الكنائس

كنيسة الملاك ميخائيل في حي العزيزية

كانت طائفة الروم الكاثوليك قد اشترت أرضاً بنهاية القرن التاسع عشر لبناء كنيسة لأبنائها الذين نزحوا من حي الجديدة بعد العام 1850 الى حي العزيزية. وتبرّع أبناء المرحوم جورج نعوم حمصي بمعظم تكاليف بناء كنيسة الملاك ميخائيل التي قام بتصميمها المهندس صبحي مظلوم (1906 – 1964) وواكب الاشراف على بنائها الأب جبرائيل رباط (1889 – 1935) مؤسس ومرشد النادي الكاثوليكي ورئيس جمعية العاديات وبلبل مجالس حلب، الا انَّه توفي قبل ثلاثة أشهر من تدشينها الذي تمّ في 29 كانون الأول 1935. كانت هناك كنيسة الكلدان باسم القديسين بطرس وبولس قد انشئت على أرض اشترتها طائفة الكلدان من آل حمصي العام 1871 وتم انشاؤها بهمة الخوري بطرس رسام سنة 1293 ه/ 1886 (الغزّي، نهر الذهب.. جزء 2 ص397-398).

     والطريف انه أثناء تنفيذ أساسات كنيسة مار ميخائيل اكتشفت فسيفساء ارضية كنيسة من القرن السادس للميلاد ذات أشكال هندسية جميلة، وافقت السلطات الأثرية بحلب العام 1960 للسيد فتحي انطاكي على أن يحتفظ بجزء منها في جدار حديقة داره المقابلة لموقع الكنيسة من الشمال وهي عبارة عن مربع طول ضلعه حوالي 2.5 م بديع الزخرفة بدوائره الهندسية الجميلة(الصورة). كما تمّ بناء مدفن(خشخاشة) باسم الواهب جورج ميشيل حمصي تحت هيكل الكنيسة وأقيم نصب جميل لملاكين من المرمر في حالة سجود شرقي حنية الكنيسة في الباحة الشرقية.

     استلم الاكسرخوس أثناسيوس كبابة (1873 – 1937) بن رزق الله كنيسة مار ميخائيل العام 1935. ويذكر الأب أغناطيوس ديك انه كان يحضر قدّاسه، وهو طفل، في كنيسة مار ميخائيل يأتيها من بناية الفيلا روز (البناية الوردية) القريبة التي بناها أخوه صبحي كبّابة العام 1928 وجعل فيها برجاً يشبه الصومعة لإقامة أخيه الكاهن فيه. وتوفّي الاكسرخوس كبابة فجأة إثر نوبة قلبية وهو في طريقه لعماد طفل في بيته بتاريخ 26 كانون الأول 1937. تسلم من بعده إدارة رعية كنيسة مار ميخائيل الأب الياس كبوجي (1870 – 1956) حتى وفاته في 19 آذار 1956وقد عرف ببلاغة عظاته، ثم خلفه الأب إيلاريون عبجي (1887 – 1960) والدته أدلا ابنة رزق الله حمصي وأخت الوجيه ألبير حمصي  ووضع الأب يوسف جمل (1910 – 1976) العام 1954 ليساعد رعية وكنيسة مار ميخائيل، وبدأ عندها فكرة “المكتبة الروحية” التي تم تدشينها العام 1968. وعيّن الأب جورج ماني (1920 – 20 ) مسؤولاً عن كنيسة مار ميخائيل العام 1966 يساعده الأب جبرائيل سمّان (1916 – 1995)، وأشرف على بناء وتحويل الأبنية الملحقة بالكنيسة في باحتها الشرقية لاستعمالها لنشاطات الشبيبة وفي الاستقبالات (حفلات الزواج والتعزية وسواها)  والتي دشّنها المطران ناوفيطوس إدلبي العام 1972. وقد احتفل الأب ماني بيوبيل كهنوته الذهبي في 20 تموز 1997.      

     استلم الأب بطرس جحا(1893 – 1985) رعية كنيسة مار ميخائيل وجعله المطران أثناسيوس توتونجي نائباً عاما للطائفة ومنحه رتبة أرشمندريت العام 1967 وثبّته المطران ناوفيطوس إدلبي نائباً له مع منحه رتبة الاكسرخوس، واحتفل بيوبيله الكهنوتي الذهبي في 17 تموز 1977 وقد أهداه إخوته الكهنة وأبناء الرعية رسمه في صورة زيتية (الصورة) كانت تزيّن صالون كنيسة مار ميخائيل وقد تبرّع الأب جحا بتأثيثه. وكان للاكسرخوس بطرس جحا مبرّات عديدة للأبرشية وللرهبنة الحلبية والمشاريع الخيرية بحلب وكان يود أن يموت وهو على رأس عمله، كما يعلمنا الأب اغناطيوس ديك، وتوفي في 5 كانون الأول 1986 وقد تجاوز 93 عاما. وتابع الأب جبرائيل سمان إدارة رعية كنيسة الملاك ميخائيل حتى استقالته العام 1991 ببلوغه الخامسة والسبعين من العمر وتوفي في 21 كانون الأول 1995 وكان يساعده الأب حكمت جاموس (1938 – 2003) الذي تابع مشاريع الأب يوسف جمل في المكتبة الروحية المقابلة للكنيسة ومشروعي الصم والبكم والمعاقين منذ العام 1976. وأصبح الأب أغناطيوس ديك (1926 – 2013) نائب الأسقف والمسؤول عن رعية كنيسة مار ميخائيل إثر وفاة الأب بطرس جحا وبمساعدة الأب حكمت جاموس. ويتابع الأب بيير مصري المسؤول عن المكتبة الروحية رعاية كنيسة الملاك ميخائيل ومؤمنيها. وقد تم في بداية السبعينيات نصب تمثال كامل لمثلث الرحمات البطريرك مكسيموس الرابع الصائغ (1878- 1967)من عمل الفنان النحات وحيد استانبولي في ركن من باحة مقدمة مدخل الكنيسة أسوة بتمثال البطريرك مكسيموس مظلوم (     – 1855) المقام في باحة كاتدرائية رقاد العذراء مريم في حي الجديدة.

                      حلب 28/8/2017                 

إعداد: المهندس عبدالله حجار – و المهندس رشيد رباط

         ——————————————-

المرفقات: منظر عام لكنيسة مار ميخائيل – تمثال البطريرك الصائغ – مدفن عائلة جورج ميشيل حمصي – صورة فسيفساء الكنيسة في دار فتحي أنطاكي –  صورة الايكونوموس جبرائيل رباط –  صورة الاكسرخوس بطرس جحا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى