تجلّيت أيّها المسيحُ الإلهُ على الجبل، فأظهرتَ مجدَكَ لتلاميذِكَ على حَسَبِ ما استطاعوا. فأضِئ لنا أيضاَ نحن الخطأة بنورِكَ الأزلي، بشفاعةِ والدةِ الإله، يا مُعطي النورِ المجدُ لكَ.

3- طروبارية شفيع الكنيسة…

4- قنداق الختام للتجلي (اللحن السابع): تجلّيت أيّها المسيحُ الإلهُ على الجبل. وبقدر ما استطاع تلاميذُك شاهدوا مجدك. لكي يفهموا، إذا ما رأوكَ مصلوباً، أنك تتألّم باختيارك. ويكرزوا للعالم أنك أنتَ حقاً ضياء الآب.

+ الرسالة للأحد الحادي عشر بعد العنصرة: (1كو 9 : 2ب-12).

+ الإنجيل للأحد الحادي عشر بعد العنصرة:

                             مثل العبدّين المدّيونين (متى 18: 23-35).

† ابتهالات إنجيلية:

  •  أيّها المسيح الكلّي الحنان والرأفة، إنّك تتحنّن علينا بكرمٍ ومجّانية، هبنا نعمة روحك القدوس لنعيش نحن أيضاً على مثالك ونسامح من أخطأ إلينا بكرمٍ ومجّانيةإليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
  • أيّها المسيح الكلّي الحنان والرأفة، إنّ كنيستك المقدّسة هي شاهدة لحنانك وغفرانك ورحمتك، اجعلنا نحن أبناء كنيستك أن لا نتخلّى عن هذه الشهادة وأن نكون خدّام المغفرة والمصالحة إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.
  • أيّها المسيح الكلّي الحنان والرأفة، في حياتي اليومية أُغلق قلبي عن رحمة ومسامحة الآخر، ليساعدني روحك القدّوس أن أدرك كم سامحتني وغفرت لي. وليعلّمني أن أسامح من أساء إليّ،إليك نطلب يا رب، فاستجب وارحم.

نشيد لوالدة الإله : يا والدةَ الإِله. إنَّ وِلادتَكِ بَدَت بلا فَساد. لأَنَّ الإلهَ وَرَدَ مُتَجسِّداً من أحشائِكِ. وظهرَ على الأرضِ. وتَرَدَّدَ بينَ الناس. فنحن جميعاً إيَّاكِ نُعظِّم.

رزنامة الأسبوع

+ الاثنين 9 آب: تذكار القدّيس الرسول متيا.

+ الثلاثاء 10 آب: تذكار القدّيس الشهيد لورنسيوس رئيس الشمامسة.

+ الأربعاء 11 آب: تذكار القدّيس الشهيد إِفْيلُوس الشماس.

+ الخميس 12 آب: تذكار القدّيسين الشهيدين فوتيوس وأنيكيتوس.

+ الجمعة 13 آب: نقل رفات أبينا البارّ مكسيموس المعترف. ووداع عيد التجلي.

+ السبت 14 آب: تقدمة عيد رقاد والدة الإله الفائقة القداسة. وتذكار القدّيس النبيّ ميخا. 

** رتبة الباراكليسي**

 بدأت الفترة الاستعدادية لعيد انتقال العذراء مريم إلى السماء حيث تقام في كاتدرائية السيدة للروم الكاثوليك – ساحة فرحات، يوميّاً صلاة الباراكليسي الإبتهاليّة للعذراء، وذلك في الساعة 7.00 مساءً ابتداءً من الاثنين 2 آب 2021. ما عدا يوم الأحد. وحسب التقليد التقوي الموروث لا زال عدد من المؤمنين الأتقياء يلتزمون القطاعة عن أكل الزفر من 1 إلى 14 آب.

**باص مدرسة العناية**

إلى محبّي العذراء مريم ورتبة الباراكليسي، التي تبدأ يوم الاثنين 2 آب حتى 13 منه الساعة 7.00 مساءً في كاتدرائية الروم الكاثوليك (ساحة فرحات). أنَّ باص المدرسة سينقل مجاناً من يحب الاشتراك بالصلاة.

1) الموقف الأول: أمام كنيسة القدّيس ديمتريوس الساعة 6.40 مساءً.

2) الموقف الثاني: أمام كنيسة القدّيسة بربارة الساعة 6.45 مساءً.

3) الموقف الثالث: أمام الهلال الأحمر (كنيسة القدّيس جاورجيوس) الساعة 6.50.

وحتى مدخل شارع التلل.

ولنكن كثيرين لتكريم أمنا العذراء استعداداً لأهم أعيادها: انتقاها جسماً ونفساً إلى السماء (في 15 آب ).

**صلاة غروب لعيد السيدة**

يحتفل سيادة المطران يوحنا جنبرت بصلاة الغروب بمناسبة عيد رقاد والدة الإله الدائمة البتولية يوم السبت القادم 14 آب في تمام الساعة 7.00 مساءً في كاتدرائية السيدة في ساحة فرحات، علماً أن هذا هو العيد الرسمي للأبرشية.

﴿ وتجلّى أمامهم ﴾

عيد التجلّي هو من الأعياد الكبرى في الكنيسة الشرقية. وقد جرت حادثة التجلّي على طور ثابور قرب الناصرة، نفهم هذه الحادثة من حيث علاقتها بشخص المسيح ومجمل عمله الخلاصي. فكل حياة السيّد المسيح كانت تهدف إظهار بشرى الخلاص، وحملها إلى الرسل، وبواسطتهم إلى العالم كلّه، وذلك بطريقة تدريجية.

التجلّي مرحلة هامة في حياة السيّد المسيح وعمله الخلاصي:

  1. انه كان يعيش إنساناً مثل الناس، يقاسمهم الحياة، حلّوها ومّرها.
  2. لكنه الكلمة المتجسّد، الله – عمانوئيل، اعني الله معنا. وقد أظهر على جبل طابور مجده في أبهى مظاهره، وكشف للرسل بمقدار ما استطاعوا عن كونه إلهاً قبل الدهور، دخل في تاريخ البشر، لكي يقودهم إلى الله.
  3. تجلي المسيح لا يظهر فقط إنه إله واحد مع أبيه السماوي، ولكن تجلّيه دعوة موجهة إلى البشر، لكي يصعدوا هم أيضاً إلى جبل التجلي، ويشتركوا في حياة الله عزّ وجلّ.
  4. ويظهر في الجبل المقدّس حول المسيح موسى وإيليا. فالأول هو المشترع الأكبر في العهد  القديم، والثاني من كبار الشخصيات التي لها علاقة بمجيء “الماسيا” المسيح المنتظر. وظهورهما إبان حادثة التجلي يظهر علاقة العهد القديم بالجديد، وكيف أن القديم يهيئ للجديد، ويأخذ كماله فيه، في شخص المسيح وفي الكنيسة التي هي دعوة مفتوحة لجميع البشر لكي يصبحوا أبناء الله وشركاء محّبته وجودته وقداسته.

عيد التجلّي هو عيد الصعود، والتألق، والتسامي، والأهداف الروحية الرائعة. أنت مدعو أيضاً إلى قمّة التجلّي! أنت مدعّو إلى لحظات سكرة الجمال والخير والقداسة.

أنت مدعّو إلى خبرة بطرس على جبل طابور، فتقول مثله مخاطباً الرب يسوع في لحظات رائعة من حياتك المؤمنة: حسن لنا يا رب أن نكون ههنا! نريد أن نبقى معك يا رب! ما أحب مساكنك يا رب القوّات! أنت مدعو إلى خبرة التجلّي! أنت مدعو إلى التألق والتسامي والجمال….  إلى التجلّي الروحي!   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى